طالبان لـ «الشرق الأوسط»: إذا عدنا للحكم فلن نقترب من مدارس البنات

المتحدث الرسمي باسمها: أميركا لجأت إلى مفاوضات السلام بعد أن فشلت في كسر شوكة «المجاهدين»

عناصر طالبان ملثمون فوق سيارة في ولاية هلمند
TT

عادت أفغانستان إلى عين العاصفة وقلب الأحداث، مع تصاعد أعمال العنف الدامية في جنوبها، وكثرة الحديث عن مفاوضات السلام التي جرى بعض منها في العاصمة كابل، وكذلك إنشاء مكاتب للحركة الأصولية فتحت في قطر وأخرى تتبعها لاحقا في السعودية وتركيا والقاهرة.. وتسهيل قوات الناتو دخول قيادات من ملالي طالبان إلى قلب العاصمة الأفغانية لعقد لقاءات مع ممثلي حكومة كرزاي.

وانتقلت استراتيجية المقاومة الأفغانية الحالية من مرحلة حرب العصابات والكر والفر، إلى مرحلة المواجهة المباشرة وجها لوجه مع القوات الحكومية والأميركية في أغلب مدن الجنوب الأفغاني.

«الشرق الأوسط» لجأت إلى حركة طالبان لاستيضاح الحقيقة عن مفاوضات السلام ومستقبل أفغانستان إذا ما وصلت طالبان أو شاركت في الحكم، وجاء الحديث مع المتحدث الرسمي باسمها، الملا قارئ محمد يوسف أحمدي، الذي سبق توقيعه على الأجوبة بلقب «حافظ» أي أنه حافظ لكتاب الله عز وجل، والحديث مع قارئ أحمدي، المتحدث الرسمي باسم «الإمارة الأفغانية»، جاء سريعا ومتسارعا عبر البريد الإلكتروني، وكانت الأسئلة في الأساس موجهة إلى الملا محمد عمر، حاكم الحركة، ولكن حركة طالبان قالت إنه بسبب انشغالاته تم تحويل الأسئلة إلى يوسف أحمدي. وقال أحمدي إن أميركا لجأت إلى مفاوضات السلام بعد أن فشلت خلال أكثر من عشر سنوات في كسر شوكة المجاهدين، ونفى أن تكون طالبان استخدمت أموال المخدرات في تمويل الحرب الأفغانية سابقا أو لاحقا، مشيرا إلى أن التمويل يأتي من عموم الشعب الأفغاني ومساعدة إخواننا في العالم الإسلامي، وقال إن تعليم البنات إبان حكم الحركة الأصولية لم يكن صفرا، بل كانت هناك مدارس ملحقة بالمساجد، وكشف عن أن المفصولين والمستسلمين من طالبان هم الذين تفاوضوا مع حكومة كرزاي، والهدف من تلك الأخبار، على حد قوله، «هو إحباط معنويات المجاهدين». وفي ما يلي نص الحوار:

* ما رأيكم في ما يتردد من أن الولايات المتحدة صادقت على خطة تسمح لحركة طالبان الأفغانية بافتتاح مقر سياسي لها في قطر، وتقول الصحافة البريطانية إن هذا التحرك يمثل خطوة حاسمة على طريق المصالحة مع مرور الذكرى العاشرة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001 في واشنطن ونيويورك؟

- نعم هذا صحيح.. بعد أن عجزت أميركا وحلفاؤها عن القضاء عسكريا على الإمارة الإسلامية اضطرت للتعامل معها، وذلك بفتح باب الحوار المباشر معها. وستقوم الإمارة الإسلامية بدورها بعد فتح هذا المكتب بما يخدم المصالح الجهادية ويضمن إنهاء الاحتلال وإحلال الأمن في أفغانستان.

* ما شروطكم الرئيسية في المفاوضات؟

سيكون من شروطنا في المفاوضات إنهاء الاحتلال وترك شؤون بلاد الأفغان للأفغان أنفسهم.

* هل الربيع العربي يمكن أن يصل إلى أفغانستان؟

- لا شك أن مقاومة الأفغان في وجه المحتلين خلال القرن الماضي، وجهاد الشعب الأفغاني الجاري ضد الاحتلال الأميركي وحلفائه من حلف شمال الأطلسي، قد ألهم جرأة المقاومة للشعوب المستضعفة في العالم بأن يقاوموا الأنظمة التي سلطت عليهم دون إرادتهم، فعلينا أن نقول إن ربيع المقاومة ضد المحتلين بدأ من أفغانستان وأنتهى بفضل الله بخريف الهيمنة الأميركية وإسقاط أنظمتها المستبدة في العالم العربي.

* هل ستكون هناك مكاتب أخرى في السعودية وليبيا وتركيا والقاهرة، كما يتردد؟

- بعد عشر سنوات من جهاد الشعب الأفغاني وصموده في وجه المحتلين المستكبرين، تيقن العالم بأجمعه قوة الجهاد الأفغاني وقَبِل الحقائق التي تجري على الساحة الأفغانية، فلذلك تود كثير من دول العالم أن تكون على صلة بالإمارة الإسلامية والمكتب السياسي للإمارة الإسلامية. وسترحب الإمارة الإسلامية بفتح مكاتبها في تلك الدول وغيرها إذا وافقت عليها مشكورة.

وكان مسؤول سعودي أعلن في الرياض الأسبوع الماضي أن بلاده تشترط على حركة طالبان «التنصل» من تنظيم القاعدة و«إلقاء السلاح» في حال قامت المملكة بوساطة بينها وبين الرئيس الأفغاني حميد كرزاي. وأضاف المصدر، رافضا الكشف عن اسمه، أن «السعودية اشترطت للوساطة بين طالبان وحكومة كرزاي أن تلقي طالبان السلاح، وتنخرط في العملية السياسية، وأن تتنصل من تنظيم القاعدة». يذكر أن اشتراط السعودية لدخول وساطة بين حكومة أفغانستان وحركة طالبان، تتعلق بترك السلاح، ليس بالأمر الجديد. وكان وزير الخارجية السعودي أكد قبل 4 أعوام أن الرياض وضعت 3 شروط تتعلق بإلقاء السلاح، وفتح العملية السياسية، إضافة إلى فك الارتباط بـ«القاعدة».

* ما تقديركم لما تردد من الجانب الأميركي في أفغانستان بأنهم مستعدون للتفاوض.. وأن هناك استراتيجية للمصالحة؟

- استعد الجانب الأميركي للتفاوض مع الإمارة الإسلامية بعد أن بذل كل ما في وسعه في سبيل القضاء على القوة الجهادية المتمكنة في الإمارة الإسلامية، لكنه عجز عن تحقيق أي أمر ملموس في ذلك. والإمارة الإسلامية كانت تقول للأميركان قبل عشر سنوات من اليوم إن الحل الأمثل لجميع المشكلات يكمن في التفاوض السليم دون الرجوع إلى استخدام القوة، فاستعداد الأميركان حاليا للتفاوض واعترافهم بقوة الإمارة ومشروعية جهاد الشعب الأفغاني أمر مستحسن، وكان لزاما عليهم المبادرة إليه قبل مقتل وإصابة الآلاف من جنودهم وخسارة البلايين من دولاراتهم الضائعة في أفغانستان.

* السفير الأميركي في كابل صرح لـ«الشرق الأوسط» بأنهم أنفقوا أكثر من 20 مليار دولار على البنية التحتية منذ 2001، وأن الإنجازات على الأرض كثيرة، منها 7 ملايين طالب بينهم 37 في المائة فتيات.. وفي عهدكم كان عدد البنات في المدارس صفرا.. رجاء التعليق.

- تعليقنا على ذلك أن تقارنوا أنتم بين إنجازات أميركا وتخريباتها الناتجة عن الاحتلال الأميركي الذي أدى إلى مقتل مئات الآلاف من أبناء الشعب الأفغاني، بما فيهم البنات والنساء، وإلحاق الخسائر الجسيمة بالبنية التحتية، ويجب على السيد السفير أن يلمح في تصريحاته إلى السرقات الضخمة التي تمت أمام أعينه من قبل مافيا الفساد المسلطة على الشعب.

السفير الأميركي يدعي إنفاق 20 مليار دولار على البنية التحتية في أفغانستان، لكنه يتستر على الفساد المستشري في المؤسسات الحكومية تحت رعاية السفارة الأميركية.

نحن نسأل سيادة السفير أين صرفت كل تلك المبالغ الباهظة في حين تناقلت وسائل الإعلام العالمية نبأ وفاة 27 طفلا أفغانيا في مخيم المهاجرين في قلب العاصمة الأفغانية كابل، الذي لا يبعد عن مقر السفارة الأميركية إلا عدة كيلومترات، وذلك لعدم وجود السكن المناسب للمعيشة، فاضطروا للعيش في خيام بلاستيكية عادية تحت الثلوج والبرد القارس.

السفير الأميركي إذ يذكر إنجازاته المزعومة عليه أن يذكر أيضا شيئا من ممارسات جنوده الإجرامية التي ارتكبوها مؤخرا بحق الشعب الأفغاني من هتك حرمة جثث القتلى والاعتداءات الجنسية على الأطفال وقصفهم بالطائرات.

* إذا عدتم للحكم.. فهل لديكم خطط اقتصادية واجتماعية وتنموية لرفع مستوى معيشة الأفغان؟ وكيف ستتعايشون مع العالم الخارجي؟

- سياسة الإمارة الإسلامية في إيجاد خطط ومشاريع اقتصادية وتنموية لرفع مستوى معيشة الشعب وتعاملها مع العالم الخارجي موضحة في بيانات الإمارة الصادرة عن مكتب أمير المؤمنين، ومن يرد الاطلاع عليها فعليه مراجعة تلك البيانات.

* ما الهدف من عملياتكم في قلب العاصمة كابل وضح النهار، وآخرها الهجوم على حي السفارات؟ هل الهدف إظهار عجز حكومة كرزاي عن حفظ الأمن؟

- استهداف السفارة الأميركية ومقر القيادة العسكرية للقوات الأجنبية لن يكون أخيرا، بل سنستهدفهم في المستقبل أيضا وبتكتيكات متنوعة أخرى، والهدف من ذلك إثبات قوة المجاهدين ووجودهم العسكري في قلب العاصمة الأفغانية كابل، وإبطال ادعاءات الأميركان بإخراجهم للمجاهدين من بعض مواقعهم.

* تردد في الإعلام الغربي أن الملا محمد طيب أغا، الوسيط الأفغاني في محادثات السلام، هرب إلى ألمانيا بعد كشف اسمه.. فأين الحقيقة؟

- ليس الهروب من عادة المجاهدين، لم يهرب الأخ محمد طيب أغا، بل هو يقوم بدوره الفعال والنشيط من خلال سياسة الإمارة الإسلامية، والصحافة الغربية نفسها تشهد بذلك.

* إلى أي مدى تؤدي ضربات الناتو إلى الإضرار بالأبرياء المدنيين؟

- إلى مدى بعيد جدا وفوق ما ينشر عبر وسائل الإعلام العالمي.

* ما مصادر تمويل حركة طالبان؟ وهل هناك دعم عربي وخليجي يقدم لكم؟

- إن أهم مصدر تمويل للمجاهدين هو الشعب الأفغاني نفسه، الشعب ينفق على المجاهدين ويقوم بمساعدتهم ماديا ومعنويا، كما لا ننسى بجانب ذلك مساعدة إخواننا في العالم الإسلامي ووقوفهم معنا ضد الاحتلال الأميركي.

*هل صحيح أن الحركة تعتمد على زراعة الأفيون لتمويل عملياتها بحسب ما يذكره المسؤولون الأميركيون؟

- لا تصدقوا الأميركيين في كل ما يقولونه، فهم يقولون إننا قضينا على طالبان وأخرجناهم من المناطق التي يسيطرون عليها، فلو نقبل ادعاءاتهم هذه لم يبق لنا أي مكان نجلس فيه، ناهيك عن مكان نزرع فيه الخشخاش.

نحن قلنا مرارا، وسنقوله الآن مرة أخرى، إن الجهاد فريضة شرعية ونحن لم نمولها سابقا بواسطة المخدرات، ولا نرد تمولها في المستقبل أضا بواسطتها، وسياسة الإمارة في محو المخدرات واضحة وضوح النهار.

* القوات الأميركية أكثر من مرة ذكرت أنكم تتلقون دعما من إيران فيما يتعلق بتقنية العبوات الناسفة على الأقل وأنكم تطورتم كثيرا عما قبل؟

- نقول للأميركيين لو كان الدعم الخارجي مؤثرا في ميدان المعركة الأفغانية لانتصرتم أنتم فيها، لأنكم تتلقون الدعم العسكري من أكثر من 47 دولة أجنبية.

نعم نحن نعترف بأننا تطورنا بفضل الله في صنع العبوات الناسفة التي دوخت الأميركان وحلفاءهم، وسنتطور أكثر في ذلك إن شاء الله

* كم عدد مقاتلي حركة طالبان؟ وما تعليقكم على عناصر طالبان الذين يلقون السلاح وينضمون إلى برامج المصالحة؟

- عدد مقاتلي الإمارة الإسلامية الشعب الأفغاني بكامله، ناقص منه كرزاي وعدد وزراء حكومته العميلة، بالإضافة إلى بعض موظفيه المرتزقة، وأما مشروع المصالحة الذي يعلنون كل يوم عن انضمام العناصر المستسلمة له، فهو في الحقيقة مشروع بيع وشراء بين كبار موظفي إدارة كرزاي العميلة وبين الجهات الأجنبية، وذلك لصرف وحصول المبالغ الكبيرة التي خصصوها لهذا المشروع.

* كم الراتب الشهري لجندي أو عنصر طالبان؟ وكيف يعيش حياته اليومية؟

- المجاهد الذي يضحي بروحه وجسده في سبيل إعلاء كلمة الله يأبى أن يأخذ أجرا ماديا مقابل تضحيته الغالية، بل لا يمكن أن يقدر جزاؤه بالأجرة المادية أبدا.

* ما سر عدم قدرة الأميركيين على الوصول إلى الملا عمر حتى الآن؟ - سر ذلك يكمن في قول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه حيث يقول: (... وَاعْلَمْ أَنَّ الأمة لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلاَمُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ) رواه الترمذي، وأحمد، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (7957)

* هل تعتقدون أن هناك خيانة ما أوصلت الأميركيين إلى مكان اختفاء بن لادن في أبوت آباد الباكستانية؟

- الأفضل أن توجهوا هذا السؤال للأميركيين أنفسهم.

*ما تعليقكم على الفساد المستشري الذي ينخر في عظام أفغانستان؟

- بالنظر إلى فساد عناصر إدارة كرزاي، تعتبر إدارته الفاسدة بأجمعها إدارة مافيا الفساد، وينظر الشعب إلى جميع عناصرها على أنهم عصابة الفساد استوردتها أميركا لنهب ثروات الشعب الأفغاني، ولا يأمل منهم أي خير في إدارة بلد إسلامي كأفغانستان.

* إذا عدتم للحكم فهل ستعودون إلى استضافة «القاعدة» أم ستطردونهم بعد أن تعلمتم الدرس الذي كلفكم الحكم؟

- ألفت نظركم إلى أن أميركا اعترفت أكثر من مرة بأن مركز تنظيم القاعدة لا يوجد في أفغانستان، ومن جانب آخر تغيرت أوضاع البلاد الإسلامية كثيرا، حيث قامت ثورات ناجحة في البلاد العربية، حتى سميت بالربيع العربي، ونجحت الحركات الإسلامية في قمع الحكومات المستبدة التي طردتهم من بيوتهم أو هجروا بلادهم بسبب ظلمها، فـ«القاعدة» والمنظمات الإسلامية الأخرى الآن وجدت بغيتها، وأرى أنها استغنت عن اللجوء إلى أفغانستان.

* لماذا منعت حركة طالبان النساء الأفغانيات من التعليم أثناء توليها حكم أفغانستان، وحرمت اقتناء الأطباق الفضائية، على الرغم من أن الملا وكيل متوكل وزير خارجيتكم أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه كان يشاهد المحطات الإخبارية الدولية بصفة يومية؟

- الإمارة الإسلامية إبان حكمها لأفغانستان كانت تقول إنها بصدد تهيئة الظروف المناسبة لتعليم النساء ولم تقل بمنع تعليم النساء مطلقا، وتعليم البنات في عهد الإمارة الإسلامية لم يكن صفرا كما يقال، بل فتحت كثيرا من مدارس البنات في مساجد العاصمة والمدن الأخرى، ولكن لم تعم البلاد لضيق الظروف الاقتصادية، ومع الأسف لم يساعدنا عليها أي من المؤسسات والدول.

وأما بخصوص تحريم اقتناء الأطباق الفضائية فإننا لم نأمر بإغلاقها مطلقا، بل كانت هناك مكاتب رسمية في العاصمة كابل لتلك القنوات، كقناة «الجزيرة» الفضائية وقناة «أبوظبي» و«CNN» وغيرها من القنوات الإخبارية، وقولك إن السيد متوكل كان يشاهد المحطات الإخبارية الدولية بصفة يومية خير شاهد على ذلك. نحن جهزنا كل الإمكانيات المتوفرة لدينا لتلك القنوات الإخبارية، لكن الأميركان، في أول يوم لسقوط كابل، قصفوا مكتب قناة «الجزيرة» ودمروا لها كل أدوات البث.

نعم.. نحن أمرنا بإغلاق القنوات شبه الخلعة منها لأن ضررها الفكري والخلقي كان أكثر من نفعها على الشعب الأفغاني، اليوم وفي ظل الهيمنة الأميركية في أفغانستان عندما أدرك الشعب فسادها على أبناء المجتمع الأفغاني يطالب كل شخص بإغلاقها حتى الأعضاء في مجلس نواب كرزاي، بعد أن رأوا الأثر السلبي لتلك القنوات الفاسدة على سلوك أبنائهم.

* لماذا تتخوف السيدات الأفغانيات من أنباء المصالحة مع طالبان أو عودتكم إلى الحكم، أو بعبارة أخرى.. التفاوض مع طالبان تهديد لحقوق الأفغانيات؟ أين الحقيقة؟ وماذا ستفعلون بعشرات الآلاف من مدارس البنات؟

- إحلال الأمن في أفغانستان بأي طريقة شرعية أمر ترغب السيدات الأفغانيات فيه قبل الرجال، والإمارة الإسلامية كانت متعهدة لحقوق السيدات بما فيها حق التعليم في ضوء التعاليم الإسلامية، وستبقى متعهدة لها في المستقبل أيضا.

* على ضوء ارتفاع تكلفة فاتورة الدم والدمار والخراب، هل حان الوقت الآن لتحقيق السلام وعودة الاستقرار؟

- إن إحلال الأمن والاستقرار في البلد هو مطلب كل مواطن أفغاني، وحقهم المشروع، فعلى الأميركان وحلفائهم أن ينهوا احتلال أفغانستان لكي يعيش أبناء البلد في حرية تامة بعيدين عن أجواء الحرب المفروضة عليهم.

* في المناطق التي تسيطرون عليها، هل هناك قضاة تابعون للحركة يشرفون على تنفيذ الحدود؟

- قضاتنا يوجدون حتى في المناطق التي تسيطر عليها إدارة كرزاي، ويراجعهم الناس في حل جميع مشكلاتهم الحقوقية والقضائية؛ لأنهم يعرفونهم بجديتهم في العمل ونزاهة أيديهم عن الفساد وأخذ الرشوة.

* هل أنتم راضون عن دعوة 350 عالما أفغانيا إلى تطبيق الشريعة الإسلامية؟ وهل تعتبرونها خطوة للتصالح مع المجتمع الأفغاني؟

- تطبيق الشريعة الإسلامية هو الضمان الوحيد لسعادة البشر جميعا، وقد ضحى الشعب الأفغاني بملايين الشهداء لتطبيقها في بلدهم، والإمارة الإسلامية ترى تطبيق الشريعة من أولويات عملها السياسي في أفغانستان.

* لماذا يلجأ بعض الأفغان إلى محاكم طالبان لتسوية نزاعاتهم الداخلية؟

- لأن محاكم إدارة كرزاي تعمها الرشوة ويكثر فيها الفساد.

* كيف ترون حل مشكلة زراعة المخدرات؟ وهل حقا تستفيدون منها في المكوس أو الضرائب كما يردد الإعلام الغربي؟

- بالنسبة للمخدرات فطالبان قضت عليها خلال حكمها لأفغانستان وتمكنت من حل هذه المشكلة بمنعها منعا باتا في جميع أنحاء البلد، ولما اعتدت أميركا ومن معها على بلادنا وقفت وراء زراعة المخدرات، وشجعت المزارعين بالدولارات، وعملت على تسريع تجارتها، وفتحت لها أسواقها، ونقلتها إليها بطائراتها، فالمسؤولية في تكثيرها تقع عليها.