قرع طبول الحرب يتواصل في إسرائيل.. وإيران تحذر من إجراء مسبق إذا شعرت بخطر

سلاح المظليين الإسرائيلي يتدرب في ظروف مشابهة لجبال إيران ولبنان > باراك إلى واشنطن لترتيب لقاء أوباما ونتنياهو

علي خامنئي
TT

في وقت لا يزال فيه مسؤولون إسرائيليون يواصلون قرع طبول الحرب ضد إيران، حذر مسؤول عسكري إيراني رفيع أن بلاده ستتخذ إجراء مسبقا ضد أعدائها إذا شعرت أن مصالحها القومية تتعرض لخطر.

ونقلت وكالة «فارس» الإيرانية شبه الرسمية للأنباء عن نائب قائد القوات المسلحة الإيرانية قوله أمس، إن «استراتيجيتنا الآن هي أنه إذا شعرنا بأن أعداءنا يريدون تعريض مصلحة إيران القومية للخطر ويريدون اتخاذ قرار بذلك فإننا سنتحرك دون انتظار تصرفهم». وتتعرض إيران لضغوط دولية متصاعدة بسبب أنشطتها النووية المثيرة للجدل. وتهدف العقوبات الغربية الموسعة لتعطيل صادراتها النفطية، وهي عصب الاقتصاد الإيراني. وقالت إيران إنها يمكنها أن ترد بإغلاق مضيق هرمز وهو ممر شحن حيوي لإمدادات الطاقة العالمية. لكن مسؤولا رفيعا في المخابرات الأميركية قال الأسبوع الماضي إنه على الرغم من أن المخابرات الأميركية تعتقد أن إيران سترد إذا هوجمت فإنها ترى أنه من غير المرجح أن تبدأ طهران صراعا.

وتحدثت قيادة الجيش الإسرائيلي بشكل علني عن تدريب جديد تم الليلة قبل الماضية لمئات الجنود من سلاح المظليين، ساروا لمسافة طويلة في منطقة جبلية خلال طقس بارد وظروف مشابهة لظروف الجبال في إيران ولبنان.

واستغرق التدريب نحو 24 ساعة متواصلة، بلا توقف ولا نوم أو استراحة. وكان كل جندي يحمل على ظهره أدوات وأجهزة يعادل وزنها 40% من وزنه. وقد مشوا 70 كيلومترا متواصلة، ليل - نهار، في طرق وعرة بارتفاع متواصل في جبال القدس، وكانت مليئة بالمطبات والوحل، عندما بلغت درجة الحرارة 3 درجات فقط. وفي مرحلة ما من التدريب، حمل بعضهم حمالات عليها جنود مثلوا دور الجرحى.

وقال قائد التدريب، المقدم جاي بيرغر، بصراحة إن التدريب لم يكن عاديا: «فهؤلاء الجنود تصرفوا بوصفهم مقاتلين في الحرب، لم يطلقوا الأناشيد ولم يستريحوا للألعاب، لأنهم أدركوا أنه تدريب للحرب، فقد كان واضحا أنهم يتدربون على المشي في أرض العدو». وكما قال بيرغر، فإن هؤلاء الجنود سينضمون الأسبوع المقبل إلى ثلاث وحدات عسكرية قتالية مختارة، تعمل وراء خطوط العدو أثناء الحرب.

ويترافق هذا التدريب مع قرع طبول الحرب في إسرائيل ضد إيران وأذرعها في المنطقة، حيث لا يزال المسؤولون السياسيون يتحدثون عن ضرورة استخدام الخيار العسكري لمنع طهران من مواصلة تطوير قدراتها النووية ومنع حزب الله من حشد الصواريخ السورية. وتعمدوا الإعلان عن هذه التدريبات بهذه التفاصيل للإشارة إلى أن إسرائيل جادة في تهديداتها الحربية.

يشار إلى أن هذه التدريبات قد تمت في وقت كان فيه مستشار الأمن القومي في الولايات المتحدة توم دونيلون يجري محادثات مع القيادات العسكرية في تل أبيب حول الموضوع الإيراني وتبعات زعزعة الاستقرار في المنطقة جراء الأحداث داخل سوريا.

وفي السياق نفسه، أعلن البيت الأبيض في واشنطن، أمس، أن الرئيس باراك أوباما سيستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الخامس من مارس (آذار) المقبل. وقد سلم الدعوة مستشار الأمن القومي دونيلون لدى لقائه نتنياهو أول من أمس. وأكدت مصادر إسرائيلية في تل أبيب أن هذا اللقاء سيتم في ظل الخلافات المستمرة بين الطرفين حول الضربة العسكرية لإيران.

وحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، فإن أوباما سيقدم لإسرائيل عددا من «الهدايا» التي يؤكد فيها التزامه لشديد بمتطلبات إسرائيل الأمنية، في سبيل إقناعها بأن ضرب إيران في موعد قريب سيلحق ضررا بمصالح الغرب كله في المنطقة والعالم، فضلا عن أنه لن يؤدي إلى إلغاء المشروع الإيراني، وأن العقوبات الاقتصادية بدأت تؤثر على إيران بشكل فعلي وليس كما يقول نتنياهو في تصريحاته الأخيرة: «لم تؤثر بشيء، بل القادة الإيرانيون يصعدون من نشاطهم الإرهابي في العالم ويتحدون الغرب أكثر وأكثر».

ويعتزم وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك التوجه إلى واشنطن للإعداد للقاء أوباما ونتنياهو، حسب ما أعلنت الإذاعة العامة الإسرائيلية أمس. وأفادت الإذاعة، التي لم تحدد موعدا لمغادرة باراك، أنه سيزور العاصمة الأميركية قبل لقاء أوباما ونتنياهو في البيت الأبيض في 5 مارس.

وظهرت في الأسابيع الأخيرة تصريحات إسرائيلية حول إمكانية شن غارات لشل البرنامج الإيراني فيما يسعى الأميركيون وحلفاؤهم الغربيون إلى تشديد العقوبات على طهران مستهدفين على الأخص نظامها المالي. واعتبر نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون أمس عبر الإذاعة العامة أنه «لا يوجد أزمة (حول إيران) بين إسرائيل والولايات المتحدة الصديقتين». وأضاف: «محادثاتنا مثمرة وطريقانا يتقاطعان بشكل متزايد.. إننا نتشاور دوما مع الأميركيين، لكنهم يدركون أن كل دولة في نهاية المطاف سيدة قراراتها».

يذكر أن نتنياهو سيصل إلى واشنطن في مطلع الشهر لكي يشارك في مؤتمر اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة «آيباك» (4 - 6 مارس)، الذي يعتبر ساحته السياسية الخاصة في أميركا. وسيلتقي هناك مع عدد كبير من أعضاء الكونغرس مؤيدي إسرائيل، المؤهلين لممارسة الضغوط على الإدارة الأميركية، وبينهم نواب جمهوريون يريدون استغلال هذه الزيارة ضد الرئيس أوباما وحزبه الديمقراطي في معركة الانتخابات المحتدمة. وسيحضر المؤتمر الرئيس أوباما نفسه. كما سيصل إلى المؤتمر أيضا الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس، ومن المتوقع أن يلتقي هو أيضا مع أوباما في لقاء سريع على هامش المؤتمر، علما بأن نتنياهو سيلتقي به في البيت الأبيض، في ما اعتبر «لقاء عمل رسميا».