صاحب مقولة «كرامتي أغلى من الطعام» ينتصر بعد 66 يوما من الإضراب

زوجة خضر عدنان لـ «الشرق الأوسط»: هذا عرس كبير أجمل من يوم زفافي

إحدى ناشطات السلام الأجنبيات تحمل ملصقا لخضر عدنان خلال مظاهرة تضامن معه في رام الله أمس (رويترز)
TT

تحول منزل الأسير عدنان خضر إلى ما يشبه قاعة أفراح كبيرة، حمل خلالها الفلسطينيون صوره وهتفوا وغنوا ودبكوا لخضر ولحريته، بعد ساعات قليلة من قرار المحكمة العليا الإسرائيلية الإفراج عنه في 17 أبريل (نيسان) المقبل مقابل وقف إضرابه عن الطعام الذي دخل أمس يومه الـ66.

وكانت المحكمة عقدت صفقة مع محامي خضر، يتم بموجبها الإفراج عن عدنان مقابل وقف خضر لإضرابه.

وجاء في تفاصيل الاتفاق، بحسب المصادر الإسرائيلية، أن النيابة العامة ومحامي الأسير عدنان، اتفقا على تقديم بيان مشترك لمحكمة العدل العليا الإسرائيلية، ينص على أنه لا ضرورة للنقاش الذي كان من المفترض أن يجري أمام القضاة حول إضراب عدنان، وأن المحامي يسحب الالتماس المقدم للمحكمة، مقابل ألا يتم تقديم لائحة اتهام ضد عدنان، وأن يتم الإفراج عنه في أبريل المقبل. ووفق الاتفاق، فإن إسرائيل تلتزم بتقديم العلاج الضروري لخضر عدنان بعد أن يتم وقف إضرابه فور تسليم الإعلان المشترك للمحكمة، ويبدأ في تناول المرطبات ومن ثم الطعام بالتدريج.

وسجل خضر، صاحب مقولة «كرامتي أغلى من الطعام»، الذي بدأ إضرابه عن الطعام منذ اعتقاله منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي من بيته في جنين، بعدما حول للاعتقال الإداري، أطول إضراب فردي في تاريخ الحركة الأسيرة، وهو ما تحول إلى ملحمة بطولية في أعين الفلسطينيين، الذين نظموا مظاهرات ووقفات تضامنية معه في رام الله وغزة، وأضربوا معه.

ويحتج عدنان على قانون الاعتقال الإداري الذي يتيح للمحاكم الإسرائيلية تحويل المعتقلين إلى السجن من دون تهمة، واعتقلت إسرائيل منذ عام 2000 أكثر من 20 ألف فلسطيني إداريا، بمن فيهم أطفال ونساء ونواب.

وقالت زوجته، رندة عدنان (أم عبد الرحمن): «الحمد لله، لم يخيب أملنا الله، وانتصرنا على السجان».

وأضافت لـ«الشرق الأوسط»: «اليوم يوم فرح كبير، لقد عادت لنا الحياة». ومضت تقول في اتصال هاتفي معها: «لا أستطيع أن أصف شعوري وأنا أرى زوجي ينتصر، وأعرف أن الخطر على حياته قد زال».

ولم تتمالك أم عبد الرحمن نفسها وهي تتلقى التهاني في منزلها من متضامنات مع زوجها، ومن مهنئين، بينما تغني النسوة أغاني فلسطينية وطنية وشعبية احتفالا بانتصار زوجها.

وقالت رندة: «إنه يوم عرس كبير، حتى في عرسي لم أر ذلك، إنه حتى أجمل من عرسي». وبينما كانت النسوة يحتفلن في منزل عدنان خضر، كان احتفال من نوع آخر يجري خارج المنزل، إذ حضر عشرات المسؤولين الفلسطينيين، ونواب كنيست، ومتضامنون وناشطون من كل مكان في الضفة وإسرائيل، لتهنئة عائلته «بالنصر». وقال المحامي جواد بولس، محامي خضر، في حديث مع «الشرق الأوسط»، إن قضية خضر عدنان تصلح مادة تدريس في العمل النضالي والتضحيات الإنسانية في سبيل القضية: «فقد اتسم صموده بعظمة حقيقية في وجه الاحتلال وجبروته». وأضاف: «تعرفون كيف يكون إنسان بعد 66 يوما من الإضراب عن الطعام: جسد نحيل وضعيف، ولكن الشيخ عدنان كان يبث قوة معنويات وإيمانا عميقا، ورفضا قاطعا لكل الضغوط، وإصرارا على التوصل إلى حل يضمن كرامته واحترامه». وروى بولس، الذي سافر إلى مستشفى صفد في منتصف الليلة قبل الماضية ليبلغه بموافقة السلطات الإسرائيلية على شروطه بأن ينتهي الاعتقال الإداري بانتهاء مدته (4 شهور)، بلا تجديد وبلا توجيه لائحة اتهام، أن خضر عدنان أبلغ موافقته بابتسامة هادئة مذهلة. وقال قدورة فارس، رئيس نادي الأسير: «لقد خلق الشيخ خضر تحولا مهما وتطورا في قضية التعامل مع الاعتقال الإداري».

وقال عيسى قراقع، وزير الأسرى الفلسطينيين: «لقد انتصر على الدولة النووية بإيمانه وصبره».

وقال أحمد الطيبي، عضو الكنيست الإسرائيلي: «لقد خرج خضر برأس مرفوع وهامة شامخة وهذا ما أراده». وأضاف: «لقد نجح خضر، ليس بالـ(إف 16) ولا بـ(كلاشينكوف)، بل بالإرادة والعزيمة، وبهما قد حاصر السجان وانتصر عليه».