نائب الرئيس الصيني يزور تركيا وسط احتجاجات من الأويغور

جين بينغ التقى غل وأردوغان ويلقي اليوم كلمة أمام رؤساء عدد من المؤسسات

الشرطة التركية لدى محاولتها منع مظاهرة لعشرات من أتباع طائفة الأويغور في أنقرة أمس (إ.ب.أ)
TT

بدأ نائب الرئيس الصيني تشي جين بينغ زيارة إلى تركيا، تضمنت في يومها الأول أمس توقيع عدة اتفاقيات تعاون، لكن تخللتها أيضا مظاهرة لمعارضين من الأويغور احتجاجا على الانتهاكات التي تطال سكان هذه الطائفة المسلمة الناطقة بالتركية في الصين.

وقد التقى تشي، الذي يعتبر الرئيس المقبل للصين، الرئيس التركي عبد الله غل الذي حضر معه حفل توقيع اتفاقات حول الزراعة والتعاون المالي والمصرفي، كما ذكرت الرئاسة التركية. وأبرم المصرفان المركزيان التركي والصيني اتفاقا على تبادل العملات الصعبة تبلغ قيمته 10 مليارات يوان (1.58 مليار دولار) لمدة ثلاث سنوات. ثم اجتمع تشي في وقت لاحق مع رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الذي يتماثل للشفاء بعد عملية ثانية في الأمعاء منعته من التوجه إلى أنقرة منذ عشرة أيام.

وتزامنا مع ذلك، ندد نحو مائة محتج من الأويغور بتعامل بلادهم مع هذه الأقلية الناطقة باللغة التركية والمسلمة في منطقة شينغيانغ، وأحرقوا أعلاما صينية. ومنعت شرطة مكافحة الشغب المتظاهرين من الاقتراب من الفندق الذي ينزل فيه المسؤول الصيني في وسط أنقرة.

وتتهم جماعات حقوقية الصين بارتكاب انتهاكات خلال حملة أعقبت أعمال شغب قام بها الأويغور في عام 2009، ووصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الأحداث وقتها بأنها «إبادة جماعية». ويوجد بتركيا آلاف من الأويغور الذين فروا من شينغيانغ منذ سيطر الشيوعيون الصينيون على الإقليم عام 1949. وقال تشي إن الصين قطعت أشواطا بعيدة في رفع مستوى المعيشة لجميع المجموعات العرقية في شينغيانغ. ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» عن نائب الرئيس الصيني قوله خلال لقاء مع رئيس البرلمان التركي جميل تشيشك إن «تركيا والصين اضطلعتا في السنوات الأخيرة بدور مهم في المسائل الدولية والإقليمية».

وتتناول زيارة تشي إلى تركيا، المحطة الأخيرة في جولة قادته إلى الولايات المتحدة وآيرلندا، تعزيز العلاقات التجارية وزيادة الاستثمارات المتبادلة والمسائل الإقليمية، لا سيما الأزمة السورية. وفي إسطنبول، العصب الاقتصادي لتركيا الدولة الناشئة التي تشهد واحدة من أعلى نسب النمو في العالم (9.6 في المائة للأشهر التسعة الأولى من 2011)، يفترض أن يلقي تشي الذي يرافقه عدد كبير من رؤساء المؤسسات، كلمة اليوم الأربعاء أمام منتدى لرجال أعمال صينيين وأتراك يتمحور حول سبل تعزيز الاستثمارات المتبادلة. وارتفع حجم التجارة بين الصين وتركيا من مليار دولار في عام 2000 إلى 19.5 مليار دولار في 2010 بحسب الأرقام الرسمية. ويأمل البلدان في رفع هذا الرقم إلى 50 مليار دولار في 2015. وعلى الصعيد الدبلوماسي، سيبحث الطرفان ملفات إقليمية بينها الوضع في سوريا. ويزور نائب الرئيس الصيني بعد ظهر اليوم أزمير (غرب) في إطار الشق الأخير والسياحي من زيارته إلى تركيا.