روائح كريهة تعم مناطق شمال لبنان القريبة من الحدود السورية وتتسبب بعوارض صحية

توقعات بأن مصدرها قصف مصفاة حمص أو احتراق مصنع للمواد الكيماوية

صورة مأخوذة من موقع «أوغاريت» لمظاهرة نصرة لحمص والمدن المنكوبة في الحراك بحوران أمس
TT

استفاق أهالي محافظة عكار في شمال لبنان على روائح كريهة تعم أرجاء المنطقة بأكملها بدءا من وادي خالد (الملاصق للحدود السورية) وحتى العبدة (بمدخل مدينة طرابلس) من دون معرفة أسبابها، وقد بدأت المراجع المسؤولة في لبنان في متابعة هذا الموضوع لمعرفة مصدر الروائح التي اشتكى منها الكثير من أبناء القرى والبلدات العكارية الساحلية والوسطية والجبلية، لا سيما أبناء وادي خالد وجبل أكروم والقبيات ومنطقة السهل على مجرى النهر الكبير.

وأوضح عضو كتلة المستقبل، النائب عن منطقة عكار، معين المرعبي، أن «هذه الروائح مصدرها المناطق السورية القريبة من الحدود اللبنانية». وأشار المرعبي، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، إلى أن «المعطيات ترجح أن تكون الروائح ناتجة عن احتراق مصنع للكيماويات الزراعية أو أنبوب نفط أو خزانات نفطية في محيط مدينة حمص السورية»، لافتا إلى أن «هبوب الرياح من الجهة الشرقية أسهم في دفع هذه الروائح باتجاه لبنان بسرعة، بدليل أن الروائح في المناطق اللبنانية الواقعة قرب الحدود السورية قوية جدا، بينما تخف تدريجيا في المناطق الواقعة في العمق اللبناني».

إلى ذلك، توقع أحمد السيد، أحد أبناء منطقة وادي خالد، أن يكون «مصدر الروائح تفجيرا استهدف مصفاة النفط الرئيسية في مدينة حمص»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لقد هز المنطقة صوت انفجار هائل منتصف ليل أمس (أول من أمس)، ولدى استفسارنا من بعض من في الداخل السوري، أُفدنا بأن الانفجار وقع في مصفاة حمص، وفي الصباح استفقنا على هذه الروائح». كما أبلغ بعض سكان بلدات جبل أكروم، المتاخمة للحدود السورية، «الشرق الأوسط» بأن «الروائح الآتية من الجهة السورية قوية للغاية، وهي تسببت بأضرار صحية خصوصا لدى المرضى الذين يعانون الحساسية وأمراض الربو والجهاز التنفسي».

وإذا صحت المعلومات عن تفجير مصفاة حمص أو أنابيب نفطية، فإن هذا الحادث يأتي في سياق سلسلة تفجيرات مماثلة، بحيث اتهمت الهيئة العامة للثورة السورية، الأسبوع الماضي، القوات النظامية بقصف أنبوب للنفط في حمص، مؤكدة أنه «تم قصف أنبوب النفط للمرة الثالثة في حمص، وهذه المرة (الثالثة) جرى قصفه بالطيران الحربي؛ إذ إن طائرتين حربيتين حلقتا فوق المنطقة ثم قصفتا الأنبوب». وسبق ذلك اتهام المعارضة السورية «الجيش النظامي السوري بقصف أنبوب النفط الذي يمر من حي بابا عمرو 3 مرات وتصاعدت منه أعمدة الدخان».

أما السلطات السورية فألقت بالمسؤولية على عاتق «مجموعات إرهابية مسلحة تقوم بتفجير خطوط النفط في عملية تخريبية مدروسة».