نائب وزير الإعلام اليمني: صالح سيشارك في حفل تنصيب هادي وتسليم القصر الرئاسي

مصادر رئاسية لـ«الشرق الأوسط»: توقعات بحصول هادي على 10 ملايين صوت‌ > وزيرة حقوق الإنسان: تعرضت لمحاولة اغتيال

معارضون يمنيون يرفعون ابهاماتهم الملونة بالحبر بالقرب من شاب لون جسده بلون العلم اليمني بعد المشاركة في الانتخابات الرئاسية (رويترز)
TT

أكد نائب وزير الإعلام اليمني عبده الجندي، أن الرئيس علي عبد الله صالح «في الطريق» إلى اليمن للمشاركة في مراسم تسليم السلطة إلى الرئيس الجديد عبد ربه منصور هادي، مشيرا إلى أن صالح سيستمر في لعب دور سياسي مهم من خلال حزبه. فيما أكدت مصادر رئاسية في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أنه من المتوقع أن يحصل المرشح التوافقي عبد ربه منصور هادي على 10 ملايين صوت.

وأكدت حورية مشهور، وزيرة حقوق الإنسان في اليمن، نبأ تعرضها لمحاولة اغتيال أثناء زيارتها لمركز انتخابي في محافظة عدن التي شهدت أعمال عنف وإطلاق نار من قبل عناصر محسوبة على فصيل متشدد في الحراك الجنوبي.

وقال الجندي، وهو المتحدث باسم حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه صالح، إن الأخير «في الطريق» إلى اليمن، لكنه قال «لا أستطيع أن أحدد زمان عودة الرئيس بشكل دقيق». وغادر صالح إلى الولايات المتحدة في 29 يناير (كانون الثاني) للعلاج، فيما أعلنت الخارجية الأميركية الثلاثاء أنه موجود في كاليفورنيا، وسيتمتع بالحصانة الدبلوماسية حتى تنصيب هادي.

وذكر الجندي في مؤتمر صحافي أنه «سيكون هناك احتفال مهيب لتنصيب عبد ربه منصور هادي، وسيتم تسليم دار الرئاسة» من صالح إلى الرئيس الجديد. وكان هادي خاض الثلاثاء الانتخابات الرئاسية مرشحا توافقيا ووحيدا بموجب اتفاق المبادرة الخليجية لانتقال السلطة.

وفي سياق عملية الاقتراع، قال يحيى العراسي، السكرتير الصحافي للرئيس التوافقي عبد ربه منصور هادي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «مرت الانتخابات بصورة غير متوقعة في معظم الدوائر بفعل تسهيل الانتخاب بالبطاقة الشخصية». وأكد العراسي أن «عدد الأصوات التي تم فرزها حتى اللحظة بلغ ستة ملايين صوت، وهي تزيد على ما حصل عليه المرشحان في الانتخابات الرئاسية لعام 2006، ومن المتوقع أن تخطى عدد الأصوات حاجز الـ10 ملايين صوت». وأضاف العراسي أن «تلك النسبة تشير إلى رغبة اليمنيين في الخروج من الأزمة، والتوق إلى غد أفضل».

وعلى الجانب الأمني، أكدت حورية مشهور نبأ تعرضها لمحاولة اغتيال أثناء زيارة لها لأحد مراكز الاقتراع مع النائبة بمجلس اللوردات البريطاني البارونة إيما نيكلسون التي تزور اليمن في مهمة لمراقبة سير عملية الانتخاب. وقالت مشهور في تصريحات أدلت بها لـ«الشرق الأوسط»: «ما حدث كان نتيجة للفراغ الأمني المتعمد في المحافظة، وقد فوجئنا أثناء وجودنا في مركز جميل غانم بإطلاق نار كثيف على المركز أثناء وجودنا فيه، الأمر الذي اضطرنا للجوء إلى الطواريد الداخلية والاحتماء بها، بعد أن انهال الرصاص على جدران المركز». وأكدت مشهور أن تلك العناصر كانت على علم بوجودها مع البارونة إيما نيكلسون في المركز، مضيفة «احتمينا في المركز فترة، ثم جاءت قوة من الأمن وتبادلت إطلاق النار مع المسلحين الذين كان هدفهم من ذلك إرسال رسالة مفادها أن الانتخابات الرئاسية لم تتم في عدن وباقي مدن الجنوب حتى تظل القضية الجنوبية جرحا في خاصرة الوطن، وتعوق تحقيق أي تقدم في البلاد مستقبلا، وتشغل الناس بقضايا أخرى بدلا من بناء المستقبل».

وذكرت مشهور أنها والبارونة نيكلسون تمكنتا من مغادرة المكان بعد تأكيدات أمنية على أن المنطقة آمنة بعد تمشيطها.

وحول العناصر التي تقف وراء مثل هذه الأعمال ذكرت مشهور أن «هناك من يقول إنهم عناصر تابعة للحراك، ومن يقول البلطجية، وهناك من تحدث عن مسؤولية مدير الأمن ونائب محافظ عدن». وعن سبب وجودها في محافظة عدن أثناء الانتخابات قالت مشهور «نزلنا قبل الاقتراع بأيام لحث الناس على المشاركة في الانتخابات الرئاسية، ووجدنا تباينا في الآراء بين مؤيدين للانتخابات ممثلين في جمهور وقيادات المشترك وبعض المسؤولين في السلطة المحلية، وهناك من يعارض إجراءها، لكن الذين يعارضون إجراءها أكدوا قبل الانتخابات أنهم سيكتفون بالمقاطعة، ولن يسعوا لتعطيلها، غير أن ما جرى يوم الاقتراع أكد وجود نوايا مبيتة لتعطيل الانتخابات».

إلى ذلك، أفادت مصادر طبية وعسكرية بأن عدد ضحايا الاشتباكات التي شهدتها مدينة عدن جنوب اليمن الثلاثاء ارتفع إلى سبعة قتلى بينهم طفلان وثلاثة جنود. واندلعت اشتباكات بين القوات الحكومية ومسلحين موالين للحراك الجنوبي المطالب بالانفصال حاولوا منع إقامة الانتخابات الرئاسية في عدن بالقوة، واقتحموا عددا من المراكز الانتخابية وعبثوا بمحتوياتها. كما أصيب 12 آخرون في الاشتباكات.

ورفضت الفصائل المتشددة في الحراك الجنوبي المشاركة في الانتخابات الرئاسية التي من المقرر أن تنتج عن تنصيب عبد ربه منصور هادي رئيسا انتقاليا لليمن.

ولقيت أعمال العنف استنكار كبيرا من الأطراف، حيث استنكر مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر ما حدث من قبل مسلحي الحراك في مدن جنوبية. وأكد رئيس الحكومة اليمنية محمد سالم باسندوة من جانبه على حق أي طرف في مقاطعة الانتخابات، لكنه أدان أعمال العنف بشدة.

من جانبها، قالت عضو مجلس اللوردات البريطاني البارونة أيما نيكلسون في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «لقد كانت الانتخابات الرئاسية في اليمن ممتازة، وأنا محظوظة لأنني أتيحت لي الفرصة لمراقبتها»، وفيما يخص العراقيل التي حدثت في محافظة عدن قالت نيكلسون: «أنا سعيدة لرؤية مواطني عدن ملتزمين بالتصويت رغم الدعاية الثقيلة التي قادتها عناصر الحراك الجنوبي، والتي كانت غير عادلة وغير أخلاقية وضد الديمقراطية من الأساس» وحول لقاءاتها بقيادات من الحراك قالت نيكلسون: «أتيحت لي فرصة اللقاء بعدد من أعضاء الحراك الجنوبي، وعدد من رجال الأعمال والشباب والجمعيات النسوية، وأعطيت اهتماما خاصا للقاء الحراكيين وشرحت لهم أن العنف ليس الطريق لتحقيق الهدف، لقد تصوروا أنهم نجحوا، غير أنني قلت لهم لقد فشلتم، لأنه من خلال خبرتي السياسية وخبرتي في مراقبة الانتخابات فإنني أرى أن تصميم أبناء عدن على الاقتراع رغم العراقيل والعنف يعد فشلا للحراك الجنوبي الذي حاول تعطيل الانتخابات ومنع الناس من التصويت»، وأضافت نيكلسون: «هذا لا يعني أن الحراك ينبغي أن يستثنى، ولكن يعني أنهم لا بد أن يدركوا أن العنف يجب أن يسقط من دائرة خياراتهم وأجندتهم وأن يدخلوا في الحوار الوطني، وأنا على استعداد للمساعدة في ذلك» وشكرت نيكلسون قوى الأمن والجيش بقولها: «أشكر قوات الجيش والأمن الذين سعوا إلى حماية الناس في عدن يوم الثلاثاء بمن في ذلك أنا وأتطلع لزيارتهم مرات ومرات».