50 دولة ومؤسسة تبحث ملف الصومال في لندن اليوم

كاميرون: بريطانيا تواجه تهديدا من المتمردين المتطرفين في مقديشو

جندي تابع للحكومة الصومالية يحمل سلاحه بينما جنود كينيون يتحدثون إلى قرويين في بلدة «تبدة» داخل الصومال (أ.ب)
TT

تشارك 50 دولة ومؤسسة اليوم الخميس في لندن في مؤتمر حول الصومال على أمل المساهمة في إخراج هذا البلد أخيرا من الفوضى والبؤس بعد 20 سنة من الحرب الأهلية استفاد منها القراصنة والمتمردون الإسلاميون.

قال رئيس الوزراء الصومالي عبد الولي محمد علي: «كفى 20 عاما من الفوضى». وهو مشارك في الوفد الصومالي المدعو إلى العاصمة البريطانية إلى جانب نحو 40 دولة في المنطقة أو أخرى ضالعة في جهود إعادة الإعمار، إضافة إلى مؤسسات دولية على غرار الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية.

ولفت رئيس الوزراء إلى أن اتفاق الإطار الذي وقعه السبت المسؤولون الصوماليون والضربات التي تلقاها الإسلاميون في حركة الشباب في المواجهات مع القوات الصومالية و4 جيوش أفريقية تشكل مؤشرات تحسن. وقال: «إننا نتقدم ببطء ولكن بشكل مؤكد.. إننا نخرج من مرحلة أمراء الحرب والإرهاب والتطرف والقرصنة ونتجه إلى حقبة سلام واستقرار وحياة طبيعية». غير أن المشاركين في مؤتمر لندن بدوا أكثر حذرا، ولو أن الدعوات الموجهة إلى دول الخليج، وخاصة السعودية وقطر إضافة إلى تركيا، أنعشت الأمل بتوسيع جهود المواكبة الدولية الدبلوماسية والمالية بعد فشل نحو 10 خطط للحل.

وأعرب أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون عن رغبته في «تطبيق كامل وسريع» للخطة الجديدة لتشكيل دولة فيدرالية تخلف الحكومة الانتقالية الحالية غير الفعالة التي يتآكلها الفساد وتنتهي ولايتها في 20 أغسطس (آب).

وقال مصدر دبلوماسي «ليس واردا فتح أبواب التمويل على مصراعيها» معربا عن خيبات أمل سابقة.

وكرر رئيس الوزراء الأربعاء مطالبته «بخطة مارشال من أجل الصومال» في إشارة إلى المساعدات الضخمة التي قدمتها الولايات المتحدة إلى أوروبا المدمرة بعد الحرب العالمية الثانية.

وتعهدت وزارة الخارجية البريطانية بتشجيع تنسيق المساعدات الدولية فيما سيعلن الخميس عن إنشاء «صندوق دعم». ويتوقع أن تساهم بريطانيا فيه بقيمة 20 مليون جنيه إسترليني (23.8 مليون يورو) بحسب مصادر دبلوماسية.

وعلى الصعيد العسكري تمكنت قوة الاتحاد الأفريقي في الصومال (أميصوم المؤلفة من جنود أوغنديين وبورونديين ونحو 300 من جيبوتي) أن تطرد من مقديشو الإسلاميين الذين يواجهون أيضا الجيشين الكيني والإثيوبي. لكن إسلاميي حركة الشباب ما زالوا يسيطرون على جزء كبير من وسط وجنوب البلاد حيث دارت معارك شرسة مطلع الأسبوع. وقد أبدوا كذلك قدرتهم على شن هجمات.

وأعلنت القوات الموالية للحكومة الصومالية المدعومة من الجيش الإثيوبي سيطرتها على مدينة بيداوة معقل حركة الشباب الإسلامية من دون مقاومة.

إلى ذلك وافق مجلس الأمن الدولي اليوم بالإجماع على قرار يقضي برفع عدد قوة الاتحاد الأفريقي في الصومال إلى 17731 عنصرا بدلا من 12 ألفا حاليا. والقرار الذي أيدته 15 دولة في مجلس الأمن منح القوة الأفريقية صلاحيات أكبر لشن هجمات على حركة الشباب وزيادة الأموال الدولية لتنفيذ العملية العسكرية. ويأمل الاتحاد الأوروبي الذي يمول القوة أن تسهم الدول العربية خصوصا في التمويل. لكن تحالف الشباب مع تنظيم القاعدة أثار المخاوف من توسيع نشاطهم خارج الصومال. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي سيفتتح اللقاء «التهديد الأمني حقيقة! إنه كبير جدا». ويبدو جدول أعمال الاجتماع مثقلا: تسريع تدريب الاتحاد الأوروبي للقوات المسلحة الصومالية! العمل على وقف تجنيد الأطفال الذين يستغلهم المتمردون بشكل خاص على ما ذكرت منظمة هيومان رايتس ووتش! مواصلة الجهود الدولية في المحيط الهندي لمكافحة القرصنة.

وقد أعلنت لندن أنها ستنشئ الثلاثاء المقبل في السيشيل مركزا لتعزيز الملاحقات القضائية وتجنب إطلاق سراح 75% من القراصنة الموقوفين. إلى ذلك، أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أمس أن التهديد الذي يمثله المتمردون الإسلاميون الصوماليون «حقيقي» و«قد ينحو في اتجاه الأسوأ إذا لم نأخذ حذرنا»، وذلك عشية مؤتمر دولي حول الصومال في لندن.

وقال كاميرون: «التهديد على الأمن حقيقي، إنه تهديد كبير». وأبدى رئيس الوزراء البريطاني قلقه من أن يكون «شبان بريطانيون من أصل صومالي سممت أفكارهم» بفعل الدعاية العقائدية لمتمردي حركة الشباب الصومالية التي تشن حربا ضد الحكومة الانتقالية الضعيفة في الصومال.

وأكد كاميرون أن هذا التهديد «يستند إلى واقع أن الشباب انضموا علنا إلى (القاعدة) وأنهم شجعوا الجهاد العنيف ليس فقط في الصومال بل أيضا خارجها».

وأشار دبلوماسي بريطاني رفيع المستوى مؤخرا إلى أن «عددا كبيرا» من البريطانيين هم من بين المقاتلين الأجانب الذين تدربوا في معسكرات متمردي الشباب الصوماليين. وقدر معهد روسي البريطاني عدد هؤلاء بنحو 50 شخصا. وأضاف: «إذن ثمة تهديد إرهابي اليوم، وإذا لم نأخذ حذرنا! فإن الأمور قد تنحو في اتجاه الأسوأ». ويفتتح كاميرون اليوم الخميس في لندن مؤتمرا دوليا حول الصومال يجمع أكثر من 40 حكومة.

وذكرت صحيفة بريطانية أمس أن بريطانيا والدول الأخرى الأعضاء بالاتحاد الأوروبي تدرس مدى جدوى الضربات الجوية للتصدي للتهديدات المزدوجة للقرصنة والحركات المسلحة الإسلامية في الصومال. وقالت صحيفة «غارديان» البريطانية إن مجلس الأمن القومي البريطاني ناقش القضية في الأشهر الأخيرة لكنها ما زالت «على لوحة الرسم في الوقت الحالي». يأتي التقرير قبل يوم من مؤتمر دولي بشأن الصومال تستضيفه الحكومة البريطانية.

وطبقا لصحيفة «غارديان» فإنه جرى مناقشة قضية الضربات الجوية ضد المراكز اللوجيستية ومعسكرات التدريب للجماعة من قبل المجلس وهو نوع من مجلس أمني مصغر يضم أيضا ممثلين من القوات المسلحة والأجهزة الاستخباراتية.