هجوم جديد على وكيل معتمد للسيستاني جنوب النجف

مكتب الصرخي لـ«الشرق الأوسط»: المرجعية لم ترد على مطالبنا

TT

أعلن مكتب رجل الدين الشيعي محمود الحسني الصرخي أنه ليس له أية صلة بالاعتداءات التي طالت في الآونة الأخيرة عددا من معتمدي المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني.

وقال محمد الياسري مدير مكتبه الإعلامي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «مكاتب السيد الصرخي سبق أن أعلنت وتعلن اليوم ومن خلال منبركم هذا أن لا علاقة لها على الإطلاق لا من قريب ولا من بعيد بما حصل من اعتداءات لعدد من معتمدي مرجعية السيد السيستاني بل نحن من اعتدي علينا، وأن الجهة الأولى التي قامت بالاعتداء على مكاتبنا في الرفاعي بمحافظة الناصرية كانت مدعومة من معتمد السيد السيستاني هناك وبحضوره شخصيا وهو عبد الكريم العامري»، مشيرا إلى أن «مكتب الصرخي كان قد فتح قبل نحو عشرين يوما هناك ولكنه تعرض إلى اعتداء تم خلاله إحراق أعداد كبيرة من الكتب والمجلدات من بينها المصحف الشريف».

وكشف الياسري عن قيامهم بإرسال وفد رسمي إلى مكتب السيستاني «لمعرفة ملابسات مثل هذه الأمور، ولكن الوفد لم يستقبل لا من قبل السيد السيستاني أو من قبل نجله، خصوصا أن هذه العمليات التي حصلت تستهدف إيقاع الفتنة». وأضاف: «إننا نقول وبشكل صريح إن مكاتب المرجعية في المحافظات هي التي تتحمل مسؤولية ما حصل لحرق وغلق لمكاتبنا، وأن السيد السيستاني لم يرد على استفساراتنا الشرعية بهذا الخصوص وهو أمر يثير استغرابنا».

وكان مصدر في الشرطة العراقية أعلن أمس أن أحد معتمدي السيستاني نجا من هجوم بقنبلة يدوية ألقاها مجهول أمام مسجد كان يصلي به جنوب النجف أمس. وأضاف المصدر أن «الهجوم لم يسفر عن أي إصابات بشرية»، لافتا إلى أنه «وقع بعد لحظات من انسحاب دورية للشرطة كانت مكلفة بحماية المكان». وكانت مكاتب وحسينية ومسجد تعود لأتباع الصرخي في محافظات ذي قار والقادسية والبصرة تعرضت إلى عمليات إحراق، حيث أضرم مجهولون النار في مسجد «فارس الحجاز» في ناحية أم قصر، نحو 60 كم جنوب غربي مدينة البصرة، وذلك بعد يومين على إصابة خمسة أشخاص بحريق أضرمه مواطنون غاضبون داخل مكتب الصرخي في قضاء الرفاعي بمحافظة ذي قار، بينما أحرق مجهولون مكتبا آخر يقع في ناحية السدير، نحو 20 كم جنوب مدينة الديوانية. وفي السياق ذاته، تعرضت منازل الكثير من ممثلي المرجع الديني علي السيستاني في بعض محافظات الجنوب والفرات الأوسط لعمليات استهداف بعبوات ناسفة وقنابل يدوية. وكان مكتب السيستاني قد نفى أي دور لوكلاء المرجعية لما حصل لمكاتب الصرخي. وقال بيان صادر عن مكتب السيستاني «نذكر بما دأبت عليه المرجعية في مختلف الظروف والأحوال من حث الجميع على الالتزام بالقانون والابتعاد عن ممارسة العنف». واستنكر المكتب «أعمال العنف التي جرت في عدد من المحافظات»، مطالبا السلطات بـ«ضبط الأمن ومنع الاعتداءات من أي جهة كانت». ويذكر ان الصرخي واحد من أكثر رجال الدين الشيعة الذين أثاروا جدلا بعد الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003 سواء داخل الوسط الحوزوي الشيعي أو حتى في الأوساط الأخرى السياسية أو الاجتماعية. وهو مهندس مدني تخرج في الجامعة التكنولوجية في زمن الرئيس العراقي السابق صدام حسين، ترك تخصصه الهندسي ليتجه إلى الدراسات الدينية الحوزوية حيث بدأت اهتماماته الدينية أثناء دراسته الجامعية ولكونه من أسرة تنتمي إلى مدينة الكاظمية حيث ولد في هذه المدينة الشيعية عام 1962، فإن مثل هذه الاهتمامات لم تكن رغم القيود السياسية والإعلامية مستغربة. وانخرط الصرخي خلال دراسته الجامعية بالدراسات الحوزوية متتلمذا على يد المرجع الشيعي محمد محمد صادق الصدر (اغتيل مع ولديه عام 1999) .

واعتقل في عهد النظام السابق وحكم عليه بالإعدام فأضرب عن الطعام لمدة 21 يوما ولم يطلق سراحه إلا بعد سقوط النظام السابق عندما فتح الأميركيون السجون. كان من أوائل من حارب الأميركيين ودعا إلى نهاية الاحتلال ومحاربة الاميركيين.