رغم تقرير مهم صدر الشهر الماضي بأن المسلمين في الولايات المتحدة لا يشكلون خطرا على الأمن الأميركي، فإنه للمرة الخامسة خلال شهرين يعتقل أو يحاكم مسلم بتهمة الإرهاب. وأمس، وافقت محكمة أميركية في ولاية تكساس على محاكمة الطالب السعودي خالد الدوسري، الذي كان اعتقل السنة الماضية بتهمة محاولة اغتيال الرئيس السابق جورج بوش الابن.
وقالت المحكمة إن الدوسري يتمتع بقوة عقلية كاملة ليقدم إلى المحاكمة. وكان محاميه قال عكس ذلك. وكان الاتهام قدم وثائق بأن الدوسري (21 سنة) كان يريد الحصول على «أسلحة دمار شامل» للهجوم على منزل بوش في تكساس، وأيضا على أهداف أخرى، وأن الدوسري، الذي كان يدرس الهندسة الكيميائية، اشترى مواد كيميائية متفجرة من شبكة الإنترنت بوصفها جزءا من خطة لصناعة قنابل.
وأضاف الاتهام أن الدوسري استهدف خزانات في ولايتي كولورادو وكاليفورنيا، كما أوضحت رسائل بريد إلكتروني يبدو أنه أرسلها إلى نفسه. وأنه خطط لاستخدام دمي الأطفال وعربات الأطفال الرضع لإخفاء المتفجرات. وقالت مصادر إخبارية أميركية إن الدوسري دخل الولايات المتحدة سنة 2008، آتيا من الرياض لدراسة الهندسة الكيميائية في جامعة تكساس للتكنولوجيا، وإن شركة صناعية سعودية، لم تحدد وثائق المحكمة اسمها، كانت تدفع له الرسوم الدراسية ونفقات المعيشة في الولايات المتحدة. وقالت وكالة «رويترز» إنها «شركة الصناعات الأساسية السعودية»، ومقرها الرياض، وإنها كانت تدفع للدوسري راتبا شهريا وتوفر له السكن والغذاء والرسوم الدراسية وتكاليف الرعاية الصحية.
وقالت مصادر إخبارية أميركية إن هذه خامس حالة إرهاب فردية يعلن عنها خلال شهرين، رغم تقرير مهم صدر الشهر الماضي من جامعة نورث كارولينا بأن المسلمين في الولايات المتحدة لا يهددون الأمن الأميركي. لكن التقرير قال إن الحالات الفردية سوف تستمر، لكنها يجب أن لا تعكس الصورة العامة للمسلمين في الولايات المتحدة. والأسبوع الماضي، اعتقلت شرطة مكتب التحقيق الفيدرالي (إف بي آي) أمين الخليفة (29 سنة)، مهاجر غير قانوني من المغرب، بتهمة محاولة تفجير الكونغرس. وقالت «إف بي آي» إن الخليفة، وقت اعتقاله، كان يرتدي حزاما اعتقد أن به متفجرات ليفجر نفسه بعد أن يدخل مبنى الكونغرس، خلال اجتماع لمجلس الشيوخ، في جانب من مبنى الكونغرس، واجتماع لمجلس النواب، في الجانب الآخر. واعتقد الخليفة أن الحزام كان مليئا بالمتفجرات، ووفره له تنظيم القاعدة، بينما كان عملاء تابعون لمكتب «إف بي آي» هم الذين أعطوه الحزام بعد أن وضعوا فيه مواد غير متفجرة. وهؤلاء العملاء قالوا للخليفة إنهم إسلاميون متطرفون، وإنهم أعضاء في «القاعدة».
والأسبوع قبل الماضي، حكمت محكمة فيدرالية في ديترويت (ولاية ميتشغان) بالسجن المؤبد على عمر الفاروق عبد المطلب، النيجري الذي حاول، قبل سنتين، تفجير طائرة أميركية قبيل هبوطها في مطار ديترويت.
وقبل ذلك بأسبوع، وأمام محكمة فيدرالية في برمنغهام (ولاية ألاباما)، اعترف أولوغ بيك قادروف، أوزبكستاني الجنسية وموجود في الولايات المتحدة وجودا غير قانوني، بأنه حاول اغتيال الرئيس باراك أوباما. وقالت «إف بى آي» في بيان إن قادروف (22 عاما) أوقف عندما كان يحاول الحصول على متفجرات وأسلحة نارية.
واعترف قادروف بتهم تقديم دعم مادي لنشاط إرهابي، والتهديد بقتل رئيس الولايات المتحدة، وحيازة سلاح ناري حيازة غير قانونية. وفي إطار الاتفاق على اعترافه، اعترف أيضا بأنه «اتصل بشخص يعتقد أنه عضو في الحركة الإسلامية لأوزبكستان» و«فهم من الحديث معه أن عليه قتل الرئيس أوباما».
وقبل قادروف، وفي محكمة ألكساندريا الفيدرالية، أدين جيسي مورتون (33 سنة)، الأميركي الأسود الذي اعتنق الإسلام قبل سنوات قليلة، بتهمة تهديد مخرج مسلسل تلفزيوني قدم النبي محمد صلى الله عليه وسلم في صورة دب قطبي. وكان المسلسل التلفزيوني الساخر «ساوث بارك» عرض مناظر ساخرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهدد مورتون، الذي غير اسمه إلى يونس عبد الله محمد، المشرفين على المسلسل. غير أن الشرطة اعتقلته بتهمة أخرى وهي إدارة موقع في الإنترنت يشجع المسلمين على ارتكاب أعمال عنف ضد من يراهم أعداء الإسلام.
وقبل ذلك بأسبوع، أدانت محكمة فيدرالية في شيكاغو جان خان وهو سائق تاكسي أميركي -باكستاني لأنه أرسل تبرعا بـ200 دولار إلى منظمة «جنود محمد» الكشميرية التي تقاوم احتلال الهند لجزء من كشمير. وفي هذه القضية، قال الادعاء إن منظمة «جنود محمد» لها صلة بتنظيم القاعدة. واستند الادعاء إلى أن المنظمتين في قائمة الإرهاب الأميركية. وكان خان اعترف بما فعل خلال صفقة لتخفيض الحكم عليه ليكون أقل من عشرة أعوام، وربما ثمانية، بدلا من السجن المؤبد الذي كان الادعاء عرضه في البداية على خان. وأمام المحكمة، عرض الادعاء صورة شيك بألف دولار أرسله خان إلى أقرباء له في باكستان. وأيضا، صورة خطاب بأن يرسلوا مائتي دولار منه إلى «جنود محمد».