إسرائيل: إيران ستمتلك صواريخ قادرة على الوصول إلى أميركا خلال 3 أعوام

دعت إلى مواجهة طهران قبل أن تصبح دولة نووية

TT

عبرت إسرائيل عن اعتقادها بأن إيران ستمتلك في غضون فترة تتراوح بين عامين وثلاثة أعوام صواريخ عابرة للقارات قادرة على إصابة أهداف في الولايات المتحدة. كما دعت إلى ضرورة مواجهة الجمهورية الإسلامية قبل أن تصبح دولة نووية.

وجاء التقييم الإسرائيلي حول قدرة إيران على إصابة أهداف في أميركا في غضون سنتين إلى 3 سنوات ضمن تصريحات أدلى بها يوفال شتاينتز، وزير المالية الإسرائيلي، بهدف إثارة الاهتمام تجاه الخطر الذي تعتقد إسرائيل أن إيران النووية ستشكله للعالم.

ويقدر محللون الآن أن المدى الأبعد للصواريخ الإيرانية يبلغ نحو 2400 كيلومتر، وقادر على الوصول إلى إسرائيل عدوة إيران اللدودة، وأيضا إلى أوروبا. لكن إسرائيل حريصة أيضا على إقناع أي حلفاء لا يشاركونها آراءها بخصوص الخطر الذي تشكله إيران بأن القنابل النووية الإيرانية ستهدد الغرب كذلك.

وجاء تقييم شتاينتز في مقابلة أجرتها معه شبكة «سي إن بي سي». ويتماشى مع تقرير لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أزيحت عنه السرية في عام 2010 قدر أن إيران قد تكون قادرة على إنتاج صاروخ يصل مداه إلى الولايات المتحدة بحلول عام 2015. وقال شتاينتز، وهو رئيس سابق للجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، إن الإيرانيين «يعملون الآن، ويستثمرون قدرا كبيرا من مليارات الدولارات لتطوير صواريخ عابرة للقارات». وأضاف في المقابلة التي أجريت باللغة الإنجليزية «نقدر أنهم سيكون في استطاعتهم في فترة تتراوح بين عامين وثلاثة أعوام امتلاك أول صواريخ عابرة للقارات قادرة على الوصول إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة. وعليه فإن هدفهم هو أن يوجهوا تهديدا نوويا مباشرا، لأوروبا والولايات المتحدة الأميركية»، حسب ما أوردته وكالة «رويترز».

وتراقب أجهزة المخابرات الإسرائيلية عن كثب إيران، التي يرى الإسرائيليون أن برنامجها النووي يشكل تهديدا مميتا. ويعتقد على نطاق واسع أن هذه الأجهزة وراء سلسلة من الاغتيالات التي طالت علماء نوويين إيرانيين. وإسرائيل لديها أيضا أقمار صناعية للتجسس.

وتزامنت تصريحات الوزير الإسرائيلي مع جهود أميركية مكثفة لإقناع الزعماء الإسرائيليين بأنه لا يزال هناك متسع من الوقت للدبلوماسية لإبعاد إيران عن إنتاج أسلحة نووية ومخاوف متزايدة من أن إسرائيل قد تشن هجوما استباقيا على إيران. وقبل ثلاثة أسابيع، قال موشيه يعلون، نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، إن إيران كانت تعمل على تطوير صاروخ قادر على ضرب الولايات المتحدة في قاعدة عسكرية هزها انفجار أسفر عن مقتل 17 جنديا إيرانيا في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وأضاف يعلون، الذي يشغل منصب وزير الشؤون الاستراتيجية، أن القاعدة هي منشأة للبحوث والتطوير، حيث تستعد إيران لإنتاج أو تطوير صاروخ يصل مداه إلى عشرة آلاف كيلومتر.

وبدوره، أعرب وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أمس عن اعتقاده بضرورة مواجهة إيران قبل أن تصبح دولة نووية. وقال في تصريحات نقلتها الإذاعة الإسرائيلية أمس إنه يجب مواجهة إيران الآن في الوقت الذي لم تصبح فيه بعد دولة نووية، وبذل جهود حازمة من أجل وقف برنامجها النووي.

وحول ما يتردد عن الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة على إسرائيل لمنعها من مهاجمة إيران، قال الوزير الإسرائيلي إن «إسرائيل تقدر وتحترم الولايات المتحدة، غير أن حكومة إسرائيل وجيش الدفاع هما المسؤولان عن مستقبل الدولة وأمنها».

وكان البيت الأبيض قد أعلن أول من أمس أن أحد كبار مساعدي الرئيس الأميركي باراك أوباما أبلغ الإسرائيليين مطلع الأسبوع بأنه ما زال يوجد وقت كاف للمساعي الدبلوماسية الرامية إلى منع إيران من اكتساب سلاح نووي. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني، معلقا على زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي، توم دونيلون، لإسرائيل بداية الأسبوع، إن دونيلون أبلغ الزعماء الإسرائيليين أن واشنطن تشاركهم قلقهم من البرنامج النووي الإيراني، لكنه شدد على ضرورة السماح للعقوبات بأن تؤتي تأثيرها.

وقال كارني للصحافيين «نحن نتفهم قطعا تزايد المخاوف لدى إسرائيل بالنظر إلى موقعها الجغرافي والظروف الأخرى التي تهم إسرائيل في هذا الشأن»، وأضاف «فضلا عن ذلك فإننا نعتقد أن النهج الذي اتبعته الحكومة (الأميركية) أدى إلى مستوى من التوافق داخل المجتمع الدولي في ما يتعلق بسلوك إيران لم يتحقق قط من قبل، وأسفر عن مستوى من الإجراءات العقابية التي لم يتم التوصل إليها من قبل وكان لها أثر ملموس. ونحن نعتقد أنه يوجد وقت كاف ومجال لمحاولة علاج هذا الأمر بشكل سلمي».

ودونيلون أحدث مسؤول في سلسلة من المسؤولين الأميركيين الكبار الذين سافروا إلى إسرائيل في الأسابيع الأخيرة لنقل مخاوف الولايات المتحدة من أي هجوم على إيران.

إلى ذلك، اعتبرت موسكو أن أي هجوم عسكري على الجمهورية الإسلامية سيخلف عواقب «كارثية» ليس على طهران فحسب بل على المنطقة و«منظومة العلاقات الدولية» كلها.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، أمس، في مؤتمر صحافي في موسكو، إن «أي سيناريو عسكري ضد إيران سيكون كارثيا على المنطقة، ومن دون شك على منظومة العلاقات الدولية بأسرها». وأضاف «آمل في أن يكون هناك إدراك في إسرائيل للعواقب» التي يمكن أن يخلفها ذلك، معبرا عن رغبته في «عدم الوصول إلى سيناريوهات عسكرية». وتتهم الدول الغربية وإسرائيل إيران بالسعي إلى امتلاك السلاح النووي تحت غطاء برنامجها النووي المدني، وهو ما تنفيه طهران. وفي الأسابيع الماضية تطرقت إسرائيل إلى إمكانية شن ضربة جوية على منشآت إيرانية. وتزامنت هذه التصريحات مع إعلان وزارة الخارجية الروسية، أمس، أن القاعدة العسكرية الأميركية في قرغيزستان، الجمهورية السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى، يمكن أن تستخدم في حال شنت الولايات المتحدة هجوما على إيران.

وقال المتحدث باسم الوزارة ألكسندر لوكاشيفيتش، في تصريحات نقلها التلفزيون «لا يمكننا استبعاد إمكانية استخدام هذه البنية التحتية في إطار نزاع محتمل مع إيران».

وتستخدم حاليا قاعدة «ماناس» في مطار بيشكيك، عاصمة قرغيزستان، في نقل القوات الأميركية المنتشرة في أفغانستان.