يبدو أن الأزمة التي أحدثتها الحكومة العراقية مع أعضاء منظمة مجاهدين خلق الإيرانية الذين أسكنوا في معسكر أشرف منذ ثمانينات القرن الماضي قرب مدينة بعقوبة التابعة لمحافظة ديالى، ونقلوا مؤخرا إلى معسكر جديد قرب بغداد يسمى بمعسكر «ليبرتي»، تتجه نحو المزيد من التصعيد والتعقيد بعد رفض السكان المنقولين إليه الإقامة فيه.
ففي اتصال مع «الشرق الأوسط» أكد محمد إقبال، الناطق الإعلامي باسم سكان معسكر «ليبرتي» الجديد، وهو أحد المنقولين إليه ضمن 400 آخرين من أعضاء المنظمة، «أن الوسائل الحياتية التي كان يفترض أن تتوفر في المعسكر الجديد والتي تعهدت بها الحكومة العراقية ومكتب البعثة الدولية للأمم المتحدة بالعراق (يونامي)، غير موجودة تماما، وهذا يخالف جميع التعهدات السابقة التي تلقيناها ضمانا لانتقالنا إلى هنا، فالحياة أصبحت في هذا المعسكر الجديد أشبه بالجحيم، جراء نقص وسائل البنية التحتية والانتهاكات الخطيرة التي يتعرض لها السكان، على الرغم من مزاعم الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي أن هذا المعسكر سيكون محطة مؤقتة لنقل أعضاء المنظمة إلى دولة ثالثة». وأضاف: «نتعرض يوميا للإهانات والمضايقات غير المبررة من قبل الضباط والعناصر الأمنية التي تشرف على المعسكر، حيث إن عددهم يفوق عدد السكان المنقولين إليها ضمن الوجبة الأولى البالغ 400 عضو بالمنظمة، كما أن الاتصالات مقطوعة عنا تماما، وأصبحنا معزولين عن العالم الخارجي برمته، ولذلك رفعنا رسالة إلى السيد الأمين العام للأمم المتحدة بضرورة إعادتنا إلى معسكر أشرف القديم، على الرغم من كل ما عانيناه هناك من حرب نفسية ومضايقات أمنية، بل وحتى جرائم القتل والتعذيب الجسدي، لأن العيش هناك كان أهون مما نعانيه اليوم من الحرمان من أبسط احتياجات الإنسان العادي ولا أقول اللاجئ الذي يفترض أن تحترمه الدول وتوفر له ما يخفف من معاناته الإنسانية في بلاد الغربة». وقال إقبال: «نحن موجودون هنا في العراق وفقا لاتفاقية جنيف التي تؤكد على حسن معاملة الدول للاجئين إليها، ولكننا تحولنا إلى أسرى بيد السلطات العراقية، وتحول مكان عيشنا إلى سجن كبير، ويبدو أن السلطات العراقية تريد أن تقضي علينا جماعيا، وترتكب جرائم أخرى ضدنا نحن اللاجئين العزل، بدليل أن هناك العشرات من المرضى بين السكان المنقولين يعانون من أمراض مستعصية كالسرطانات وأمراض القلب وهم بحاجة يومية للعلاجات والرعاية الصحية، ولكن السلطات بالمعسكر لا توفر أي شيء لهم، بل تمنعهم حتى من الخروج من المعسكر والوصول إلى المستشفيات أو شراء الأدوية الخاصة بهم، عليه فقد وجهنا رسالة إلى السيد الأمين العام لإعادتنا إلى معسكرنا القديم، ووقف الانتقال القسري لبقية السكان الذين تستعد الحكومة العراقية لنقلهم على شكل وجبات مقبلة إلى هذا السجن الكبير، ونحمل ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق مسؤولية أي تداعيات خطيرة بأوضاع اللاجئين، لأننا انتقلنا على مضض إلى هذا المعسكر بعد أن تلقينا منه تعهدات كثيرة بحسن معاملتنا، وهذا ما لم نره هنا، بل على العكس يتعاملون معنا بمنتهى القسوة والوحشية وكأننا أعداء للعراق».
من جهته أشار حسن محمودي، أحد المسؤولين بالمنظمة في معسكر أشرف القديم، إلى «أن هناك نية لدى الحكومة العراقية لتحويل ذلك المخيم الجديد إلى سجن حقيقي للاجئين الإيرانيين، وأن المخيم يدار من قبل قوات القدس الإيرانية». وقال محمودي: «إن سكان مخيم أشرف يعتبرون كلا من بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، وشخص الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، هما المسؤولين عن هذا الواقع، وعليهما أن يسرعا في منع هكذا عملية لبناء السجن، لأن السكان وافقوا على عملية النقل هذه لكونهم وثقوا بالضمانات المقدمة من قبل الإدارة الأميركية والأمم المتحدة، وشخص الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق».