ستروس ـ كان ينفي علمه بأن النساء اللاتي حضرن سهراته كن مدفوعات الأجر

طالب المحققين الفرنسيين بسماع أقواله حتى لا تؤثر القضية على محاكمته في نيويورك

ستروس - كان
TT

العبارة التي ترددت كثيرا طوال أمس في وسائل الإعلام الفرنسية كانت: «سواريه ليبيرتين». وهو مصطلح يعني «السهرات الماجنة» التي ذكر الشهود أن دومينيك ستروس - كان، الرئيس السابق لصندوق النقد الدولي (62 عاما)، شارك فيها عندما كان في منصبه الدولي الرفيع. وبناء عليه، تم استدعاؤه لسماع أقواله أمام قاضي التحقيق في «ليل» بشمال فرنسا.

واستمر التحقيق أمس، لثاني يوم، مع القطب الاشتراكي الذي كان مرشحا لمنافسة نيكولا ساركوزي على الرئاسة في الانتخابات المقبلة. وأمضى ستروس - كان الليلة قبل الماضية في مركز للدرك بالمدينة، بعد أن مدد المحققون فترة احتجازه لمدة 24 ساعة، لاستجوابه بتهمة التواطؤ مع شبكة منظمة للدعارة. وكما جرى في نيويورك في الربيع الماضي، بسبب حادثة اعتداء جنسي على عاملة في فندق «سوفيتيل» تورط فيها ستروس - كان، يتجدد السيناريو مع اختلاف اسم الفندق ومكانه، لأن الشبكة التي تحاكم أمام القضاء الفرنسي اتخذت من فندق «كارلتون» في «ليل» مسرحا لها. لكن شروط «الإقامة» في «ليل» أفضل منها في سجن «ريكرز آيلند» في نيويورك، فقد تم تجديد غرفة له في ثكنة الدرك، مزودة بمرحاض شرقي، لقضاء الفترة اللازمة للتحقيق.

وصل المتهم بصحبة محاميته فريديريك بوليو إلى موعد الاستدعاء في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء الماضي، حيث كانت في انتظار السيارة التي أقلته «زفة» من الصحافيين والمصورين الذين سبقوه إلى المدينة. ولم ترافق ستروس - كان زوجته الصحافية آن سانكلير التي حرصت على أن تكون بجانبه في مسلسل التحقيق أمام النيابة في نيويورك. وحضر المتهم جلسة تحقيق أولى، وصفت بأنها كانت هادئة، بهدف سؤاله عن سهرات شارك فيها ونظمها معارف له في أكثر من مدينة، مثل باريس وبروكسل وواشنطن. وحسب مصادر في التحقيق، فإن ستروس - كان نفى علمه بأن النساء اللاتي حضرن تلك السهرات كن من فتيات الليل، كما نفى علمه بالجهة التي كانت تدفع لهن «أتعابهن».

وحققت السلطات الفرنسية مع رؤوس شبكة للدعارة المنظمة تنشط في شمال البلاد بالتواطؤ مع مسؤولين في أجهزة أمنية. وكشف التحقيق مشاركة المتهم في سهرات حضرتها عاهرات وتولى تنظيمها مقاولان من بلدة «با دو كاليه»، الشمالية، تربطهما معرفة بدومينيك ستروس - كان. ويتعين على المحققين معرفة الأسباب التي دفعت المقاولين إلى تقديم خدمات ترفيهية للسياسي المتنفذ الذي كان من الأسماء المرشحة لرئاسة الجمهورية، وهل كانا يأملان في أن يقدم لشركتيهما عملاء جددا أو أسواقا جديدة للتصدير. وحسب أقوال الشهود، فإن آخر تلك السهرات جرت في العاصمة الأميركية واشنطن في 11 و12 مايو (أيار) الماضي، أي قبل 3 أيام من سفر المتهم إلى نيويورك وانفجار فضيحة اعتدائه على نفيساتو ديالو، الأفريقية عاملة تنظيف الغرف في فندق «سوفيتيل».

تسببت قضية شبكة الدعارة الفرنسية في ملاحقات قضائية لـ3 مديرين من العاملين في فندق «كارلتون»، ومعهم المفوض جان كريستوف لاغارد، رئيس دائرة أمن الشمال، بالإضافة إلى أحد المحامين. وحسب الإجراءات المعمول بها في فرنسا، فإن احتجاز المستجوَب لغرض التحقيق يمكن تمديده إلى 96 ساعة. لكن التوقعات تشير إلى أنه لن يتجاوز أكثر من 48 ساعة. وفي حال توفرت للمحققين أدلة كافية ضد المستجوَب، فإن من المرجح ملاحقته بتهمة الاشتراك في قضية دعارة وتبديد أموال عامة، مما قد يقوده إلى السجن لفترة قد تصل إلى 10 سنوات.

يذكر أن ستروس - كان بادر إلى مطالبة المحققين بسماع أقواله، وذلك بعد افتضاح قضية شبكة الدعارة، ليفند التهم الموجهة له فيها، بأسرع وقت ممكن، حتى لا تترك إجراءات استجوابه في فرنسا أثرا على القضية المدنية التي تقدمت بها نفيساتو ديالو ضده أمام قاضي «برونكس» في نيويورك.