تونس تستعد لاحتضان مؤتمر «أصدقاء سوريا» الدولي

المؤتمر يبحث عن حل سياسي وضغط خارجي على النظام بالتوازي مع الضغوطات الداخلية

صورة من أحد مواقع المعارضة توضح نقطة تفتيش عسكرية في مدينة حمص (إ.ب.أ)
TT

تستعد تونس لاستضافة مؤتمر «أصدقاء سوريا» الدولي، الذي تحتضنه العاصمة التونسية يوم غد الجمعة ولمدة يوم واحد بمشاركة أكثر من 70 دولة عربية وإسلامية وأجنبية. ويغيب عن هذا المؤتمر الطرفان الروسي واللبناني، اللذان عبرا عن عدم حضورهما بصفة رسمية، في حين أن الصين لا تزال مترددة بشأن تلك المشاركة. وتناقلت وسائل الإعلام الدولية رفض روسيا المشاركة، واصفة المؤتمر بأنه «طبخة دولية لإحراق الشام» على حد ما جاء في بيان للخارجية الروسية.

وأكد الهادي بن عباس، كاتب الدولة بوزارة الشؤون الخارجية التونسية، أن تونس هو البلد المستضيف وليست البلد المنظم لهذا المؤتمر، وأن الدعوات مقررة من طرف الجامعة العربية وتوجهت بها تونس لمختلف الدول.

وأوضح بن عباس في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لا نتوقع أن هذا اللقاء يصبو إلى قرار تسليح المعارضة، هو بحث عن حل سياسي لمزيد من الضغوطات الخارجية على النظام التي ستكون متوازية مع الضغوطات الداخلية، التي نلاحظ أنها أصبحت قوية مع وصول الاحتجاجات لقلب دمشق».

وأضاف بن عياد أن كل الدول تقريبا المدعوة قد قبلت الدعوات باستثناء سوريا ولبنان، وأن الردود وتأكيدات الحضور تتوافد على وزارته بشكل متواصل.

ونفى المسؤول بالخارجية التونسية ما تردد عن أن قطر هي التي تمول اجتماع «أصدقاء سوريا».

وأكد أن الجامعة العربية هي الراعية للاجتماع وقال «نرفض أن تتبنى المشروع جهة معينة غير الجامعة العربية». وقال إنه من المرجح أن يحضر نبيل العربي الأمين العام للجامعة المؤتمر. وعن الأسباب التي دفعت لاختيار تونس دون غيرها لاحتضان هذا المؤتمر، قال بن عباس «لأن موقف تونس من القضية السورية كان واضحا وجريئا في إطار السعي وبذل كل المجهودات لإيجاد حل سياسي وتفادي كل ما يؤدي إلى حرب أهلية أو تدخل أجنبي».

وأضاف «نبحث سبل إيجاد الحل السياسي مع المحافظة على سيادة ووحدة التراب السوري».

وقال بن عباس إنه من المفترض أن يترأس المؤتمر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه ونظيره التركي داود أوغلو، وعن القرارات التي ستصدر عن المؤتمر أكد بن عباس أن الجامعة العربية والمجتمع الدولي سيكونان مسؤولين عنها.

وعن الموقف الروسي الذي رفض الدعوة، قال «روسيا بلد عريق وسيدة قرارها، والدعوات مجردة من أهداف أو غايات، ونؤمن أن موقف روسيا من الممكن أن يتغير حينما تتأكد من أن الموقف العربي متضامن مع الشعب وليست له صلة بأي خيار عسكري».

وعن الصين قال بن عباس «الصين مترددة في الموقف وننتظر إعلامنا في أقرب الآجال، هي بلد عظيم وتبدو ألين في مواقفها، هم فقط يريدون محاولة لتوضيح الأمور ويثبت أنهم غير راديكاليين».

وعن اختيار تونس تسمية المؤتمر «أصدقاء الشعب السوري» قال «لأنه تضامني مع الشعب». وأكد أن تونس تكفلت بضمان كل الترتيبات الأمنية بنفسها كليا دون تدخل أي جهات أجنبية كما روج البعض عن أن قطر ساعدت فيها.

وعن مبادرة الرئيس التونسي المنصف المرزوقي حول ضرورة توحيد المعارضة قال بن عباس «أبدى رئيس الجمهورية موقفا مبدئيا من حيث دعوته لتوحيد المعارضة لإيمانه أن لا حل سياسيا بدون وحدة الصف، ولأنها طرف وجزء من الحل وليس المشكل، لأن الديمقراطية هي إدماج المعارضة، لهذا يجب أن تتقدم متماسكة لا مفتتة».

وبيّن المسؤول أن «كل المقترحات في المؤتمر لا تكون إلا بالإجماع، ونحترم كل الآراء، وسنعطي رأينا وسيتم الإعلان رسميا عن النتائج بعده مباشرة».

وقال بن عباس «نأسف ونتألم لما يحدث في سوريا ونأمل ونتمنى أن نجد مخرجا ويكون بأقل تكلفة للشعب السوري، كما نتفهم ونساند تطلعات الشعب السوري.. وكلما عجلنا تفادينا خطر الحروب. موقفنا واضح ولسنا بمساندة طرف دون آخر، ونسعى لتفادي الانزلاق في الطائفية».

وعن المراقبين قال «التجربة الأولى كانت فاشلة ورجوعهم لن يؤدي إلى نتيجة إلا إذا اتخذت إجراءات أخرى أمنية، تفاديا لمواصلة سفك الدماء». وأضاف «نعتقد أن النظام السوري أصبح غير قادر على مواصلة قيادة البلاد. النظام فقد مصداقيته».

ومن جانبه، قال أنس العبدة، رئيس حركة العدالة والبناء في سوريا عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري، والذي يشارك في المؤتمر لـ«الشرق الأوسط»، إن «هذا المؤتمر جاء بالتوازي مع تصاعد دعوات وضغوط دولية من أجل تقديم مساعدات عسكرية للمعارضين لنظام الأسد، وهذه الجهات هي التي حددت الدول المشاركة».

وأضاف «نحن ننظر إلى مؤتمر أصدقاء سوريا في تونس على أنه خطوة مهمة في مرحلة مفصلية من مراحل الثورة السورية. نتوقع من الدول المشاركة في هذا المؤتمر خطوات مهمة وحاسمة تدل على دعم حقيقي للشعب السوري وللثورة السورية». وقال «إننا نعتقد أن عقد هذا المؤتمر وحجم الحضور العربي والإقليمي والدولي يعكس إرادة حقيقية لدى الدول والمنظمات المشاركة لمساعدة الشعب السوري في الوصول إلى مبتغاه من هذه الثورة، ولنا ثلاثة مطالب أساسية هي: الدعم الإغاثي للمناطق المنكوبة، ودعم الجيش السوري الحر تسليحا وتدريبا، ودعم سياسي ودبلوماسي كامل لتطلعات الشعب السوري لنيل الحرية والكرامة، ولتحقيق أهداف الثورة السورية في إسقاط النظام بكافة رموزه وأركانه وعلى رأسه بشار الأسد لصالح نظام مدني ديمقراطي تعددي.

وبيّن أن المجلس الوطني سيحضر هذا المؤتمر بناء على دعوة رسمية من الجهات المنظمة لهذا المؤتمر، وسيضم وفد المجلس عددا كبيرا من قيادات المجلس الوطني وعددا من الشخصيات الوطنية من خارج المجلس. كما ستحضر بعض جهات المعارضة التي لم تنضم بعد للمجلس الوطني السوري كالمجلس الوطني الكردي وهيئة التنسيق وغيرهما، بصفة مراقب. و«سيقدم المجلس الوطني السوري أوراق عمل مهمة بخصوص المطالب الثلاثة المبينة أعلاه. وإننا نعول على الدعم العربي لنا في هذا المؤتمر لتحقيق الأهداف المرجوة وإنقاذ أهلنا من براثن هذا النظام الذي أصبح أسوأ من أنظمة الاحتلال المباشر».