«واشنطن بوست» تحاول تحقيق توازن بين عملها الشاق والمشاريع الطموحة

للمحافظة على المعايير والإرث العريق للصحيفة الأميركية

TT

قام ماركوس بروتشلي، وهو المحرر التنفيذي لصحيفة «واشنطن بوست»، بدعوة بعض الصحافيين الأكثر شهرة بالصحيفة إلى مأدبة غداء في منزله بضاحية بيثيسدا بولاية ماريلاند. وطلب من ضيوفه، الذين كان من بينهم شخصيات حائزة «بوليتزر»، مثل بوب وودوارد ودانا بريست وديفيد مارانيس وريك أتكينسون، جنبا إلى جنب مع دان بالز، وهو مراسل في الصحيفة، وروبرت قيصر، وهو أحد كبار الكتاب والمحررين بالجريدة، الذي يعمل بالصحيفة منذ عام 1963، مساعدته ومساعدة الصحيفة في نفس الوقت.

وأراد بروتشلي أن يعرف آراء ضيوفه فيما يتعلق بكيفية تغطية الصحيفة لانتخابات الرئاسة الأميركية العام الحالي، وكيفية تحسين تلك التغطية. وقال الضيوف إن الصحيفة بحاجة إلى تحقيق توازن بين عملها الشاق على مدار 24 ساعة وخلال أيام الأسبوع السبعة وبين المشاريع الأكثر طموحا على المدى الطويل. وكان الاجتماع بمثابة بادرة غير عادية من بروتشلي، فخلال الثلاث سنوات التي قضاها كأول شخص أجنبي يدير الجريدة على مدار 7 عقود من الزمان، كان بروتشلي يحارب في كثير من الأحيان التصورات بأنه لا يكترث للقلق الذي يعتري موظفيه. ومع ذلك، يعي بروتشلي تماما حجم التوتر الموجود في صميم مهمته، وهو التوتر الذي لا يواجه الصحف فحسب، ولكنه يواجه أيضا شركات الإعلام في مجالات الموسيقى والأفلام والكتب والمجلات والتلفزيون. وأصبح بروتشلي بحكم عمله مسؤولا عن المحافظة على المعايير والإرث العريق للمؤسسة الإخبارية الكبيرة - في هذه الحالة صحيفة كاثرين غراهام وبن برادلي وودوارد وكارل بيرنشتاين - في الوقت الذي يواجه فيه الواقع القاسي للعصر الرقمي، الذي أثر بكل تأكيد على عظمة الصحف الكبرى. وقد رفض بروتشلي أن يظل أسيرا للماضي، وقال في إحدى المقابلات الشخصية: «يحن كثيرون في مجال الصحافة للماضي وينظرون إلى ما كانت عليه الصحف في الماضي، ولديهم رأي ثابت فيما يتعلق بطريقة عمل الصحافة».