سعود الفيصل: السعودية من أوائل الدول التي سعت لإيجاد تفاهم بين الفرقاء الصوماليين

التقى في لندن نظيره الأردني وبان كي مون

TT

أكد الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، أن بلاده من أوائل الدول التي سعت لإيجاد تفاهم بين الفرقاء الصوماليين منذ عام 1991 «شعورا منها بضرورة التحرك لوضع حد لهذه المأساة التي دفع ثمنها الصومال أرضا وشعبا». وقال الفيصل في كلمة له أمس في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر لندن حول الصومال، إن «المملكة العربية السعودية لا تزال على تواصل مع كافة القوى الصومالية التي تجد عندها رغبة صادقة في إنهاء هذه الأزمة المحتدمة»، مشيرا إلى رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لاتفاق المصالحة الوطنية الصومالية الذي جرى إبرامه في مدينة جدة عام 2009، آملا نجاح المؤتمر في معالجة المسألة الصومالية التي تستعر منذ أكثر من 21 عاما، موضحا شعور بلاده بضرورة التحرك لوضع حد لهذه المأساة التي دفع ثمنها الصومال أرضا وشعبا. وقال «كانت بلادي من أوائل الدول التي سعت لإيجاد تفاهم بين الفرقاء الصوماليين منذ عام 1991، ولا تزال على تواصل مع كافة القوى الصومالية التي تجد عندها رغبة صادقة في إنهاء هذه الأزمة المحتدمة، ومن ذلك رعاية خادم الحرمين الشريفين لاتفاق المصالحة الوطنية الصومالية الذي جرى إبرامه في مدينة جدة عام 2009».

وأكد الفيصل، أن «المملكة ما زالت عند اعتقادها الراسخ بأن التوصل إلى حل عادل وشامل يرضي جميع الأطراف يجب أن يمر عبر جميع الفرقاء دون غياب أو تغييب لأي شخصية أو فصيل، شريطة أن يلتزم جميع الفرقاء بما يتم الاتفاق عليه». وأشار إلى أنه على امتداد الأزمة فإن الحكومة السعودية قدمت مساهمات كبيرة، بغية تخفيف معاناة الشعب الصومالي، وكان آخرها تخصيص مبلغ 70 مليون دولار لتخفيف آثار المجاعة التي أصابت البلاد، إضافة إلى مساهمة الشعب السعودي بأكثر من 53 مليون دولار بين عامي 2009 و2011، وما تسهم به في إطار التزاماتها بقرارات القمة العربية في هذا الشأن، وكذلك آلاف الأطنان من التمور والمواد الغذائية والإيوائية والطبية، مشيرا إلى أن تطلعات حكومة وشعب المملكة العربية السعودية «تكمن في أن نخرج من مؤتمرنا هذا بمواقف وقرارات تجعلنا أكثر قربا من وضع حد لمعاناة وآلام شعب الصومال».

وثمن الفيصل لحكومة المملكة المتحدة تنظيم واستضافة المؤتمر، وقال: «لا يفوتني هنا أن أشيد بمساعي وجهود رئيس الوزراء ديفيد كاميرون وما تضمنته كلمته من رؤى ومعان لا شك في أنها ستسهم في أسلوب تعاملنا مع مشكلة الصومال. إن ما بذله وحكومة مملكة بريطانيا الصديقة في التهيئة لهذا المؤتمر واستضافته هو محل تقديرنا وإشادة حكومة المملكة العربية السعودية».

وأضاف مخاطبا المؤتمرين: «لعلي لست بحاجة إلى تذكير جمعكم الكريم بما يعانيه شعب بأكمله في منطقة مهمة من هذا العالم من حرب أهلية بغيضة وفقر مدقع وأمراض وجوع وتشرد وعدد لا يحصى من الضحايا الأبرياء من أبناء شعب الصومال المنكوب بأزمة طال أمدها وتعاظمت آثارها ونتائجها».

من جهة أخرى، التقى الأمير سعود الفيصل، أمس في مقر إقامته بلندن نظيره الأردني ناصر جودة، وأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون. وتناولت المقابلتان بحث المواضيع المدرجة على جدول أعمال مؤتمر لندن حول الصومال والجهود المبذولة لمساعدة الصومال، بالإضافة إلى بحث القضايا الإقليمية والدولية. حضر اللقاءين الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز، سفير السعودية لدى المملكة المتحدة، والوفد المرافق لوزير الخارجية.