شباب الثورة المصرية يزدادون عزلة والقوى السياسية تجاهلت دورهم

قيادي بارز في ائتلاف «25 يناير» قال لـ «الشرق الأوسط»: تم عزلنا بمؤامرة من المجلس العسكري و«الإخوان»

وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون لدى اجتماعها بنظيرها المصري محمد كامل عمرو على هامش مؤتمر لندن حول الصومال أمس (أ.ب)
TT

في الوقت الذي كان فيه رؤساء دول كبرى يفخرون بشباب الثورة المصرية متمنين إدراج ثورة الخامس والعشرين من يناير (كانون الثاني) في مناهجهم الدراسية، كان نشطاء مصر من الشباب قد بدأوا يواجهون حملة تشويه وإقصاء، بحسب مراقبين، قبل أن يتم عزلهم تماما عن المشهد السياسي في بلد يخطو باتجاه إرساء قواعد ديمقراطية جديدة، أصبح مصيرها مجهولا.

وهو ما أكده قيادي بارز في ائتلاف شباب «25 يناير»، قائلا «تم عزلنا بمؤامرة من المجلس العسكري (الحاكم) والإخوان»، لكنه في الوقت ذاته اعتبر ابتعاد الشباب عن المشهد السياسي الآن تحركا تكتيكيا.

ويرى سياسيون أن معظم قيادات الحركة الشبابية التي انتقضت يوم 25 يناير من العام الماضي على فساد نظام الرئيس السابق حسني مبارك، تواجه الآن مأزقا سياسيا خطيرا، خاصة حركة شباب 6 أبريل التي اتهمت بالعمالة ونشر الفوضى، إلى جانب عدد من النشطاء الذين يحاكمون في قضايا عسكرية تتعلق بأحداث ماسبيرو (نطاق التلفزيون المصري) ومجلس الوزراء مثل: «أحمد أبو دومة وعلاء عبد الفتاح، وغيرهما».

لكن أحمد عبد الجواد، عضو ائتلاف شباب ثورة 25 يناير قال إن «شباب الثورة لم يدخلوا في عزلة، بل تم عزلهم عبر مؤامرة واضحة من المجلس الأعلى للقوات المسلحة - الذي تولى شؤون البلاد عقب تنحي مبارك في 11 فبراير (شباط) الماضي- وفلول الحزب الوطني (المنحل) وتواطؤ الأحزاب السياسية».

وأضاف عبد الجواد لـ«الشرق الأوسط»: «كان الهدف من عزل شباب الثورة، هو القضاء بشك نهائي على أي زخم ثوري يستهدف المجلس العسكري، خاصة بعد استهدافه بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، وهو ما اعتبره (العسكري) تحديا مباشرا له، وبالتالي بذل جهودا واضحة في عزل الشباب وتشويههم»، لافتا إلى أن «ائتلاف الثورة لم تكن عنده مشكلة نهائيا مع المجلس العسكري وكان يتمنى أن يجري حوارا معه بشكل موضوعي حول أي فعاليات تتم في ميدان التحرير وميادين مصر». وعاد ليؤكد أن ما شاهدناه كان تشويها واضحا خلال الفترة الماضية للشباب فضلا عن المداهمات والاعتقالات، قائلا «لو كان المجلس العسكري قام بهذا الدور بمفرده، لم يكن هناك مشكلة؛ لكن ما أسفنا عليه هو مشاركة جماعة الإخوان في ذلك»، ضاربا مثالا بما حدث خلال الدعوة للإضراب العام يوم 11 فبراير الحالي، بقوله: «تم الهجوم على فكرة الإضراب واعتباره تخريبا لمصر واعتبار من يتبنى الدعوة له خائنا».

وقال عبد الجواد «ليس لدينا أزمة في أن يقوم أحد بالاختلاف معنا، لكننا ضد تخوين أي أحد لا يشارك معنا في أي فعاليات للشباب».

وحول مدى نجاح المجلس العسكري و«الإخوان» في إقصاء الشباب عن المشهد، قال عبد الجواد: «أراها مجرد معركة وقتية.. قد يكونون استبعدونا، لكن لا أقول إنهم نجحوا في استبعادنا كليا»، معتبرا هذا الهدوء تحركا تكتيكيا من الكيانات والائتلافات التي ترى أن الشارع المصري بشكل عام غير متوافق في أن يضغط في هذا الاتجاه الآن (أي المليونيات والمظاهرات)، مفصلا حلم شباب الثورة المتمثل في دولة متحررة ورئيس قائد ومؤسسات قوية ودستور يعبر عن كل شرائح المجتمع.

وعن دعم شباب الثورة لأحد مرشحي الرئاسة، قال عبد الجواد: «حتى الآن لم نتوافق على مرشح، لكن هذا لا يمنع أننا نجري حاليا نقاشات في هذا الموضوع»، لافتا إلى «أننا لدينا قناعة أن ندعم مرشحا واحدا بعينه»، مضيفا: «نرفض أن يكون الرئيس القادم بخلفية عسكرية أو قريبا من المجلس العسكري، وأن يكون لديه خبرات، لكن غير محسوب على آيديولوجيا بعينها».

وكشف عبد الجواد عن أن من بين مرشحي الرئاسة المحتملين، الأقرب لترشيحنا هم: «حمدين صباحي والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والمستشار هشام البسطويسي».

وحول توقعاته عن اختيار الشباب في الجمعية التأسيسية التي تضع الدستور، قال عبد الجواد: «لا يعنينا أن نكون جزءا من اللجنة التأسيسية التي تضع الدستور، فسبق أن رفضنا مناصب وزارية وبرلمانية»، وتابع: «ما يعنينا بشكل واضح هو أن نطمئن إلى أن اللجنة التأسيسية للدستور تعبر عن المجتمع، وألا يتم وضع أي وصاية لـ(العسكري) في تشكيلها».

وعما إذا كان الشباب يسعى لتصفية حساباته مع من شوهوا صورته، أوضح عبد الجواد بقوله «إذا كنا تعرضنا لهجوم، نحن لا نسعى لتصفية حسابات مع أحد.. فلدينا حلم نريد تحقيقه ولن ننشغل بأي معارك جانبية أخرى».

وعن رؤيته للفترة المقبلة، قال: «لا يوجد اتفاق على فعاليات كبيرة أو مركزية بشكل واضح، لكن نقوم بعمل حملات توعية على الأرض للحفاظ على مكتسبات الثورة».