ينتظر اليمنيون إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية المحسومة سلفا لمرشح التوافق الوطني عبد ربه منصور هادي الذي خاض الانتخابات منفردا، وأعلنت مصادر في اللجنة العليا للانتخابات أن النتائج ستعلن في غضون اليوم أو غد، في ظل استمرار عملية فرز الأصوات.
وتستمر عملية الفرز وتشير مصادر في لجنة الانتخابات إلى أنه قد جرى فرز نحو 6 ملايين بطاقة انتخابية وحاز مرشح التوافق الوطني على تلك الأصوات، في حين تستمر عملية الفرز وإعادة التصويت في بعض الدوائر التي لم يتمكن الناخبون من التصويت فيها جراء الأوضاع الأمنية في عدد من المحافظات.
ويتوقع أن يصل عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في العملية الانتخابية إلى قرابة 10 ملايين ناخب وناخبة، وهو رقم قياسي في الانتخابات اليمنية، حيث كان عدد المسجلين في سجلات الناخبين لا يصل إلى 6 ملايين ناخب، ويرجع المراقبون نسبة التصويت العالية وارتفاع عدد الناخبين إلى عدة عوامل أهمها رغبة اليمنيين في تجاوز محنتهم وتجنب الحرب الأهلية وثاني الأسباب هو السماح للمواطنين بالتصويت بالهوية الشخصية في حال عدم وجود البطاقة الانتخابية.
وقالت مصادر سياسية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» إن عملية تنصيب الرئيس الجديد لليمن ستتم منتصف الأسبوع المقبل بمشاركة مسؤولين دوليين وإقليميين أبرزهم أمين عام جامعة الدول العربية، نبيل العربي، وأمين عام مجلس التعاون الخليجي، الدكتور عبد اللطيف الزياني.
وذكرت المصادر أن الرئيس علي عبد الله صالح سوف يشارك في عملية التنصيب، حيث سيسلم الرئيس المنتخب، عبد ربه منصور هادي القصر الرئاسي في العاصمة صنعاء، وفي حين تحدثت مصادر دبلوماسية عن وصول صالح إلى إثيوبيا، أكد سكرتيره الصحافي أحمد عبد الله الصوفي لـ«الشرق الأوسط» أن صالح فعلا غادر الولايات المتحدة متجها إلى اليمن، وأشار إلى أن رحلة الطيران بحاجة لأن يتوقف في إحدى الدول، لكنه نفى علمه بأن يكون صالح حط في إثيوبيا.
وقال الصوفي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن صالح بـ«التأكيد سيشارك في مراسم تنصيب هادي لأن الفكرة كلها واحدة وتدور حول موضوع واحد وهو نقل السلطة بطريقة سلمية وديمقراطية»، مشيرا إلى أن الجانب «الديمقراطي من العملية قد تم بإجراء الانتخابات لكن ما تبقى هو الجانب البروتوكولي وهو عملية التنصيب، لأن الناس يجب أن تشهد تسليم الرئيس السابق للسلطة إلى الرئيس الجديد»، وأكد الصوفي أنه ومن دون مشاركة صالح فإن العملية ستكون منقوصة لأن «المسألة هي مسألة مراسيم وتقاليد سياسية وديمقراطية يجب أن تعمم على كافة الرؤساء في المستقبل».
على صعيد آخر، ورغم إجراء الانتخابات الرئاسية بصورة ناجحة ومرورها بسلام، فإن الاحتجاجات ما زالت مستمرة في الشارع اليمني، حيث استأنف، أمس، ضباط وصف ضباط وأفراد القوات الجوية احتجاجاتهم واعتصاماتهم أمام منزل الرئيس الجديد، وذلك للمطالبة بإقالة قائد القوات الجوية والدفاع الجوي، اللواء محمد صالح الأحمر، وهو أخ غير شقيق للرئيس علي عبد الله صالح.
وفي واشنطن، أكدت مصادر مقربة من الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح أنه أنهى زيارته للولايات المتحدة عائدا إلى اليمن بعد انتهاء الكشوفات الطبية التي كان يقوم بها. وقالت المصادر إن صالح غادر نيويورك إلى كاليفورنيا لقضاء بعض الوقت للنقاهة، ثم غادر كاليفورنيا متجها إلى اليمن على خطوط الطيران الإثيوبية.