البيت الأبيض يلمح مجددا إلى «المشروع العربي» ومسؤولون: «أصدقاء سوريا» تعتزم تحدي الأسد

مصادر: الضغط الروسي والصيني معوق لأهدافه

TT

لمح البيت الأبيض إلى أنه يمكن اعتبار المشروع العربي الذي أجازته الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة، ذا «شرعية دولية». في حين قال مسؤولون أميركيون أمس إن مجموعة «أصدقاء سوريا» تعتزم تحدي الأسد وتقديم مساعدات إنسانية خلال أيام للمدنيين الذين يواجهون هجوما من جانب قواته، في حين حذرت مصادر دبلوماسية من أن استمرار المعارضة الروسية - الصينية سيختصر طموحات المؤتمر إلى الحد الأدنى.

وقبل يوم واحد من انطلاق مؤتمر «أصدقاء سوريا» في تونس، اليوم، بمشاركة أكثر من 70 دولة، أشار البيت الأبيض إلى أنه يمكن اعتبار المشروع العربي الذي أجازته الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة ذا «شرعية دولية»، بسبب فشل مجلس الأمن في اتخاذ قرار حول استمرار نظام الرئيس السوري بشار الأسد في قتل مواطنيه.

وعن احتمال وجود «ثغرة قانونية دولية»، قال جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض: «يعمل المجتمع الدولي اعتمادا على القرار الذي أجازته الجمعية العامة للأمم المتحدة.. للأسف، روسيا والصين استعملتا الفيتو، لكن يوجد تأييد دولي كبير لإدانة الرئيس الأسد والأعمال الوحشية التي يمارسها نظامه».

وأضاف: «هناك تحالف متزايد لدول العالم في نطاق (أصدقاء سوريا)، والولايات المتحدة جزء منه.. معا، سنواصل تعزيز الضغط على الأسد، ومواصلة مساعدة المعارضة لتصبح أكثر فعالية، ولمواصلة تقديم المساعدة الإنسانية للشعب السوري. والولايات المتحدة تواصل مناشدة المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات جماعية أكثر للضغط الأسد، ولإجباره على التخلي عن السلطة».

وفي إجابة عن سؤال في المؤتمر الصحافي اليومي، عن تصريحات من معارضين سوريين، بأن الوضع وصل حدا قاسيا يستوجب تدخلا عسكريا أجنبيا، قال كارني: «نحن نؤيد أهداف المعارضة السورية، ونحن نريد أن تكون هذه المعارضة أكثر فعالية». وعندما سئل عن معنى «أكثر فعالية»، وإذا يعنى تسليحها، قال: «سوف نعمل مع تجمع (أصدقاء سوريا) للمساعدة على الوقوف معها، ولتدعيم قدرتها التنظيمية، ولتقوية وحدتها».

ورفض كارني القول إذا ستعترف الولايات المتحدة بحكومة سوريا في المنفى، وقال إنه لا يريد «استباق الوقت». وأن كل شيء يعتمد على قرارات المجتمع الدولي، سواء في مؤتمر تونس أو بعد ذلك.

وفي غضون ذلك، قال مسؤول أميركي رفيع، تحدث للصحافيين بشرط عدم نشر اسمه، إنه «من القضايا التي سيخرج بها الاجتماع اقتراحات ملموسة حول كيفية تخطيطنا نحن كمجتمع دولي لدعم المنظمات الإنسانية خلال أيام، مما يعني أن التحدي يقع على عاتق النظام السوري ليستجيب لهذا».

وعندما سئل عما إذا كانت دعوة هذه المجموعة ستصل إلى حد الإنذار، قال مسؤول أميركي آخر للصحافيين «إنه تحد».. ولم يتطرق المسؤولان خلال حديثهما للصحافيين إلى ما يمكن أن يحدث إذا لم تسمح السلطات السورية بتقديم تلك المساعدات.

وقال المسؤولون إن اجتماع اليوم سيركز على ثلاث مسائل، هي زيادة القدرة على توصيل مساعدات إنسانية ودعم المجلس الوطني السوري المعارض في وضع خطة انتقالية، وتنسيق العقوبات لزيادة الضغط على الأسد. وأجاب المسؤول الثاني عن سؤال حول التداعيات المحتملة، قائلا إن «الغرض من هذه المسألة هو ممارسة ضغط متزايد بسبب وحدة الموقف (ينتج عن اقتراح ملموس سيطرح) ووضعه في موقف يطالبه فيه المجتمع الدولي بأن يفعل الصواب».

من جهة أخرى، أفصحت باريس عن وجود أربعة أهداف تسعى لتحقيقها اليوم في «مؤتمر أصدقاء الشعب السوري» في تونس، وقالت الخارجية الفرنسية أمس إن باريس ترغب، أولا، في أن يوفر المؤتمر «أوسع إجماع دولي على دعم المبادرة العربية»، من أجل وضع حد للقمع في سوريا الذي تصفه بأنه «يرقى» إلى حد ارتكاب جرائم الحرب.. وبحسب فرنسا، فإن هذا الإجماع من شأنه أن يحقق غرضين: إبراز عزلة النظام المتزايدة ودفع «الأسرة الدولية» إلى «تنسيق عملها» لوضع حد للمأساة التي يعيشها الجيش السوري.

غير أن مصادر دبلوماسية في العاصمة الفرنسية، قالت أمس لـ«الشرق الأوسط»، إن المشكلة في كيفية «ترجمة» الدعم الدولي لخطة السلام العربية إلى «أعمال ومبادرات محسوسة» من جهة، والعثور على «آلية» جدية لمتابعة تنفيذها، طالما أن طريق مجلس الأمن غير سالك حتى الآن بسبب المعارضة المزدوجة المستمرة من روسيا والصين اللتين ترفضان حتى الآن ما يشكل «جوهر» المبادرة العربية، أي تنحي الرئيس السوري بشار الأسد لإيجاد مخرج سياسي للأزمة.

وينطبق ذلك أيضا على الأفكار «العملية» المطروحة على مؤتمر تونس، وتحديدا إقامة الممرات الإنسانية والمناطق الآمنة.. وقال وزير الخارجية ألان جوبيه في أحاديث صحافية إنه يتعين «عدم التخلي» عن فكرة الممرات الإنسانية، وعن تحديد سبل وضعها موضع التنفيذ. ويتبين أن الفكرة «معلقة» حتى إشعار آخر مرهون أيضا بظهور بعض الليونة في الموقف الروسي.. وبحسب الخارجية الفرنسية، فإن مؤتمر تونس «يجب أن يكون المناسبة لإطلاق صيغة للمساعدات الدولية الإنسانية» لسوريا، في إشارة إلى اقتراح فرنسي بإنشاء صندوق دولي لهذا الغرض و«توفير الحلول» التي تسمح بإيصالها.