مواجهات عنيفة في الأقصى بين المدافعين عنه والجيش الإسرائيلي والمستوطنين

غارات إسرائيلية على القطاع ردا على صواريخ «لبيك يا أقصى»

مواجهات بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي في بلدة كفر قدوم في منطقة نابلس أمس (أ.ف.ب)
TT

تفجرت أمس مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية، داخل ساحات الحرم القدسي الشريف الذي يضم بين جنباته قبة الصخرة المشرفة والمسجد الأقصى المبارك، وفي حواري البلدة المقدسة المحيطة بالحرم، وكذلك في الأحياء الواقعة خارج أسوار البلدة القديمة، وذلك بعد أسبوع متوتر شهد عدة محاولات من متطرفين يهود لاقتحام المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

واندلعت المواجهات، بعد الظهر، فور الانتهاء من صلاة الجمعة، ورشق متظاهرون الشرطة الإسرائيلية بالحجارة والأحذية والزجاجات الفارغة، وردت الشرطة بإطلاق العيارات المطاطية والغاز المسيل للدموع وهي تقتحم ساحات المسجد في مشهد أجج مشاعر الغضب في كل القدس المحتلة التي شهدت مناطق متفرقة منها مواجهات مماثلة.

وأكد مصلون لـ«الشرق الأوسط»: إنهم فوجئوا بأعداد كبيرة من الشرطة والقوات الخاصة الإسرائيلية تقتحم ساحات الحرم، وتحاصر الجامع «القبلي المسقوف» وتعتلي سطحه، وتلاحق المصلين من مكان لمكان، فرد المصلون بما ملكت أيديهم. وقالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث في بيان إن «قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت الحرم القدسي والمسجد الأقصى المبارك بعد الانتهاء من صلاة الجمعة مباشرة، واعتدت على المصلين بالهراوات، والقنابل الصوتية والمسيلة للدموع مما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات، أغلبها حالات اختناق، قبل أن تغلق قوات الاحتلال أبواب الجامع القبلي المسقوف، وأغلب أبواب المسجد الأقصى المبارك». وأسفرت المواجهات عن إصابة ما لا يقل عن 20 فلسطينيا و10 من أفراد الشرطة الإسرائيلية التي اعتقلت عشرات من المصلين بتهمة المشاركة في إلقاء الحجارة أمس وفي أيام ماضية. ونددت «مؤسسة الأقصى» بما وصفته بـ«الجريمة الإسرائيلية»، وقالت «إن ما حدث (أمس) في المسجد الأقصى يؤكد ما حذرنا منه مرارا وتكرارا وهو أن الاحتلال يخطط لتصعيد اعتداءاته على المسجد الأقصى، الأمر الذي يستدعي تحركا إسلاميا عربيا فلسطينيا لإنقاذ المسجد الأقصى».

وكان الآلاف قد شدوا الرحال أمس إلى المسجد الأقصى وبدأوا يتوافدون إليه منذ ساعات الفجر، لأداء صلاة الجمعة فيه، وتلبية لنداءات وجهها رجال دين وناشطون سياسيون للرباط داخل الأقصى لحمايته من خطط استيطانية لاقتحامه، وذلك برغم الإجراءات الأمنية الإسرائيلية المشددة. وامتدت المواجهات أمس إلى خارج الحرم من حي رأس العامود ببلدة سلوان جنوب الأقصى إلى باب حطة وباب الأسباط وحي الواد.

وحذرت السلطة والفصائل الفلسطينية المجتمعة في القاهرة، بينها حركتا حماس والجهاد الإسلامي، من تداعيات لا يحمد عقباها إذا استمر استهداف الأقصى بهذه الطريقة. وجاءت هذه المواجهات بعد يوم واحد من تحميل الرئاسة الفلسطينية الإسرائيليين مسؤولية أي تصعيد في القدس المحتلة، ومطالبتها المجتمع الدولي بالتدخل لإجبار السلطات الإسرائيلية لوقف هذه الأعمال الاستفزازية التي تمس حرية العبادة.

وألقت تداعيات اقتحام الأقصى بظلالها على مناطق في الضفة الغربية التي شهدت أيضا مواجهات متفرقة مع الجيش الإسرائيلي، رجم خلالها الفلسطينيون مستوطنين وقوات الجيش الإسرائيلي بالحجارة، كما ألقت بظلالها على غزة، إذ شنت طائرات إسرائيلية، أمس، عدة غارات شمال القطاع قالت: إنها استهدفت مواقع أمنية فلسطينية ردا على إطلاق قذائف صاروخية وقذيفة هاون باتجاه النقب الغربي.

وكانت ألوية الناصر صلاح الدين، التابعة للجان المقاومة، قد ضربت تجمعات إسرائيلية ردا على محاولات اقتحام الأقصى في حملة سمتها «لبيك يا أقصى»، واستهدفت أكثر من 4 مرات «المجلس الإقليمي، أشكول»، و«المجلس الإقليمي، شاعار هنيغيف» من دون إصابات. وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن القصف الجوي الإسرائيلي استهدف مواقع وصفها بـ«الإرهابية» ومجموعات تحاول إطلاق صواريخ تجاه إسرائيل، وجاء بعد وقت قصير فقط من إحباط محاولة لإطلاق صاروخ من شمال قطاع غزة. وأسفر القصف عن إصابة فلسطينيين بجراح في شرق حي الزيتون بمدينة غزة. وقال أدهم أبو سلمية الناطق الرسمي باسم اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ في غزة إن غارة الاحتلال تسببت في إصابة مواطنين اثنين بجروح طفيفة، تم نقلهم لتلقي العلاج.