المقاطعة الإسرائيلية تتضاعف في زمن حكومة نتنياهو

أربع فرق فنية أميركية تنضم لمقاطعة إسرائيل في الأشهر الثلاثة الأخيرة

TT

كشف مركز الرصد التابع لمنظمة اليسار الاشتراكي في تل أبيب أن المقاطعة لإسرائيل في العالم اتسعت بشكل كبير في السنوات الثلاث الأخيرة، من عمر حكومة بنيامين نتنياهو، بسبب الجمود في المفاوضات مع الفلسطينيين. وقال رئيس المنظمة، نفتالي راز، إن هذه المقاطعة تضاعفت في هذه الفترة. ولكن الجمهور الإسرائيلي لا يعرف مدى حجمها، بسبب تجاهل وسائل الإعلام لها. وأضاف راز: «مجتمعنا يفضل دفن رأسه في الرمل حتى لا يرى ما الذي يحدث لنا. فلدينا حكومة تشغلنا بتكريس الجهود لبناء مزيد من الاستيطان وتفضيل المستوطنات والمستوطنين على استئناف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين. ولا ننظر كيف تبدو صورتنا في الرأي العام العالمي. ولكن العالم لا ينتظر. وهو يتخذ مواقف عملية تلحق بنا الضرر».

وكشف راز أن مغنية الجاز الأميركية، كسندرا ويلسون، ألغت في اللحظة الأخيرة مشاركتها في مهرجان الموسيقى الإسرائيلي العالمي في مدينة حولون جنوب شرقي تل أبيب، أول من أمس. وأوضح أنها اتخذت هذا القرار بعد تفكير وتردد عميقين، وذلك لأنها لا تريد أن تشوه موقفها المبدئي كناشطة في قضية حقوق الإنسان. وقال «إن كاسندرا انضمت بذلك إلى مجموعة فنانين عالميين يفرضون مقاطعة ثقافية لإسرائيل، بسبب مساسها بحقوق الإنسان الفلسطيني. فقد سبقها فقط في الشهور الثلاثة الأخيرة المغنية الأميركية كات باور وفرقة الموسيقى الأولى في نيويورك (الآلام من أن تكون نقي القلب) وفرقة (تيون ياردز) بقيادة المغنية مريل جربوس. وهم جميعا ينضمون إلى المئات إن لم يكن الألوف من الأكاديميين الغربيين الذين يقاطعون الجامعات الإسرائيلية، والذين بدأت مقاطعتهم تؤثر بشكل جدي على أعمال البحث العلمي في جامعاتنا. وهذا كله، إضافة إلى مقاطعة البضائع المصنوعة في المستوطنات».

وربط راز بين هذه المقاطعة وسياسة توسيع الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، وقال: «إن أخطر نتائج سياسة الاستيطان هذه إبعاد فرص السلام مع الفلسطينيين والعرب، وبتحصيل حاصل، تؤدي هذه السياسة إلى تشديد التوتر العسكري في المنطقة، وليس فقط في سيناء المصرية وقطاع غزة. وتتسبب في أضرار جسيمة على مستوى علاقاتنا السياسية الدولية، أيضا مع أصدقائنا في الولايات المتحدة وأوروبا، حيث باتوا يمقتون السياسة الإسرائيلية. فهؤلاء هم من نتوجه إليهم اليوم لمساعدتنا في مواجهة الخطر النووي الإيراني، ونجدهم يمارسون الضغوط علينا لنكبح جماحنا. ولا ننسى الثمن الاقتصادي، حيث تنفق الدولة على الاستيطان أكثر من 1.2 مليار دولار في كل سنة. وهذا مبلغ مذهل يدفع على حساب الخدمات الاجتماعية والتعليم والرفاه والثقافة. وحتى على مستوى اليهود في العالم، نجد المزيد والمزيد من الانفضاض عن إسرائيل وعن اليهودية وعن الصهيونية».

واختتم راز حديثه بالقول: «لقد صرنا في العالم مثل الأجرب الذي يبتعدون عنه، وهذا يجب أن يقلق أي إسرائيلي عاقل».