سعود الفيصل: نظام الأسد أصبح أشبه بسلطة احتلال.. وتسليح المعارضة فكرة ممتازة

حمل أطرافا دولية مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في سوريا.. وقال إن الحل الوحيد هو نقل السلطة طوعا أو كرها

الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي لدى لقائه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون على هامش مؤتمر «أصدقاء سوريا» أمس (أ.ب)
TT

أكد الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، أمام المشاركين في مؤتمر «أصدقاء سوريا»، أمس، في تونس، أن الحل الوحيد للازمة هو نقل السلطة «طوعا أو كرها» مشبها نظام الرئيس بشار الأسد بسلطة احتلال. وفي تصريحات أخرى بعد لقاء مع وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، على هامش المؤتمر قال الأمير سعود الفيصل ردا على سؤال يتعلق بإمكانية تسليح المعارضة: «أعتقد أنها فكرة ممتازة»، مضيفا: «لأنهم بحاجة إلى توفير الحماية لأنفسهم».

وردا على سؤال في هذا الصدد قالت كلينتون إنها ستتحدث في وقت لاحق عن هذا الموضوع.

وقال الأمير سعود الفيصل في كلمته للمؤتمر: «إن ما يحدث في سوريا مأساة خطيرة لا يمكن السكوت عنها أو التهاون بشأنها، والنظام السوري فقد شرعيته وبات أشبه بسلطة احتلال، فلم يعد بإمكانه التذرع بالسيادة والقانون الدولي لمنع المجتمع الدولي من حماية شعبه الذي يتعرض لمذابح يومية يندى لها الجبين، ولم يعد هناك من سبيل للخروج من الأزمة إلا بانتقال السلطة إما طوعا أو كرها».

كما اعتبر وزير الخارجية السعودي أن البيان الختامي للمؤتمر «لا يرقى لحجم المأساة ولا يفي بما يتوجب علينا فعله في هذا الاجتماع». وأضاف أن «حصر التركيز على كيفية إيصال المساعدات الإنسانية لا يكفي، وإلا كنا كمن يريد تسمين الفريسة قبل أن يستكمل الوحش الكاسر افتراسها. هل من الإنسانية أن نكتفي بتقديم الطعام والدواء والكساء للمدنيين ثم نتركهم إلى مصيرهم المحتوم في مواجهة آلة عسكرية لا ترحم؟».

وخلص الأمير سعود الفيصل إلى القول إن «بلادي ستكون في طليعة أي جهد دولي يحقق الغرض المطلوب، ولكن لا يمكن لبلادي أن تشارك في أي عمل لا يؤدي إلى حماية الشعب السوري النبيل بشكل سريع وفعال»، وتابع قائلا: «إن المملكة العربية السعودية تحمل الأطراف الدولية التي تعطل التحرك الدولي المسؤولية الأخلاقية عما آلت إليه الأمور، خاصة إذا ما استمرت في موقفها المتخاذل والمتجاهل لمصالح الشعب السوري».

وجاء في نص كلمته التي بثتها وكالة الأنباء السعودية، أمس: «أود أن أشكر حكومة تونس الشقيقة على ترتيب هذا الاجتماع الهام، وبالذات في ظل مشاغلهم ببناء تونس الحديثة، التي نتمنى لها التوفيق. إن حضور هذا الجمع من الدول والمنظمات يعبر عن حرص واهتمام المجتمع الدولي حيال ما يجري حاليا في سوريا.

وإننا إذ نعبر عن بالغ تقديرها لما تم بذله من جهد في سبيل انعقاد هذا الاجتماع المهم ومشاركتنا مع مجموعة من الدول للخروج ببيان رئاسي يركز على سبل معالجة الأوضاع الإنسانية، خاصة في المناطق المنكوبة.. وقد وافقت على مشروع البيان رغما عن شكوكي، وصمت على مضض، إلا أن ضميري يحتم علي مصارحتكم بأن ما تم التوصل إليه لا يرقى لحجم المأساة ولا يفي بما يتوجب علينا فعله في هذا الاجتماع.

إن حصر التركيز على كيفية إيصال المساعدات الإنسانية لا يكفي وإلا كنا كمن يريد تسمين الفريسة قبل أن يستكمل الوحش الكاسر افتراسها.. هل من الإنسانية أن نكتفي بتقديم الطعام والدواء والكساء للمدنيين ثم نتركهم إلى مصيرهم المحتوم في مواجهة آلة عسكرية لا ترحم؟

هل فعلا قمنا بنصرة الشعب السوري الحر الأبي الذي صنع حضارة عريقة، أم أننا سنكتفي بإعلانات رمزية وخطوات متباطئة ونتركه ضحية للطغيان والإجرام؟ السيد الرئيس.. إن ما يحدث في سوريا مأساة خطيرة لا يمكن السكوت عنها أو التهاون بشأنها، والنظام السوري فقد شرعيته وبات أشبه بسلطة احتلال فلم يعد بإمكانه التذرع بالسيادة والقانون الدولي لمنع المجتمع الدولي من حماية شعبه الذي يتعرض لمذابح يومية يندى لها الجبين، ولم يعد هناك من سبيل للخروج من الأزمة إلا بانتقال السلطة إما طوعا أو كرها. إن المملكة العربية السعودية تحمل الأطراف الدولية التي تعطل التحرك الدولي المسؤولية الأخلاقية عما آلت إليه الأمور، خاصة إذا ما استمرت في موقفها المتخاذل والمتجاهل لمصالح الشعب السوري. واسمحوا لي أن أصارحكم أننا ما لم نصل إلى حلول عاجلة وشاملة وفعلية لحماية الشعب السوري في هذا الاجتماع فإن ضمائرنا ستؤرقنا ليل نهار.. إن بلادي ستكون في طليعة أي جهد دولي يحقق هذا الغرض المطلوب، ولكن لا يمكن لبلادي أن تشارك في أي عمل لا يؤدي إلى حماية الشعب السوري النبيل بشكل سريع وفعال.. والله من وراء القصد».