نصر الله يستغرب «الرفض» العربي للحل السياسي في سوريا.. ويتساءل: من يتحمل مسؤولية الدمار؟

رد على نتنياهو: لن يخيفونا على الإطلاق

TT

أعرب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله عن «استغرابه لرفض الدول العربية الحل السياسي في سوريا»، متسائلا: «من يتحمل مسؤولية القتال والدمار في سوريا ومن هو المصر على رفض أي حل سياسي وأي حوار؟».

وإذ شدّد نصر الله على «الحرص على استقرار لبنان الأمني والسياسي، في مثل هذا الوضع الموجود في هذه المنطقة ومن موقع أولوية مواجهة التهديد الإسرائيلي»، أشار إلى أن «من يريد الفوضى في المنطقة يريد الفوضى في لبنان، ومن يريد أخذ العراق وسوريا إلى حرب أهلية أو ليبيا إلى حرب قبلية مصمم على نشر الفوضى بالمنطقة ومنها لبنان، وبالتالي ما يساعد على الفتنة أو يدفع إليها يجب تجنبه في القول والعمل».

ولفت نصر الله في خطاب ألقاه أمس في ذكرى أسبوع على وفاة والد الأمين العام السابق عباس الموسوي، تزامن مع انطلاق فعاليات مؤتمر تونس، إلى أنه «في مواجهة هذا النوع من التهديد يجب أن نكون يقظين لما يجري حولنا في داخل الكيان وفي منطقتنا وبلدنا، فالمنطقة تمر بمرحلة حساسة وإعادة صياغة لها، ولا أحد يستطيع التعاطي مع موضوع لبنان على أنه جزيرة، فنحن جزء من هذه المنطقة ودولها وأمننا من أمن المنطقة وما يُخطط للمنطقة يخطط لبلدنا، نؤثر فيها ونتأثر بها»، لافتا إلى أن «لبنان كان دائما بلدا يتأثر ولا يؤثر في المنطقة وكان في موضع المنفعل لا في موقع الفاعل، لذلك عندما يُخطط شيء للمنطقة لا يستطيعون أن يتجاهلوا دور لبنان بفعل وجود المقاومة والمعادلة الثلاثية: الجيش والشعب والمقاومة». وأردف قائلا: «أما حكاية (النأي بالنفس) فقد مثّلت تسوية من أجل استمرار الحكومة، وإلا فأين هو النأي بالنفس؟ فالجميع يستطيع أن يعبّر عن موقفه مما يجري في سوريا ولكن بعيدا عن المشاركة بتأجيج الوضع السوري، ولقد استطاع اللبنانيون حتى الآن أن يحفظوا الأمن في لبنان».

ورد نصر الله على تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضرب لبنان وتدميره وإنكار وجود الدولة اللبنانية، فقال: «لا يخيفنا لا نتنياهو ولا وزير دفاعه إيهود باراك، فليقولوا ما شاءوا وليهددوا ما شاءوا. في الماضي عندما كنّا قليلي العدد والعدّة، إسرائيل هذه كانت في زمن جنرالاتها الكبار مثل شارون وغيره، ولم تخفنا، فكيف اليوم وقد أصبحنا بالآلاف. بالتأكيد هؤلاء لا يخيفوننا على الإطلاق، ونحن لا نخضع لهذه التأثيرات النفسية على الإطلاق، ويجب أن نكون واعين على كل ما يجري من حولنا».

وأضاف نصر الله: «يجب محاصرة الفتنة والعمل على منع امتدادها، ويجب الحفاظ على الحكومة الحالية من أجل الحفاظ على الاستقرار والأمن في البلد، ولكن يجب أن لا يكون ذلك حجة لأطراف هذه الحكومة بعدم الإنتاجية، فعندما تكون حكومة تتحمل مسؤولية البلد يجب أن تكون منتجة وفاعلة، وهناك من يريد أن يعطّل ويسقط هذه الحكومة، ومن اليوم الأول لم تعطَ هذه الحكومة أي فرصة وتم الهجوم عليها حتى من المجتمع الدولي، وأريد أن أجدّد الدعوة من أجل أن تعقد الحكومة اجتماعاتها»، معتبرا أن حزب الله هو «في هذه الحكومة أكثر المكوّنات تواضعا أو في التأثير بخلاف ممّا يقوله البعض بأن هذه الحكومة هي حكومة حزب الله وهو يعرف أن هذا ليس صحيحا»، وقال: «نحن لا نخفي أننا نبذل كل جهد ونقدم تنازلات لمصلحة بقاء الحكومة».

نصر الله الذي دعا إلى «الإسراع ببت ملف النفط لأن البلد لا يمكن أن يبقى عاجزا ومدينا»، رأى أن «ما يجري في المياه الإقليمية الفلسطينية المحتلة في موضوع التنقيب عن النفط من قبل الإسرائيليين هو نهب واغتصاب لمال الفلسطينيين»، معتبرا أنّه «في الوقت الذي يناقش البعض فيه سلاح المقاومة هناك الإسرائيلي الذي يضع الخطط لموضوع النفط»، وتابع: «لا أحد يقدم مساعدات من أجل عيوننا، فلا تفكروا أن الأميركي وغيره إذا قدم مساعدات في موضوع النفط هو من أجل عيوننا».

وأضاف نصر الله: «يجب أن نحذّر من الإشاعات فيما يخصّ المقاومة بالتحديد، ويجب أن ننتبه إليها الآن لأن هناك عملية تشويه مستمرة لصورة حزب الله، فوزير داخلية مصر الأسبق حبيب العادلي الذي يحاكم قال في إحدى محاكماته إن عناصر من حزب الله وحماس هم من أطلقوا النار على المتظاهرين في مصر»، مجددا الدعوة إلى «حل المعضلات والمشكلات في عالمنا العربي بالحلول السياسية».