الرياض ترسم سياسات جديدة لحل مشكلات الديون السيادية وتطرح رؤى لعالم آمن ونشر ثقافة الحوار

تجمع برلماني لمجموعة العشرين يبحث دور الطاقة في تحقيق التنمية المستدامة

رئيس مجلس الشورى السعودي د.عبد الله آل الشيخ («الشرق الأوسط»)
TT

تتجه أنظار العالم اليوم صوب العاصمة السعودية، الرياض، لمتابعة انطلاقة أعمال اللقاء التشاوري الثالث لرؤساء برلمانات الدول الأعضاء في مجموعة العشرين، الذي يستضيفه مجلس الشورى السعودي، والذي سيناقش على مدى يومين قضايا دولية في غاية الأهمية، خصوصا أن دول الوفود المشاركة تمثل مجموعة العشرين، التي تمثل ثلثي سكان العالم، وتتحكم في نسب كبيرة من الناتج المحلي العالمي.

ونيابة عن خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، يفتتح الدكتور عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، رئيس مجلس الشورى في الرياض، اليوم 25 فبراير (شباط)، اللقاء التشاوري الثالث، تحت شعار «نمو اقتصادي مستدام لعالم آمن»، يتناول ثلاثة محاور رئيسية، هي «الحوار العالمي للثقافات»، و«الأزمة المالية العالمية وآثارها على الاستقرار العالمي»، و«دور الطاقة في التنمية المستدامة».

ويتضمن برنامج الحفل كلمة لرئيس مجلس الشورى، وتقريرا يقدمه الدكتور فهاد بن معتاد الحمد، مساعد رئيس المجلس رئيس اللجنة التحضيرية، يعقبها جلسات اللقاء التي تتناول موضوعي «الحوار العالمي للثقافات» و«الأزمة المالية وآثارها على الاستقرار العالمي».

ويرأس الجلسة الأولى، ومحورها الرئيسي «الحوار العالمي للثقافات»، رئيس مجلس الشورى، ويتحدث فيها كل من رئيس الجمعية الوطنية التركية، جميل ششك، ونائب رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي، السيناتور فانينو كيتي.

وتطرح في الجلسة الثانية في ذات الموضوع رؤى مختلفة حول الحوار العالمي للثقافات، التي يرأسها رئيس مجلس الشيوخ الكندي، نويل كنسيلا، وسيكون المتحدث الرئيسي الأول نائب رئيس مجلس الشورى، الدكتور محمد الجفري، والثاني رئيس الاتحاد البرلماني الدولي، عبد الواحد الراضي، في حين سيكون رئيس مجلس النواب الأرجنتيني جوليان دومينقز المتحدث الرئيسي الثالث في الجلسة، وسيكون لمجلس الشورى مداخلة في هذا المحور يلقيها عضو المجلس، الدكتور صالح النملة، إلى جانب مداخلات لعدد من رؤساء الوفود المشاركة.

وتتناول الجلسة الثالثة من جلسات لقاء اليوم موضوع «الأزمة المالية وآثارها على الاستقرار العالمي»، ويرأسها نائب رئيس البرلمان الأوروبي، أوثمار كاراس، ويتحدث فيها كل من رئيس مجلس النواب البرازيلي، ماركو مايا، ونائب رئيس مجلس الولايات الهندي، رحمان خان، ونائب رئيس اللجنة الدائمة لمؤتمر نواب الشعب الصيني، هان تشيداه، وسيقدم مجلس الشورى رؤيته في هذا المحور، عبر مداخلة لعضو المجلس، الدكتور سعيد آل الشيخ.

وتختتم فعاليات اليوم الأول من اللقاء بزيارة رؤساء الوفود المشاركة مقر مجلس الشورى، حيث سيقام حفل استقبال يشاهد خلاله الحضور فيلما وثائقيا عن المملكة ومجلس الشورى، كما سيتم تسليم الدروع التذكارية لرؤساء الوفود.

وفي اليوم الثاني لجلسات اللقاء، يوم غد (الأحد)، تعقد جلستان؛ تبحث الأولى موضوع «دور الطاقة لتنمية مستدامة»، حيث يرأس الجلسة نائب رئيس المجلس الفيدرالي الروسي، إلياس أوماخلوف، ويتحدث فيها نائب رئيس مجلس المستشارين الياباني، هيديهيسا أوتسوجو، وسيقدم مجلس الشورى رؤيته في هذا الموضوع، من خلال المداخلة التي سيقدمها في الجلسة عضو مجلس الشورى، الدكتور ماجد المنيف.

في حين يرأس الجلسة الثانية رئيس مجلس النواب الإندونيسي، الدكتور مرزوقي علي، ويتحدث فيها نائب رئيس المجلس الفيدرالي الروسي، الياس أوماخنوف.

وستقدم خلال الجلسات أوراق عمل من الدول المشاركة تتناول مواضيع اللقاء، تطرح خلالها خبرات وتجارب هذه الدول، بهدف تعزيز آلية العمل البرلماني لدول مجموعة العشرين، ويختتم اللقاء بإعلان التوصيات والبيان الختامي.

ووقع الاختيار على السعودية لاستضافة هذه الحدث لمكانتها العالمية المتميزة في سوق الطاقة العالمية، وحجم اقتصادها في منطقة الشرق الأوسط، والاستقرار الذي تنعم به، والسياسات البترولية والاقتصادية التي تنتهجها.

يشار إلى أنه تقرر مشاركة كل من إيطاليا وروسيا الاتحادية وتركيا والصين واليابان وكوريا الجنوبية والهند وإندونيسيا وكندا والمكسيك والبرازيل والأرجنتين والاتحاد الأوروبي في هذا اللقاء عن دول مجموعة العشرين، كما تمت دعوة عدد من الدول العربية والإسلامية والصديقة لحضور اللقاء بصفة ضيوف، وهي الإمارات والأردن والمغرب وماليزيا وإسبانيا والمجر وكازاخستان والاتحاد البرلماني الدولي.

وكان رئيس مجلس الشورى، الدكتور عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، قد أعلن، في مؤتمر صحافي، قبل أيام، أن انعقاد اللقاء التشاوري الثالث لرؤساء برلمانات الدول الأعضاء في مجموعة العشرين بالرياض هو نجاح جديد يضاف إلى رصيد الإنجازات التي حققتها السعودية على كل الصعد، وذلك بفضل التوجيهات الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، حيث انضمت المملكة منذ أعوام إلى مجموعة العشرين، وكرست مكانتها المهمة على الخارطة العالمية نظرا لاقتصادها المتين والاستقرار الذي تنعم به، والسياسات الاقتصادية والمالية التي انتهجتها على مر العقود، إضافة إلى ثقلها المالي في صندوق النقد والبنك الدوليين، ونجاحها في أن تكون مصدر جذب كبير للاستثمارات الأجنبية.

وبين آل الشيخ أن استضافة المملكة لهذا الحدث فرصة لتفعيل أداء الدبلوماسية البرلمانية، التي تواكب الجهود الحكومية وتعززها من أجل تحقيق السلم والأمن الدوليين، لافتا إلى أن مجلس الشورى يسهم في دفع عجلة التعاون الدولي من خلال ما يقوم به من دور أساسي يتمثل في إبداء الرأي في السياسة العامة للدولة، والمصادقة على الاتفاقات الدولية والمشاركة الفاعلة في المناشط البرلمانية الخارجية، إلى جانب دور لجان الصداقة البرلمانية التي تربطه بالكثير من البرلمانات الدولية، وفي مقدمتها الدول الأعضاء في مجموعة العشرين، ودعم الأنشطة الحكومية في برامج التعاون الدولي وسياسات التنمية الشاملة والمستدامة.