الأمير متعب بن عبد الله: أمن الدولة خط أحمر.. ولن نقبل بتجاوزه وإثارة الفتن في الجنادرية

قال خلال مقابلة تلفزيونية إن الحرس الوطني وهيئة الأمر بالمعروف لا يقبلان حدوث أي عمل مخل

الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وزير الدولة رئيس الحرس الوطني («الشرق الأوسط»)
TT

واجه الرجل الأول في الحرس الوطني السعودي بحزم كل من يعرِّض أمن الوطن للخطر ويثير الفتن على أرض القرية التراثية في الجنادرية (شمال العاصمة السعودية الرياض)، مشددا على أن السعودية لن تسمح بوجود أي شيء مخل في البلاد، وهي التي نشأت منذ تأسيسها على الشريعة الإسلامية.

وقال الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني السعودي رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة: إن السعودية لن تقبل أي تجاوزات تُذكر على أمن الوطن، أو التلاعب.

وأضاف الأمير متعب، خلال لقاء بثه التلفزيون السعودي أول من أمس: «إننا لا نقبل بأي تجاوزات، وأمن الوطن أمر لا نقبل المساس أو التلاعب به، وهو بالنسبة لنا خط أحمر لن نقبل تجاوزه، ولن نقبل بإثارة الفتنة، ولن نسمح بوجودها في بلادنا التي نشأت منذ تأسيسها على الشريعة الإسلامية، ولن نقبل بأن يحدث في الجنادرية أي شيء مخل، مع إيماننا بوجود أخطاء بأي عمل».

وأشار وزير الدولة إلى أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود هو صاحب فكرة المهرجان منذ بداياته عندما كان يقتصر على سباق الهجن، حتى تطور هذا المهرجان ووصل إلى العالمية، مثمنا الدعم الكبير الذي يجده المهرجان منه وما تحظى به أنشطته وفعالياته المختلفة من رعاية دائمة.

واعتبر رعاية خادم الحرمين الشريفين للمهرجان تكريما وتقديرا له ولجميع العاملين في المهرجان، مقدما شكره لنائب رئيس الحرس الوطني المساعد نائب رئيس اللجنة العليا المنظمة للمهرجان، عبد المحسن بن عبد العزيز التويجري، على ما يقدمه من جهد ومتابعة لأنشطة وبرامج المهرجان.. وثمَّن الأمير متعب جهود كل المشاركين الذين يعملون ليل نهار لإظهار هذا المهرجان بالمظهر اللائق.

وتطرق الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز إلى أمر خادم الحرمين الشريفين بإلغاء الأوبريت الخاص بالمهرجان لهذا العام، نتيجة لإحساسه وشعوره بما يعيشه العالم العربي من آلام وفواجع، سائلا الله العلي القدير أن يعيد الاستقرار والأمن إلى أوطاننا كافة، كما أشار إلى أن العرضة السعودية تعتبر من الأنشطة الأساسية للمهرجان، وأُلغي نشاط العرضة السعودية لهذا العام لنفس سبب إلغاء الأوبريت، وهو الأوضاع العربية الراهنة.

ولفت الأمير متعب إلى أن قرية الجنادرية ليست للحرس الوطني وحده، إنما هي لكل مواطن ومواطنة، والجنادرية هي المكان الذي تلتقي فيه كل مدن المملكة، ويلتقي فيه كل المواطنين والمقيمين للتعرف على تراث وثقافة بلادنا العزيزة. وأضاف أن رسالة الجنادرية وأهدافها وصلت للجميع، وأصبحت الجنادرية أيضا وسيلة لإيصال أي معلومة عن التراث أو عن المنجزات الخاصة للقطاعات المشاركة.

وعن رؤيته للحضور الجماهيري لفعاليات الجنادرية وما يعكسه هذا الحضور من تمثيل النسيج الوطني، قال: «إن فكرة خادم الحرمين الشريفين لمهرجان الجنادرية كانت بهدف جمع وتجسيد تراث وتاريخ المملكة في أرض الجنادرية؛ حيث تطورت من نشاط لسباق الهجن إلى مهرجان تتسابق فيه المناطق والقطاعات الحكومية والدول لعرض أفضل ما لديها فيها».

وأوضح أن الجنادرية للجميع، مواطنين ومقيمين؛ حيث أتاح المهرجان الفرصة لزيارة القرية التراثية في الجنادرية، وتم تحديد أيام للرجال وللعائلات التي يستطيع خلالها الأب أو الزوج اصطحاب عائلته وزيارة القرية، ومن الدراسات التي أجريت اتضح لنا أن 30 إلى 35% من الزوار هم من صغار السن، وهذا يدل على رغبتهم في الاطلاع على تاريخ بلادهم مع أسرهم وعائلاتهم، وهناك بعض العائلات زارت المهرجان لأكثر من مرة، وهناك جهود نبذلها لتسهيل الوصول إلى القرية وزيارة المهرجان، بما في ذلك زيارة طلبة المدارس.

وأفاد رئيس الحرس الوطني بأن زيارة العائلات للجنادرية تتم وفق ضوابط وتنظيمات، مبينا أن وجود المحرم، الأب أو الأخ، يسهل متعة الزيارة للعائلة التي تتم بكل احترام وتقدير.

ومن جانب المجموعة التي حاولت الدخول للمهرجان بغرض المناصحة، أجاب: «إننا لا نقبل بأي تجاوزات، وأمن الوطن أمر لا نقبل المساس أو التلاعب به، وهو بالنسبة لنا خط أحمر لن نقبل تجاوزه، ولن نقبل بإثارة الفتنة، ولن نسمح بوجودها في بلادنا التي نشأت منذ تأسيسها على الشريعة الإسلامية، وأقول لهؤلاء: إن خادم الحرمين الشريفين أعطى الحوار أهمية كبيرة ونحن نؤمن بهذا». وأضاف: «إن ما يميزنا هو العقل، ولا بد من التروي والتأكد من أي معلومات، والمملكة العربية السعودية، بتوجيه خادم الحرمين الشريفين، لا تقبل أي مساس بعقيدتنا وأخلاقنا، ونحن في الحرس الوطني وفي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا نقبل أن يحدث في الجنادرية أي شيء مخل، مع إيماننا بوجود أخطاء بأي عمل، وإن حدث هناك تجاوز محدود في ظل أعداد كبيرة جدا فهذا لا يؤخذ عليه أبدا، والموجودون من الزوار في الجنادرية هم آباء وإخوة للعائلات التي تزور الجنادرية، ولن يكون من يعتقد أنه سينصح أكثر حرصا منهم على زوجاتهم وأخواتهم، ونحن ومكاتبنا وأبوابنا وقلوبنا مفتوحة للتواصل والحوار، وقد تم بيني وبين كثير من علمائنا الأفاضل اتصال وتنسيق».

ونفى الأمير متعب بن عبد الله ما أشيع من أن ميزانية المهرجان 500 مليون ريال، قائلا: «ميزانية المهرجان المقدرة من الدولة هي 14 مليون ريال». وتابع: «إن هناك أكثر من 200 ألف موقف للسيارات، وهو رقم كبير جدا، ويدل على الإقبال الكبير على زيارة المهرجان، ونأمل من الزوار الالتزام بالتعليمات المنظمة للوقوف حتى يمكن الوصول للقرية بكل يسر وسهولة».

ورحب الأمير متعب بأي فكرة أو انتقاد يسهمان في تطوير الجنادرية، وأضاف: «نحن كتاب مفتوح وآذان مصغية لكل من لديه اقتراح مخلص بأسلوب حضاري يخدم المصلحة العامة». وحول غياب جناح مشارك للحرس الوطني في قرية الجنادرية، قال: «الحرس الوطني في البداية حرص على استضافة أجنحة المناطق والوزارات في قرية الجنادرية، وفي خضم هذا الاهتمام نسي أو لم يهتم بإقامة جناح خاص له، لكنْ حاليا هناك تكليف لإيجاد موقع لجناح الحرس الوطني وسوف ينتهي قريبا، موضحا أن ما يميز الجنادرية أن لكل جناح شكلا معماريا يعكس المنطقة التي ينتمي إليها، وكل منطقة تحرص على أن يكون جناحها يعكس هوية وتراث المنطقة، وهو ما يجعل الجنادرية أكثر جمالا».

وفي ما يتعلق بدعوة المفكرين والأدباء والمثقفين المشاركين في أنشطة المهرجان، أجاب: «خادم الحرمين الشريفين يولي الحوار أهمية كبيرة، والدليل اهتمامه بالحوار الوطني، والحوار حول الأديان، فهو يؤمن أنه عن طريق الحوار يمكن الوصول للأهداف المطلوبة، والجنادرية أحد المنجزات التي حققت هذا الجانب؛ فالبرامج الثقافية في كل عام تتم دراسة عناوينها ومحاورها والمشاركين فيها من المثقفين والأدباء من كل أنحاء العالم وفق البرنامج الخاص للنشاط والمهتمين بهذا النشاط».

وعن تجربة نقل بعض أنشطة المهرجان إلى مدن أخرى في المملكة، أشار الأمير متعب إلى أن بعض الأنشطة الثقافية تمت إقامتها في كثير من مدن المملكة، وحققت هذه الفكرة نجاحا، ووصلت رسالة الجنادرية إلى جميع المناطق.

وكشف الأمير متعب بن عبد الله عن أن كثيرا من الدول العربية والصديقة قدمت طلبات للمشاركة في المهرجان، قائلا: «ندرس الآن استضافة دولتين (دولة عربية، ودولة صديقة) في الدورة نفسها، ويهمنا في الجنادرية أن تتاح الفرصة للزوار للاطلاع على تراث وثقافة الدول الأخرى، من خلال الدول المشاركة كضيف شرف، وهذا أحد مكاسب الجنادرية». وأوضح أنه سيتم توجيه المختصين حالا لتنفيذ ما سمعه من ملاحظات حول الزائرين من إخواننا ذوي الاحتياجات الخاصة، وأبان: «ستأخذ هذه الاقتراحات العناية والاهتمام الكبيرين».

وحول المردود الاقتصادي للجنادرية، بيَّن أن «التقارير تثبت وجود حركة انتعاش اقتصادية ملحوظة خلال فترة المهرجان، سواء في فنادق مدينة الرياض أو الأسواق أو في قرية الجنادرية»، وتابع: «بلغت مبيعات بعض الأجنحة في قرية الجنادرية خلال الأسبوعين من 4 إلى 5 ملايين ريال، وتجاوزت المبيعات في قرية الجنادرية، حسب التقديرات الاقتصادية، 350 مليون ريال خلال أسبوعين، وهذا يدل على أنه أصبح للجنادرية حراك اقتصادي إلى جانب الحراك الثقافي والتراثي».

وحول مشاركة دول الخليج في أنشطة وفعاليات المهرجان، بيَّن وجود مشاركات لدول خليجية في الجنادرية، ورحب بتطوير هذه المشاركات، لا سيما بعد دعوة خادم الحرمين الشريفين لتطوير العلاقة بين الدول الخليجية من التعاون إلى الاتحاد، وتمنيه أن تكون المشاركات الخليجية في الأعوام المقبلة أكثر تميزا وتطورا.

في ختام اللقاء، قدم الأمير متعب بن عبد الله شكره وتقديره للحكومة الكورية لمشاركتها المتميزة في هذه الدورة، مشيرا إلى أن الجمهور تابع واستمتع بهذه المشاركة، كما قدم شكره لكل المشاركين في أنشطة ودعم المهرجان، كما قدم شكره لوزير الثقافة والإعلام ولجميع العاملين في الوزارة، ولجميع الصحف المحلية والعربية، وتمنى للجميع التوفيق.