حركة شبابية تتهم المالكي بـ«الاستبداد».. وتدعوه إلى مناظرة علنية

أحد نشطائها لـ «الشرق الأوسط» في ذكرى انطلاق مظاهرات ساحة التحرير: ما نخشاه هو استمرار القمع

أعضاء في حركة «شباط - أيلول» يتظاهرون في ساحة التحرير ببغداد أمس («الشرق الأوسط»)
TT

أعربت حركة «شباط - أيلول» العراقية عن خشيتها من استمرار عمليات القمع ضد الناشطين في المظاهرات وحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير في العراق. وقال أحمد عباس أحد أعضاء الحركة والناشطين فيها في تصريح لـ«الشرق الأوسط» وذلك خلال الفعالية التي نظمتها الحركة في ساحة التحرير في قلب العاصمة العراقية بغداد أمس تمهيدا لانطلاق مظاهرات كبرى في ذكرى انطلاق المظاهرات الاحتجاجية قبل عام في نفس الساحة إن «مما يؤسف له وبرغم أننا لم نطالب إلا بالإصلاح ومحاربة الفساد بكل أنواعه فضلا عن المحاصصة الطائفية والعرقية التي هي سبب بلاء العراق ومشاكله فإننا جوبهنا من قبل أجهزة الأمن والشرطة وكل الأجهزة الحكومية بالمزيد من القمع وعدم الاستماع إلى مطالبنا».

واعتبر عباس أن «المظاهرات التي حصلت في العراق طوال العام الماضي والتي حصلت اليوم (أمس) ويمكن أن تحصل في المستقبل إنما هي بتأثير مجريات الفساد في عموم مفاصل الدولة وهو ما جعلنا نعلن الحرب عليه بلا هوادة». وردا على سؤال عما إذا كانت حركتهم وما قامت به من مظاهرات قد حققت نتائج ملموسة، قال عباس «أستطيع القول بأننا حقننا الكثير من النتائج الملموسة من خلال توفير المزيد من الضغوط وهو ما أدى بالفعل إلى اتخاذ إجراءات عملية في الأوساط الجامعية والعمالية والطلابية وغيرها من الميادين».

وبشأن ما إذا كان يتوقع نجاح المظاهرات التي تنطلق في كل العراق قال عباس إن «الناس لديها إرادة في الخروج بالمظاهرات ولكن ما نخشاه هو الإجراءات الأمنية التي من المؤكد أنها تحد من حركة الناس وهو مؤشر سلبي تسجله السلطات ضد نفسها لا سيما أنها ترفع شعارات الحرية وحقوق الإنسان». وكانت حركة «شباط ـ أيلول» العراقية التي قادت المظاهرات التي انطلقت في 25 فبراير (شباط) من العام الماضي دعت رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى مناظرة علنية. وقالت الحركة في بيان إنها «تدعو رئيس الوزراء نوري المالكي إلى مناظرة علنية مع أحد ناشطيها ليدافع الأول عن حكومته ونهجها الاستبدادي ويدافع الثاني عن شعبه ويعبر عن همومه»، مؤكدا أن «جهد الحركة سيستمر حتى إسقاط حكومة المالكي، الذي بات رأس هذه المرحلة الاستبدادية والعائق الأول أمام تحقيق حرية الشعب العراقي».

وشدد البيان على «ضرورة تشكيل حكومة إنقاذ وطني تعد لانتخابات مبكرة ولمجلس تأسيسي يكتب دستورا يعبر عن الإرادة الوطنية ويؤسس لدولة تقوم على العدل وصون كرامة الإنسان». واتهم البيان أجهزة الحكومة بـ«زرع عناصرها لإرباك صفوف ساحة التحرير وتشتيت صوتها».

وكان العراق قد شهد العام الماضي وعلى مدى أشهر مظاهرات في عدة مدن تطالب بالإصلاح والتغيير والقضاء على الفساد المستشري في مفاصل الدولة، نظمها شباب من طلبة الجامعات ومثقفون مستقلون ونشطاء مدنيون اتخذوا من مواقع التواصل الاجتماعي في شبكة الإنترنت وسيلة التواصل والتحشيد بينهم. وتعرض فيها بعضهم إلى الضرب والاعتقال فيما فقدت الأوساط الثقافية والإعلامية الناشط هادي المهدي أحد أبرز مؤيدي المظاهرة، والذي اغتيل من قبل مجموعة مسلحة في داره في 8 سبتمبر (أيلول) من العام الماضي.