تحركات لاحتواء التوتر بين أتباع السيستاني والصرخي

تحذير من «فتنة».. وقيادي: الصدر منزعج ويمكن أن يتوسط

TT

عبر رجل دين شيعي بارز في العراق عن خشيته من استمرار التوتر الحالي بين أتباع المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، ورجل الدين محمود الحسني الصرخي. وقال محمد تقي المدرسي، خلال محاضرة له في مكتبه بمدينة كربلاء، إن من الضروري الانتباه إلى التبعات التي يمكن أن تنتج عن أعمال العنف التي شهدتها بعض المحافظات بين مكاتب العلماء، واصفا إياها بـ«الفتنة»، مؤكدا وجود طرف ثالث وراء تلك الأحداث المؤسفة.

ودعا المدرسي جميع الأطراف إلى ضبط النفس ووأد الفتنة، مشددا على حرمة مثل هذه الأعمال العدائية بين مكاتب العلماء. وشدد على ضرورة أن لا يتحول الدين إلى مصالح شخصية وفئوية وحزبية ضيقة، لأنه سيؤدي إلى نفور الناس منه، لافتا إلى بطلان عمل الإنسان المتدين إذا حول الدين إلى مصالح شخصية. كما دعا الجميع إلى التوجه والدعوة إلى الله تعالى ووحدة الصف ونبذ جميع الخلافات.

وكان قيادي بارز في التيار الصدري قد كشف عن استياء زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، مما يجري. وقال حاكم الزاملي في تصريحات إن الصدر يمكن أن يقوم بلعب دور لتهدئة الموقف في الكثير من المحافظات الوسطى والجنوبية بين كل من أتباع السيستاني والصرخي.

من جهته نفى ممثل السيستاني في كربلاء، أحمد الصافي، أثناء صلاة الجمعة، أمس، علم المرجعية بما جرى لأتباع الصرخي. وقال إن «المرجعية الدينية العليا لا علم مسبقا لها بما جرى من أحداث عنف في الأيام الماضية من إحراق عدد من مكاتب رجل الدين محمود الصرخي»، مؤكدا أن «منهج المرجعية واضح للجميع الذي لا يشجع على العنف حتى في أحلك الظروف التي مر بها العراق». ولفت إلى أن «بعض وسائل الإعلام التي تناولت الأحداث الأخيرة التي وقعت في مدن عدة وتمثلت بإحراق عدد من مكاتب الصرخي، لم تكن دقيقة»، موضحا أن «المرجعية لا تتحمل مسؤولية تصرف هذا المكتب أو ذاك، كما أنها لا تمثل بمجموعة من الأشخاص».

وكان مكتب الصرخي في محافظة ذي قار، جنوب العراق، قد أعلن عن اعتقال وكيل رجل الدين في ذي قار مع 50 من أنصاره. وبدوره، أكد مصدر في الشرطة أن عملية الاعتقال جاءت على خلفية اشتباكات حدثت بين قوات الشرطة وأنصار الصرخي، بعد أن منعت قوات الشرطة أداءهم صلاة الجمعة في جامع محمد باقر الصدر خوفا من حدوث مشكلات بعد الصلاة، مشيرا إلى أن معلومات وصلت إلى شرطة الناصرية عن نية أنصار الصرخي القيام باعتصام أو تظاهر ضد القوات العراقية. واتهم الياسري قوات الأمن «باستخدام أساليب قمع وحشية أسفرت عن إصابة 20 شخصا أثناء توجههم لأداء صلاة الجمعة». وأضاف أن «قوات الشرطة والمهمات الخاصة منعت المئات من أنصار المرجع الديني من أداء صلاة الجمعة في جامع الشهيد محمد باقر الصدر في الناصرية».