12 قتيلا في رابع يوم من مظاهرات الأفغان ضد إحراق مصاحف

مئات نظموا مسيرة نحو قصر كرزاي.. وغالبية الضحايا سقطوا في هراة الهادئة عادة

شرطي أفغاني يركض أثناء مواجهات بين الأمن ومتظاهرين في كابل أمس (رويترز)
TT

قتل 12 شخصا على الأقل، في أنحاء متفرقة من أفغانستان أمس، خلال رابع يوم من المظاهرات الاحتجاجية على إحراق مصاحف في قاعدة عسكرية أميركية الثلاثاء الماضي. وبهؤلاء القتلى الـ12، ترتفع حصيلة الاحتجاجات منذ بدئها، إلى 27 قتيلا بينهم جنديان أميركيان إضافة إلى نحو 100 جريح غالبيتهم أصيبوا بالرصاص.

وسقط غالبية ضحايا أمس في ولاية هراة (غرب) وهي في العادة إحدى أكثر الولايات هدوءا في البلاد، حيث قتل سبعة أشخاص بينهم شرطي وامرأة معظمهم «في تبادل لإطلاق النار»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث باسم الولاية محيي الدين نوري. وقضى ثلاثة منهم وبينهم الشرطي عندما حاول محتجون التوجه إلى القنصلية الأميركية في هراة. وقال نوري «أصيب 50 آخرون معظمهم بطلقات نارية، في ولاية هراة».

وجاء حادث إحراق المصاحف ليزيد من المشاعر المعادية للغرب التي تسود البلاد أساسا بسبب انتهاكات ترتكبها قوات الأطلسي ومن بينها ما ظهر في شريط فيديو من تبول عناصر من المارينز الأميركي على جثث أفغان.

ودعت الحكومة الأفغانية وقائد قوات الحلف الأطلسي الجنرال الأميركي جون آلن، إلى الهدوء وضبط النفس في البلد الذي يشهد حربا ضد المسلحين منذ عشر سنوات. وقال الجنرال «إن العمل مع القيادة الأفغانية هو السبيل الوحيد لكي نتمكن من إصلاح هذا الخطأ الكبير وضمان عدم تكراره».

لكن وفي مدينة هراة قتل ثلاثة أشخاص عندما توجه المتظاهرون باتجاه القنصلية الأميركية، بينما قتل أربعة آخرون في أماكن أخرى من الولاية، بحسب نوري. وصرح مسؤول امني أن متظاهرين حاولوا اقتحام السفارة وحاول بعضهم الاستيلاء على سلاح الشرطة. وقتل متظاهر آخر وجرح اثنان عندما حاول المتظاهرون السيطرة على مكتب الفريق العسكري المدني لإعادة إعمار المدينة بقيادة تشيكية في ولاية باغلان الشمالية الشرقية، بحسب حاكم الولاية عبد المجيد.

وفي كابل، خرج متظاهرون غاضبون في مسيرة نحو قصر الرئيس حميد كرزاي. ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر في الشرطة قولها إن اثنين من المحتجين قتلا بالرصاص أمس خلال احتجاجين منفصلين. وأضافت الشرطة أن محتجين مسلحين قتلوا رجلا في شرق العاصمة، بينما لم يتضح من الذي أطلق الرصاص في الواقعة الثانية. وأطلقت الشرطة النار في الهواء في محاولة لتفريق حشد من الرجال الذين كانوا يلقون الحجارة ويهتفون قائلين «الموت لأميركا» و«يحيا الإسلام» بعد مغادرتهم «المسجد الأزرق» في المدينة بعد صلاة الجمعة.

وبدأت المظاهرات بعد صلاة الجمعة التي حث فيها الأئمة في كابل المصلين على الخروج إلى الشوارع والاحتجاج على حرق المصحف. وقال الملا محمد إياز نيازي في مسجد وزير أكبر خان «يجب الكشف عن هوية من ارتكبوا هذه الجريمة وإعدامهم علنا». وأضاف «أنتم لم تخونوا هذا البلد فحسب، بل إنكم تلاعبتم بعقيدة ومشاعر 1.7 مليار مسلم في العالم، ودنستم كتابهم المقدس».

وقال زريالي خان وهو واحد من مئات المحتجين الذين خرجوا إلى شوارع كابل أمس: «لقد أحرقوا قرآننا، الكتاب الذي نؤمن به. جئنا إلى هنا لنقول لكرزاي إنه إذا كانت هذه جمهورية إسلامية فلماذا يهين الكفار الإسلام؟. لماذا يريدون استئصال قيمة الإسلام بدلا من إحلال الديمقراطية».

كما جرت مظاهرات أخرى في ولاية قندز الشمالية وكذلك في ولايات باميان وغزني وننغرهار الشرقية. وقتل جنديان أميركيان في المظاهرات التي تشهدها البلاد منذ يوم الثلاثاء، مما دفع بالرئيس الأميركي باراك أوباما إلى تقديم اعتذار للشعب الأفغاني. وتعرضت القواعد العسكرية الفرنسية والنرويجية والأميركية إلى هجوم بعد أن حرضت حركة طالبان الأفغان على قتل الجنود الأجانب انتقاما لحرق المصاحف.

وقال ناطق باسم الجيش الألماني أمس إن الجيش انسحب من موقعه في طالوقان (شمال) في مواجهة الاحتجاجات التي تشهدها أفغانستان بعد إحراق مصاحف. وقال إن الجنود الخمسين المتمركزين في طالوقان انسحبوا الخميس من هذا الموقع الذي كان يفترض أن يغادروه في نهاية مارس (آذار) للعودة إلى قاعدة قندز التي تبعد سبعين كيلومترا إلى الغرب، وحملوا معهم معداتهم وآلياتهم وأسلحتهم وذخائرهم. أما السفارة الأميركية في كابل فهي مغلقة منذ أيام، فيما انتشرت قوات امن إضافية لحماية البعثات الأجنبية وغيرها من المواقع الاستراتيجية بعضها مسلح بالقذائف الصاروخية والبنادق الرشاشة. ونصح مسؤولون حكوميون أفغانيون الشعب الأفغاني بـ«تجنب الخروج في احتجاجات ومظاهرات يمكن أن ينتهزها العدو».