السنغال: اختتام الحملة الانتخابية.. وشكوك حول الاقتراع بسبب العنف

المعارضة تتحدث عن تجاوزات وانعدام الأمن.. ومعسكر واد: سيتنحى إذا لم يفز

واد محاطا بمؤيديه أثناء تجواله بين أحياء داكار في إطار الحملة الانتخابية (أ.ب)
TT

اختتمت السنغال أمس آخر أيام حملة الانتخابات الرئاسية التي ستجري غدا (الأحد)، بالمظاهرات والتجمهرات الانتخابية، في حين تستبعد المعارضة إجراء الانتخابات بسبب أعمال العنف الأخيرة.

وأدت أعمال العنف والصدامات التي اندلعت على خلفية حركة معارضة ترشيح عبد الله واد، 85 سنة، لولاية ثالثة إلى مقتل ستة أشخاص وإصابة العشرات منذ نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي. وتتحدث المعارضة الممثلة في حركة «أم 23» عن 15 قتيلا وأكثر من 500 جريح.

وانتهت الحملة الانتخابية منتصف الليل بما فيها المسيرة النسائية «السلمية» ضد ترشيح الرئيس عبد الله واد وتجمعات شبابية معارضة في وسط المدينة وآخر المهرجانات الانتخابية للمرشحين في داكار. ورغم أن المجتمع الدولي دعا جميع الأطراف إلى المشاركة في اقتراع حر ودون أعمال عنف، تحدثت حركة «23 يونيو» (أم 23) التي تضم المعارضة والمجتمع المدني، عن تجاوزات وعن انعدام الأمن، معتبرة أنه من المستحيل ضمان الشفافية وحرية التعبير في مثل هذه الأجواء.

واستنكرت حركة «أم 23» وجود «عناصر استفزازية» تابعة للرئيس واد «ترهب المتظاهرين والشعب والقادة السياسيين والمجتمع المدني»، ونددت بهيئات الإشراف على الانتخابات مثل المجلس الدستوري واللجنة الانتخابية الوطنية المستقلة. لكن الحركة لم تدع صراحة إلى إرجاء الاقتراع، وهي لا تزال منقسمة بهذا الشأن.

وقد أعرب عدد من المرشحين مثل الشيخ تيجان غاديو والشيخ بامبا دييه وإبراهيم فال عن تأييدهم لإرجاء الانتخابات، لكن آخرين ممن ينتمون مثلهم إلى حركة «أم 23» عازمون على المشاركة في انتخابات الأحد. ودعا المرشح ماكي سال الخميس خلال مهرجان انتخابي حركة «أم 23» إلى أن تثق في الشعب السنغالي «لإلحاق الهزيمة (بالرئيس واد) من خلال صناديق الاقتراع».

وردا على الذين يهددون بعرقلة الاقتراع وجه عبد الله واد أول من أمس في مهرجان انتخابي في بامبيلور قرب داكار، نداء إلى شباب حزبه طالبا منهم السهر على ألا تتمكن المعارضة من «تعطيل الاقتراع». وقال: «أنتم المناضلون، وخصوصا الشباب، احموا بطاقاتي لأنها بطاقاتكم، ارفضوا أن تؤخذ منكم وبعد ذلك ابقوا في مراكز الاقتراع حتى انتهاء الفرز لتتصلوا بي هاتفيا وتبلغوني عن انتصارنا». وعقد عبد الله واد أمس آخر مهرجاناته في داكار.

وفي تصريح لقناة «فرانس 24» أعلن رئيس الوزراء سليمان نديني نداي، أمس، أن الرئيس واد سينسحب من الحكم إذا لم يفز. وقال: «إذا خسر الانتخابات فسيتصل بالفائز ليهنئه. ما من خيار آخر، هذا واضح». وردا على سؤال حول مخاطر تكرار ما شهدته ساحل العاج سنة 2010، قال إن «السنغال ليست ساحل العاج، وعبد الله واد ليس الرئيس غباغبو، إذا خسر عبد الله واد الانتخابات بشكل ديمقراطي فإنه سيهنئ الفائز وسيرحل، ونحن أيضا سنرحل». لكنه أضاف أنه «إذا نظرنا إلى التعبئة التي رافقت الرئيس في الحملة الانتخابية في كل مكان بالسنغال فإننا متيقنون تقريبا أنه سيفوز من الجولة الأولى».

من جانبه، واصل الرئيس النيجيري السابق أولوسيغون أوباسانجو، رئيس مراقبي الاتحاد الأفريقي، أمس، لقاءاته مع الأطراف السياسية الفاعلة في البلاد. وتضمنت مباحثاته الاجتماع مع سفير الولايات المتحدة في وقت توترت فيه العلاقات خلال الأسابيع الأخيرة بين داكار من جهة وواشنطن وباريس من جهة أخرى، حيث انتقدتا ترشيح واد لولاية ثالثة.

ومما يدل على هذا التوتر طلب كوادر في الائتلاف الرئاسي (القوى الحليفة من أجل الانتصار) والحزب الديمقراطي السنغالي من عبد الله واد أن «يرفض» عملية المراقبة التي تشارك فيها الولايات المتحدة وفرنسا تنديدا بـ«التدخل» في شؤون السنغال الداخلية.

وفي حين تطعن المعارضة في نزاهة الاقتراع الذي سيشرف عليه آلاف المراقبين من الأحزاب السياسية والمجتمعين المدني والدولي، تحدث رئيس مراقبي الاتحاد الأوروبي ثيجس برمان أول من أمس، «عن شيء من انعدام الشفافية» في توزيع بطاقات الناخبين. وصرح الوزير المكلف بالانتخابات شيخ غيي قبل ذلك للصحافيين في داكار بأن نحو 469 ألف بطاقة لم توزع بعد، وهو ما يمثل 9 في المائة من الناخبين المسجلين والبالغ عددهم 5.3 مليون (في البلاد وخارجها).