برقية سرية أميركية تحذر من خطر الملاذات الآمنة للمتطرفين في باكستان

اعتقال باكستانيين متورطين في هجوم الأكاديمية العسكرية

TT

حذرت برقية سرية بعث بها السفير الأميركي لدى أفغانستان إلى واشنطن، الشهر الماضي، من أن بقاء الملاذات الآمنة للمتطرفين في باكستان يشكل خطرا على نجاح الاستراتيجية الأميركية.

ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين أميركيين أن البرقية التي كتبها السفير، ريان كروكر، تعتبر إقرارا بأن السنوات من الجهود الأميركية لإخماد نشاط المتمردين في باكستان من قبل شبكة حقاني، الحليف الرئيسي لحركة طالبان، تبوء بالفشل.

وأضاف المسؤولون أنه بسبب السرية المطلوبة للبرقية، أرسلها كروكر عبر قنوات وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه»، بدلا من وزارة الخارجية.

وقالت الصحيفة إن البرقية يمكن أن تستخدم من قبل مسؤولين في الإدارة الأميركية كحجة لتأكيد صوابية موقفهم لزيادة الضربات الأميركية لملاذات شبكة حقاني في باكستان، ومن الممكن أن تعزز البرقية الدعوات من قبل كبار المسؤولين العسكريين إلى انسحاب من أفغانستان يكون أكثر تدريجية مع اقتراب الموعد النهائي للانسحاب، أي 2014.

ويشدد الكثير من المسؤولين العسكريين الأميركيين منذ أشهر على أن استهداف قيادة طالبان وتعزيز الإدارة المحلية في أفغانستان يعطيان ثمارا ملموسة, لكنهم يحذرون دائما من أن تدهور الأوضاع في باكستان وزيادة قدرة المجموعات المتمردة على إيجاد ملاذات آمنة لها هناك يتطلب وجودا أميركيا أكبر مما تدعو إليه الإدارة حاليا.

وتتجه الولايات المتحدة حاليا إلى تقليص وجودها في أفغانستان إلى 68 ألف عنصر في نهاية الصيف المقبل، والانتقال من المهام القتالية إلى دور استشاري للقوات الأفغانية بحلول منتصف العام المقبل. وقال مسؤولون أميركيون إن الانسحابات المقبلة ستزيد الضغط على الحكومة الأفغانية في الشرق، حيث ناضلت القوات الأفغانية والأميركية لوقف العنف، وأحد أسباب ذلك استمرار تسلل المتمردين من باكستان. ووصف مسؤول دفاعي (رفض الكشف عن اسمه) الملاذات الآمنة في باكستان بأنها قاتل مأجور لاستراتيجية الحرب في أفغانستان.

يشار إلى أن الضربات الجوية الأميركية التي تنفذها طائرات «سي آي إيه» في باكستان أثارت استياء الحكومة الباكستانية وأججت الغضب الشعبي من الأميركيين.

وكانت «سي آي إيه» علقت لأسابيع هذه الضربات بعد اعتقال متعاقد في الوكالة بتهم قتل باكستانيين اثنين في لاهور، وبعد ذلك بسبب قصف حاجز عسكري باكستاني وقتل العشرات من الجنود. إلى ذلك، أعلنت أجهزة الاستخبارات الباكستانية، اليوم، عن اعتقال شخصين متورّطين في الهجوم على الأكاديمية العسكرية الباكستانية في مدينة أيبت آباد، شمال غربي باكستان، خلال الشهر الماضي. وأفادت المصادر بأن المعتقلين كشفا عن معلومات مهمة عن بعض المسلحين الآخرين، الذين يخططون لشن هجمات على مبان مهمة في العاصمة إسلام آباد. وأضافت المصادر نفسها أن المسلحين يستطيعون أن يشنوا هجوما على المباني المهمة الواقعة في المنطقة الحمراء، التي تحتضن بعثات دبلوماسية أيضا أو المنطقة التجارية من فوق جبال «مارغلة»، التي تحيط العاصمة الباكستانية.

يذكر أن المعتقلين متورطان في الهجوم الصاروخي الذي نفذاه مع آخرين على الأكاديمية العسكرية الباكستانية بإطلاق صواريخ، مما أدى إلى تضرر جزئي لأحد جدران الأكاديمية في 27 يناير (كانون الثاني) الماضي. يشار إلى أن مدينة أبوت آباد الجبلية تحتضن الكثير من المؤسسات العسكرية والتعليمية عالية المستوى، كما عرفت أخيرا على المستوى الدولي بإيواء أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة».

ومما يجدر ذكره أن المجمع السكني، الذي كان بن لادن يقطنه، يقع على بعد 100 متر فقط من الأكاديمية العسكرية الباكستانية، التي أنشئت بعد شهرين فقط من تأسيس باكستان في عام 1947 لتدريب الضباط العسكريين، علما بأنها معروفة بمستواها العالي في التدريب العسكري ويتدرب ضباط من دول كثيرة فيها.