مظاهرات فبراير الاحتجاجية تعيد الروح جزئيا لساحة التحرير وسط بغداد

إجراءات أمنية مشددة رافقتها.. وناشطون يؤكدون: سنتظاهر كل جمعة

عراقيون يتظاهرون في الذكرى السنوية الأولى لانطلاق مظاهرات ساحة التحرير في بغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

لم تحل الأمطار التي هطلت فجأة في شتاء العراق الجاف دون زحف المئات من المتظاهرين العراقيين من شارع المتنبي حتى ساحة التحرير وسط بغداد أمس في ذكرى انطلاق المظاهرات الاحتجاجية في الساحة في 25 فبراير (شباط) من العام الماضي.

وبدت الإجراءات الأمنية التي اتخذتها الأجهزة الأمنية مشددة على امتداد الطريق المؤدي من شارع المتنبي في شارع الرشيد حتى ساحة التحرير والبالغ نحو 3 كيلومترات أو في محيط الساحة التي ظلت المصفحات ورجال مكافحة الشغب ينتشرون فيها حتى بعد انتهاء المظاهرة. المتظاهرون الذين كانوا أحيوا أول من أمس فعالية بمناسبة انطلاق أولى المظاهرات العراقية عند بدء موسم الربيع العربي جددوا انتقاداتهم الحادة للنظام السياسي في البلاد وذلك من خلال العشرات من اللافتات والشعارات التي رفعوها خلال المظاهرة.

وأعاد المتظاهرون الروح جزئيا لساحة التحرير التي كانت قد خلت من المظاهرات تقريبا منذ شهر سبتمبر (أيلول) العام الماضي على أثر ما تعرض له عدد كبير من الناشطين إلى حملات تضييق من قبل الجهات الأمنية المسؤولة، فضلا عن مقتل الإعلامي والناشط هادي المهدي في منزله بحي الكرادة الآمن وسط بغداد ليلة الثامن من سبتمبر العام الماضي. وطالب المتظاهرون خلال اللافتات التي حملوها بعدم عقد القمة العربية في بغداد بسبب الأوضاع الأمنية المتردية. كما انتقد المتظاهرون تخصيص مجلس النواب 60 مليار دينار لشراء 350 سيارة مصفحة لأعضاء مجلس النواب داعين إلى حل البرلمان والذهاب إلى انتخابات مبكرة في البلاد. كما طالبوا بالقضاء على الفساد الإداري وتوفير فرص العمل للعاطلين. وكان من بين اللافتات التي حملها المتظاهرون «الشعب يقتل بالتفجيرات والبرلمانيون يحمون أنفسهم بالمصفحات».

وقالت سهام الزبيدي التي عرفت عن نفسها بأنها ناشطة في منظمات المجتمع المدني «مرت سنة على المظاهرات الكبرى، وخلال هذه المدة لم يتحقق أي مطلب من مطالبنا وهي الأمان والكهرباء وإيجاد وظائف».

ونقلت عنها وكالة الصحافة الفرنسية أن «من ينظم مظاهرة اليوم هم عامة الشعب ومجموعة من الناس الجائعين (...) في بلد غني». وتابعت «سنتظاهر كل يوم جمعة حتى ندخل المنطقة الخضراء ونسحلهم إلى خارجها»، في إشارة إلى المسؤولين العراقيين الذين يجتمعون في المنطقة المحصنة.

وقتل 16 شخصا وأصيب نحو 130 آخرين بجروح خلال اشتباكات بين المتظاهرين وعناصر الشرطة في عموم العراق أثناء المظاهرات التي خرجت في 25 فبراير من العام الماضي. ودفعت المظاهرات رئيس الحكومة نوري المالكي إلى الإعلان إثر ذلك عن خطة إصلاحية تقضي بمحاسبة الوزراء على أدائهم.

وقال نعمة وحيد (47 سنة) وهو عاطل عن العمل إن أعداد المتظاهرين في ساحة التحرير أمس «ليست كما كانت قبل عام لأن هناك أناسا باعوا ضمائرهم وتركوا المظاهرات بعد أن اشترتهم الحكومة بالمال». وأضاف فيما كان المتظاهرون الآخرون يهمون بمغادرة الساحة بعد أن بدأ يتساقط المطر «نريد محاسبة الفاسدين والحرامية». وتابع أن «القوات الأمنية الموجودة هنا ليست لحمايتنا بل لتحمي المنطقة الخضراء ومن فيها»، داعيا «الشعب العراقي إلى أن يستفيق من غفوته وأن يبدأ الفقير بالمطالبة بحقوقه».