فياض يهاجم الرباعية بعد مقتل متظاهر في القدس

وصف الإسرائيليين بالعنصريين ويتعاملون مع الفلسطينيين كأن قتلهم مباح.. وعدم مساءلتهم يجعلهم يمعنون في سياستهم

شاب فلسطيني ينتظر بحجارته جنود الاحتلال الإسرائيلي خلال مواجهات في منطقة الرام شمال القدس أمس (أ.ف.ب)
TT

هاجم رئيس الوزراء الفلسطيني، سلام فياض، بشدة، اللجنة الرباعية الدولية، قائلا إن صمتها والمجتمع الدولي تجاه سياسية العنف الإسرائيلية في «ظل ما لا يبدو أنه يتجاوز بيانات الشجب والاستنكار»، يكلف الفلسطينيين مزيدا من الضحايا.

وكان فياض يعلق على مقتل الشاب طلعت رامية، في مواجهات قرب مدينة القدس المحتلة، اندلعت أول من أمس، إثر تفجر المواجهات احتجاجا على محاولات المستوطنين المتطرفين اقتحام الحرم القدسي الشريف تحت حماية الجيش.

وحمل فياض الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة، واعتبر «أن صمت المجتمع الدولي وعدم قيامه بالجهد المطلوب لإلزام الحكومة الإسرائيلية بوقف سياسة العنف التي تمارسها ضد شعبنا والتصدي لمخاطرها، ساهما في مزيد من الاستهتار الإسرائيلي بحياة أبناء شعبنا وارتكابها لهذه الجريمة، الأمر الذي يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية مباشرة عن استمرار مثل هذه الاعتداءات».

وأضاف «سبق أن حذرنا، وفي أكثر من مناسبة، كل مكونات المجتمع الدولي وعلى جميع المستويات، وخاصة اللجنة الرباعية، من مخاطر الصمت على سياسة إسرائيل المتمثلة في استمرار استخدام العنف ضد الاحتجاجات اللاعنفية التي يقوم بها أبناء شعبنا. وقد أكدتُ دوما على إدانتنا الشديدة ورفضنا المطلق لهذه الاعتداءات. ولطالما طالبنا المجتمع الدولي بالتدخل وبذل جهود جدية لإلزام الحكومة الإسرائيلية بوقف هذه الاعتداءات المتكررة التي كان آخرها، قبل هذه الجريمة، استشهاد الشاب مصطفى التميمي من قرية النبي صالح».

وعبر فياض عن استنكاره لعدم تعامل المجتمع الدولي، وخاصة اللجنة الرباعية، مع هذه المخاطر بالجدية المطلوبة، ولعدم تدخله الفعلي والجدي لإجبار إسرائيل على وقف اعتداءاتها، «وبدلا من ذلك، استمر تركيز هذه اللجنة على محاولات إحياء العملية السياسية، على الرغم من إدراكها عدم جدوى هذه المحاولات، سيما في ظل عدم توفر عناصر نجاحها. وكذلك استمرت اللجنة الرباعية في تجاهل دعواتنا لإلزام إسرائيل بوقف هذه الاعتداءات، وأيضا إرهاب المستوطنين، ومساءلتها عليها».

ووصف فياض الإسرائيليين بالعنصريين، «الذين يتعاملون مع الاحتجاجات السلمية في شوارع وميادين تل أبيب دون أي عنف، في حين يمعنون في استخدام العنف القاتل ضد أبناء شعبنا في القدس الشرقية ومحيطها وسائر الأرض الفلسطينية المحتلة، وكأن قتلهم مباح». وقال «إن عدم مساءلة إسرائيل هو الذي أدى إلى استمرارها في هذه السياسية، وعدم التوقف عن التعامل مع نفسها كدولة فوق القانون وفوق المساءلة». وكانت إسرائيل قد قتلت الشاب رامية، في وقت متأخر الجمعة في مواجهات اندلعت عند الحاجز الشمالي لبلدة الرام شمال القدس، احتجاجا على اقتحام جنود إسرائيليين للمسجد الأقصى في اليوم نفسه. وقال متحدث عسكري إسرائيلي إن الجيش رد على إطلاق ألعاب نارية على الجنود من مسافة قريبة، واضطر لاستخدام الذخيرة الحية. وأضاف: «الحادث قيد التحقيق».

وشيع الفلسطينيون، أمس، جثمان رامية في موكب انطلق من أمام مجمع فلسطين الطبي برام الله، باتجاه مسقط رأسه في بلدة الرام، وهتف المشاركون ضد الاحتلال والصمت العربي والعالمي.

وفي الرام التي شهدت إضرابا شاملا أمس، لف جثمان رامية، بالعلم الفلسطيني، وراح أهل البلدة يهتفون «بالروح بالدم نفديك يا فلسطين»، «على القدس رايحين شهداء بالملايين»، و«فليسقط غصن الزيتون ولتحيا البندقية». وبعد انتهاء الجنازة، تفجرت مواجهات أخرى في الرام، وعند حاجز قلنديا، المدخل الجنوبي الفاصل بين القدس المحتلة ورام الله، رشق المتظاهرون بالحجارة الجنود الإسرائيليين الذين ردوا بالرصاص المطاط والغاز.

وقال مصدر عسكري إنه أوعز إلى الجيش الإسرائيلي بالتحلي بأكبر قدر من ضبط النفس لمنع تصعيد الموقف، غير أن شهود عيان في الرام أكدوا أن قوات الاحتلال أطلقت كميات هائلة من قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، وهو ما أدى إلى إصابة 9 من المتظاهرين على الأقل.