مسؤول فلسطيني لا يرى في تحية هنية للشعب السوري تغييرا في موقف حماس

شدد في تصريح لـ «الشرق الأوسط» على أن من حق كل شعب أن ينال الحرية ولا مجال للأنظمة الشمولية في هذا الزمن

TT

منذ اليوم الأول لتفجر الأوضاع في سوريا قبل أقل من عام بقليل، حركة حماس تلتزم الحذر الشديد في تصريحاتها إزاء ما يحصل داخل الحدود السورية.. وظل قادتها محافظين على منازلهم ومقارهم في دمشق التي وصلوها بعد ترحيلهم عن الأردن عام 1999، ويتجنبون الخوض في أي حوارات في هذا الشأن بل ولم يتخذوا موقفا على الإطلاق.. فهم لا يستطيعون تأييد ما يجري في سوريا على اعتبار أن «الإخوان المسلمين» الذين تنتمي إليهم الحركة أعداء ألداء للنظام الحاكم، ويلعبون دورا أساسيا في هذه الانتفاضة، كما أنهم لا يستطيعون إدانة النظام الذي تولاهم برعايته طيلة هذه السنوات ولم يتدخل في شؤونهم بأي شكل من الأشكال على حد قول أكثر من مسؤول لديهم.

غير أن هذا الوضع ربما بدأ يتغير بعدما تمكن قادة الحركة وأسرهم من مغادرة الأراضي السورية وإيجاد دول بديلة، رغم إصرار الكثير منهم على القول: إن سبب المغادرة لا يعبر عن موقف سياسي بل يعود لأسباب لوجيستية، حيث أصبح من الصعب على قادة الحركة القيام بمهامهم بسبب الأوضاع وصعوبة استقبال ضيوفهم في دمشق.

وانعكس هذا التغيير فيما صدر عن إسماعيل هنية رئيس الوزراء المقال في قطاع غزة وهو أحد كبار مسؤولي حماس ومرشح لدور أكبر ربما خلافة خالد مشعل في رئاسة المكتب السياسي للحركة، في خطابه في «الوقفة التضامنية لإنقاذ الأقصى ونصرة الشعب السوري» في الجامع الأزهر أول من أمس.

فقد حيا هنية الشعب السوري بقوله «أحييكم وأحيي كل شعوب الربيع العربي بل الشتاء الإسلامي.. فأنا أحيي شعب سوريا البطل الذي يسعى نحو الحرية والديمقراطية والإصلاح». غير أنه لم يصدر عن هنية الذي عاد لتوه من زيارة إلى إيران الحليف الأكبر للنظام في دمشق والممول الأكبر للحكومة حماس في القطاع أي إدانة للنظام السوري. ورغم ذلك تبقى هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها مسؤول بحجم هنية في حماس بهذه الصراحة عن التضامن مع المنتفضين من الشعب السوري ضد نظام الأسد منذ نحو السنة.

غير أن الدكتور ناصر الدين الشاعر نائب رئيس الوزراء في الحكومة الفلسطينية العاشرة برئاسة هنية لا يرى فيما قاله هنية أي تغيير في موقف حركة حماس الثابت على حد قوله الذي يرتكز بالأساس على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية. وهو كما قال لـ«الشرق الأوسط» موقف عليه إجماع فلسطيني وهناك توافق على ألا نتدخل في شؤون أي دولة أخرى.

ورغم إصراره على عدم اعتبار كلام هنية في الجامع الأزهر يشكل تحولا في موقف قيادة الحركة من النظام السوري، فإن الشاعر قال: «أنت تعلم أن من حق كل شعب في الدنيا تقرير مصيره بنفسه وكل شعب في الدنيا من حقه أن ينال الحرية». وأضاف: «لا مجال للأنظمة الشمولية في هذا الزمن.. ومن حق المواطنين أن يعيشوا حياتهم بحرية وكرامة». لكن الشاعر كرر القول: إن الموقف الفلسطيني الموحد هو عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى لأن «الهم الفلسطيني الكبير هو جمع أكبر عدد ممكن من الأصدقاء للقضية.. وهذا يجعلنا ننأى بنفسنا عن الصراعات البينية وألا نتورط فيها.. لكن يبقى، وكما قلت، أن الحرية حق لكل شعوب الأرض والمسألة هنا مسألة أخلاقية.. فكما نحن نريد من العالم أن يقف إلى جانبنا فإننا نتمنى الحرية لكل شعوب العالم».

ويرى الشاعر في تمني هنية للشعب السوري أن ينال حريته وهي حق مقدس «أمر طبيعي وهذا نتمناه لكل شعب الأرض، كما قلت، لكن دون أن يكون لنا أي تدخل في شؤون الآخرين». وأضاف: «الواضح تماما أن حماس حذرة ولا تحاول أن تدخل في أمور قد تفهم على أنها تدخل في الشؤون الداخلية لهذا البلد أو ذاك.. لكن التعبير عن تمنيات للشعب السوري أن ينال حريته فهذا شيء طبيعي ولا يعتبر تغييرا في الموقف».