إدخال نيلسون مانديلا المستشفى بعد إصابته بآلام في البطن

الرئاسة الجنوب أفريقية تطلب احترام الحياة الخاصة لـ«ماديبا» خلال هذه الفترة

مانديلا يطلع على نسخة من كتابه عن نفسه، قبل نشره، بجوهانسبورغ في 17 يونيو الماضي (إ.ب.أ)
TT

أدخل الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا، 93 عاما، إلى المستشفى، أمس، بعد إصابته بآلام حادة في البطن، إلا أن رئاسة البلد أكدت أنه في صحة جيدة، وطلبت من الجميع احترام الحياة الخاصة لـ«ماديبا» وعائلته خلال هذه الفترة.

وقالت الرئاسة الجنوب أفريقية في بيان إن «الرئيس جاكوب زوما يود أن يعلن أن الرئيس الأسبق نيلسون مانديلا أدخل إلى المستشفى اليوم (أمس)»، مضيفة أن «ماديبا يعاني منذ فترة طويلة من آلام في البطن واعتبر الأطباء أنه يحتاج إلى عناية طبية خاصة». وقال الناطق باسم الرئاسة ماك ماهاراج للشبكة الإخبارية المتواصلة (آي - نيوز): «لا أستطيع أن أدلي بمزيد من التعليقات لكن الرئيس معنوياته مرتفعة ووضعه جيد. لا أريد أن أدخل في التفاصيل لأننا نريد حماية الحياة الخاصة لعائلة الرئيس مانديلا وحياته الخاصة وتجنب الشائعات». ولم توضح الرئاسة المستشفى الذي أدخل إليه الرئيس الأسبق مانديلا.

وقد أثار الوضع الصحي الواهن لأول رئيس بعد مرحلة الفصل العنصري، الذي يدعى تحببا ماديبا (اسم قبيلته)، القلق في جنوب أفريقيا بعد نقله العام الماضي إلى المستشفى لمعالجته من التهاب حاد في التنفس. وقال بيان الرئاسة «نتمنى له الشفاء العاجل وننقل له حب وتمنيات جميع الجنوب أفريقيين والناس في جميع أنحاء العالم بالشفاء». وطلب البيان أن «يحترم الجميع الحياة الخاصة لماديبا وعائلته خلال هذه الفترة».

وظهر مانديلا للمرة الأخيرة أمام الجمهور في المباراة النهائية لكأس العالم في كرة القدم التي نظمتها جنوب أفريقيا في يوليو (تموز) 2010. وهو عادة ما يقيم في مسقط رأسه في ولاية إيسترن كايب، وعاد الشهر الماضي إلى منزله في جوهانسبورغ.

وحصل مانديلا على جائزة نوبل للسلام في 1993، وانتخب في 1994 أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا. وتحول مانديلا رمزا عالميا للمصالحة والتسامح منذ أن خرج من سجون نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا قبل عشرين عاما في 11 فبراير (شباط) 1990. وساهم الإفراج عنه في 1990 بعد سجنه 27 عاما في سجن «روبن آيلاند»، في تسريع سقوط نظام الفصل العنصري. وبعد أربع سنوات أصبح أول رئيس أسود ينتخب ديمقراطيا في جنوب أفريقيا.

وشكل مانديلا لجنة الحقيقة والمصالحة التي تولى رئاستها توتو وأصبحت نموذجا يطبق في الدول التي تشهد أعمال عنف رغم الانتقادات بأنها غير مثالية لدى نشر تقريرها في 1998 بعد المئات من جلسات الاستماع.

ولد مانديلا في 18 يوليو 1918 في منطقة ترانسكاي (جنوب شرقي) في قبيلة ملكية وأطلق عليه والده اسم «روليهلاهلا»، أي المشاكس الذي يجلب المشاكل. وفي سن مبكرة بدا مانديلا فتى متمردا وأقصي من جامعة فورت هار للسود بسبب خلاف حول انتخاب ممثلي الطلاب.

وفي جوهانسبورغ التحق المحامي الصاعد الذي يعشق النساء والملاكمة، بحزب المؤتمر الوطني الأفريقي وأسس مع أشخاص آخرين رابطة الشباب في الحزب. وأمام السلطة التي تطبق نظام الفصل العنصري في 1948 تولى مانديلا رئاسة الحزب. واعتقل مانديلا مرارا وحكم عليه في المرة الأولى بتهمة الخيانة قبل تبرئته في 1956.

وبعد عام قاد مانديلا النضال المسلح واعتقل وحوكم بتهمة التخريب والتآمر ضد الدولة في إطار محاكمة ريفونيا (1963-1964). وصدر بحقه حكم بالسجن المؤبد لكنه أعلن مبدأه بالقول «إن مثلي الأعلى كان مجتمعا حرا وديمقراطيا يعيش فيه الجميع مع فرص متساوية. إني مستعد لأن أضحي بحياتي في سبيل ذلك». وألهم مانديلا رفاقه في سجن «روبن آيلاند» قبالة سواحل الكاب (جنوب غربي) وسجون أخرى. واعتبارا من عام 1985، أطلق نظام الفصل العنصري الخاضع لعقوبات دولية والنضال الداخلي المتواصل، مناورات سرية.