الأطلسي يستدعي «كل موظفيه» العاملين في الوزارات الأفغانية

ردا على مقتل ضابطين يعملان بالداخلية في عملية تبنتها طالبان

شرطي يحاول تهدئة أحد المتظاهرين المناهضين للأميركيين في قندوز أمس (أ.ب)
TT

قرر حلف شمال الأطلسي «استدعاء جميع موظفيه» العاملين في الوزارات الأفغانية، وذلك بعد اغتيال ضابطين من الحلف في وزارة الداخلية بالعاصمة كابل، في عملية تبنتها على الفور حركة طالبان أمس.

وقال الجنرال جون آلن، قائد القوة الدولية «إيساف» التابعة للحلف الأطلسي: «لأسباب بديهية تتعلق بالحماية، اتخذت تدابير فورية لاستدعاء جميع موظفي إيساف العاملين في الوزارات في كابل وخارجها»، مذكرا في الوقت نفسه أن «إيساف» تبقى «ملتزمة في شراكتها مع حكومة أفغانستان». وجاء هذا بعد أن عُثر على «مستشارين أميركيين مقتولين بالرصاص في مكتبهما» في وزارة الداخلية بكابل. وكان المستشاران ممددين أرضا، وعثر عليهما زملاء لهما، وفق ما أعلن صديق صديقي المتحدث باسم وزارة الداخلية لشبكة «تولو نيوز» الإخبارية الأفغانية.

وتبنت حركة طالبان على الفور، أمس، مقتل أربعة مستشارين في وزارة الداخلية، بيد «المجاهد» عبد الرحمن الذي تصرف «ردا على عدم احترام الغزاة لمقدسات الإسلام، وخصوصا على إحراق المصاحف في قاعدة باغرام» شمال شرقي كابل، ليل الاثنين/ الثلاثاء. وفي لندن، أعلنت وزارة الخارجية البريطانية، أمس، سحب مستشاريها الملحقين بهيئات حكومية في كابل مؤقتا، بعد اغتيال المستشارين الأميركيين في وزارة الداخلية الأفغانية. وقالت متحدثة باسم الوزارة في لندن: «كإجراء مؤقت، سحبت السفارة البريطانية مستشاريها المدنيين من المؤسسات (الحكومية الأفغانية) في كابل»، موضحة أن الإجراء يسري تطبيقه فورا.

وازداد انعدام الثقة بين القوات الأجنبية وقوات الأمن الأفغانية عمقا في الأشهر الأخيرة مع تكرار الهجمات بين جنود «أصدقاء». وهذه المشكلة قد تطرح مسألة تدريب القوات الأفغانية وأثر ذلك على الأمن الداخلي بعد 2014 عندما يكون التحالف الدولي غادر أفغانستان.

وجاءت هذه التطورات فيما تواصلت أمس، لليوم الخامس على التوالي، مظاهرات في أربع ولايات بأفغانستان، احتجاجا على إحراق مصاحف في قاعدة عسكرية أميركية الأسبوع الماضي. ووقعت أعمال عنف في مهترلام عاصمة ولاية لغمان (شمال شرق)، أصيب خلالها 15 متظاهرا بالرصاص وتم نقلهم إلى المستشفى العام في المدينة، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر طبية. وصرح عبد الله، وهو متظاهر في مهترلام عاصمة لغمان، بأن «حوالي ألفي شخص» تظاهروا في هذه المدينة التي أصبح فيها التجمع «عنيفا»، مشيرا إلى أن المحتجين «يرشقون قصر الحاكم» بالحجارة، بينما ردت قوات الأمن «بإطلاق النار». وقالت الشرطة إنها «نجحت في تفريق الحشد، وإن بقيت مجموعات قليلة من المتظاهرين في المدينة». كذلك، قال صديق صديقي الناطق باسم وزارة الداخلية الأفغانية إن تجمعات يضم كل منها مئات الأشخاص وسلمية نسبيا تجري في ولايات لوغار (شرق) وساري بول (وسط) وننغرهار (شرق) وكابيسا ونورستان (شمال شرق). إلا أن مصدرا في الشرطة في كابيسا نفى وجود أي مظاهرة في المدينة. وتفيد حصيلة صحافية بأن 24 شخصا قتلوا في الأيام الأربعة الأولى من المظاهرات في أفغانستان وجرح عشرات.