محاولة اقتحام فاشلة لبابا عمرو واشتباكات عنيفة في درعا

راجمات الصواريخ و«الهاون» تدك حمص والقصير.. وسقوط أكثر من 60 قتيلا

صورة من موقع «يوتيوب» لدبابة تابعة للجيش السوري بأحد أحياء درعا أمس
TT

لم يغير مشهد الاستفتاء على مشروع الدستور السوري الجديد، من المشهد الدموي الذي يطبع يوميات السوريين، إذ قتل أمس ما يزيد على 60 شخصا معظمهم من المدنيين، في أعمال عنف شهدتها مناطق سورية مختلفة، لا سيما من مدينة حمص الواقعة تحت الحصار العسكري والأمني منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، التي دكتها أمس راجمات الصواريخ وقذائف «الهاون»، وحاول الجيش النظامي اقتحامها والسيطرة على حي بابا عمرو من دون جدوى، فيما أعلن مساء أمس الصليب الأحمر الدولي عدم تمكنه من دخول منطقة بابا عمرو مع الهلال الأحمر السوري.

ومع فتح صناديق الاقتراع أمام الشعب السوري صباح أمس، قتل تسعة مدنيين في قصف مدفعي وصاروخي على أحياء حمص، وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن «تسعة مواطنين استشهدوا إثر إطلاق نار كثيف وقذائف في حيي الحميدية وبستان الديوان في مدينة حمص، كما سقط أربعة من القوات النظامية بينهم ضابط إثر اشتباكات في حي الحميدية بين القوات النظامية ومجموعة منشقة». وأعلن المرصد أن «اشتباكات عنيفة دارت (أمس) بين القوات النظامية السورية ومجموعات منشقة في مدينة درعا، ما أدى إلى مقتل ثلاثة من عناصر الأمن إثر استهداف سيارتهم، إضافة إلى قتل جنديين في مدينة داعل في درعا في اشتباكات مع عناصر منشقة استغرقت عدة ساعات»، مشيرا إلى أن «مدنيا استشهد صباحا برصاص القوات النظامية في بلدة علما الواقعة في محافظة درعا أيضا».

من جهته أعلن المسؤول الميداني في تنسيقية حمص، أنس أبو علي، أن «الوضع المأساوي في مدينة حمص على حاله، لا سيما في حي بابا عمرو الذي كان عرضة لقصف مدفعي وصاروخي عنيف». وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «راجمات الصواريخ كانت تطلق على بابا عمرو من مواقع جيش النظام في منطقة شنشار، جنوبي مدينة حمص، كما نال أحياء الإنشاءات والحميدية والبستان نصيبهم من النيران، وهذا القصف الجنوني تزامن مع هجوم ومحاولة اقتحام لبابا عمرو في محاولة لدخوله والسيطرة عليه، لكن هذا الهجوم قوبل بمقاومة قوية من عناصر الجيش الحر والثوار الذين أفشلوا هذه المحاولة».

وكشف أنس عن أن «الصليب الأحمر فشل (أمس)، على الرغم من كل الاتصالات التي أجراها مع مسؤولين في النظام، من دخول حمص وإجلاء نحو سبعة آلاف شخص باتوا في العراء محرومين من المأوى ويبيتون في الشوارع، وبينهم صحافيون أجانب ومصابون، وذلك بعد تدمير المنازل والملاجئ التي كانوا يحتمون بها»، موضحا أن «النظام السوري سيبقى عاجزا عن كسر شوكة بابا عمرو، على الرغم من الهمجية التي يستخدمها، وعلى الرغم من مجازره التي يندى لها جبين البشرية، وهذه المنطقة هي التي ستزف إلى الشعب السوري عرس سقوط هذا النظام وهزيمته».

ولم يختلف المشهد في مدينة القصير القريبة من الحدود اللبنانية، عن المشهد الدموي في حمص، حيث أفاد الناشط محمد عبد الرحمن «الشرق الأوسط» بأن «كل أحياء القصير كانت هدفا لقذائف الهاون التي أطلقت على المدينة من مطار الضبعة (جنوب شرقي القصير) ما أدى إلى سقوط قتيلين وسبعة جرحى»، مشيرا إلى أن «قناصة الأمن اصطادت المواطن عبد الله عوض الذي قتل على سطح منزله، وأصيبت طفلته بجروح متوسطة». وقال «لقد دارت اشتباكات عنيفة قبل الظهر بين قوات (الرئيس السوري بشار) الأسد وعناصر من الجيش الحر، في محلة الصوامع شمال القصير، وقعت خلالها إصابات من الطرفين، لكن لم نعرف نوع هذه الإصابات والعدد لعدم قدرتنا على التحرك على الأرض». بدورها أعلنت لجان التنسيق السورية أن «جيش النظام قصف بالدبابات مدينة إدلب فجرا (أمس)، كما قتل مواطن في العقد الرابع إثر إصابته بإطلاق رصاص من حاجز أمني في مدينة معرة النعمان». وأشارت إلى أن «المفاوضات استؤنفت بين اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمعارضة من جهة، والسلطات السورية من جهة أخرى، بهدف إجلاء عدد من ضحايا القصف، وبينهم صحافيون أجانب، من مدينة حمص».