فرخندة حسن: علاقتي بسوزان مبارك بدأت من أيام الجامعة.. ووصف «الفلول» أزعجني

الأمين العام السابق لـ«قومي المرأة» في حوار مع «الشرق الأوسط» : لا شيء بمصر يسير بلا واسطة

TT

في مكتبها المتواضع بأحد أحياء المهندسين عوضا عن المقر الفاخر للمجلس القومي للمرأة الذي تم حرقه والإتيان على كافة محتوياته أثناء ثورة 25 يناير من العام الماضي، تستقبل ضيوفها بابتسامة هادئة كعادتها. وفضلت عدم الخوض في السياسة.. إنها فرخندة حسن، الأمين العام للمجلس القومي للمرأة ورئيس لجنة التنمية البشرية بمجلس الشورى سابقا.

واعترفت حسن في حوار مع «الشرق الأوسط» بأنها نادمة على عشر سنوات من حياتها قضتها في العمل في «المجلس القومي للمرأة»، قائلة إن هناك نية مبيتة لتشويه كل ما له علاقة بالنظام القديم. والمعروف أن المجلس القومي للمرأة كان تحت رئاسة سوزان مبارك قرينة الرئيس السابق.

وقالت حسن إنه لا يوجد شيء في مصر يسير بلا واسطة، معربة عن توقعها بأن يأتي التغيير من الشباب الواعي، وقالت عن علاقتها بسوزان مبارك إنها بدأت من أيام الجامعة، حين كانت سوزان طالبة دراسات عليا في الجامعة الأميركية، وأضافت فرخندة حسن أن وصف «الفلول»، الذي أطلقه المصريون على من كانوا يعملون مع النظام السابق، أزعجها لبعض الوقت، إلا أنها أضافت قائلة إنها على يقين بأن الشعب دمه خفيف وأطلق الكلمة وكررها رغم أنها ليست في المكان المناسب.

وعن استدعائها للتحقيق من جهاز الكسب غير المشروع، قالت إنها ذهبت ومعها كل الأوراق التي تؤكد شرعية ثروتها وثروة عائلتها، وإن «الموضوع أغلق». ورغم الأذى والتجريح الذي تقول إنها تعرضت له على مدى عام كامل هي وأسرتها، بسبب قربها من قرينة الرئيس السابق، اعترفت حسن أنها ما زالت تحب سوزان مبارك، معربة عن عدم قدرتها على أن تنافق أو تكذب حتى ترضي أحدا، مشيرة إلى وجود «تعمد واضح لتشويه صورة المجلس».

وعن واقعة حريق مبنى المجلس القومي للمرأة الذي يقع ضمن مجمع كان فيه مقر الحزب الحاكم سابقا ومقار لعدة مؤسسات أخرى، قالت فرخندة حسن إن كاميرات المراقبة أثبتت أن أشخاصا مدربين اقتحموا مبنى المجلس بعد يومين من قيام ثورة 25 يناير، ونهبوا ما فيه من أوراق وأجهزة حفظ المعلومات، وأشارت إلى أن الجهات المسؤولة عن التحقيقات لم تكشف شيئا إلى الآن، ولم توجه أصابع الاتهام لأحد.

وأضافت فرخندة حسن، ردا على من يقولون إن المجلس القومي للمرأة كان يمهد لتوريث الحكم من مبارك الأب إلى جمال مبارك، وأنه سُخِّر لتحقيق رغبات قرينة الرئيس السابق، أن «هذا غير صحيح بالمرة»، مشيرة إلى أن المجلس لم يكن له أي دور في عملية التوريث من قريب أو من بعيد. وإلى أهم ما جاء في الحوار..

* بعد عشر سنوات من العمل كأمين عام للمجلس القومي للمرأة ما الأسباب التي دفعت المجلس العسكري إلى أقالتك منه؟

- لم تتم إقالتي من أمانة المجلس (القومي للمرأة)، ولكن المجلس العسكري (الحاكم) أعلن عن إعادة تشكيل المجلس وتغيير أعضائه، وبما أن الأمين العام عضو من الثلاثين فتم تغييري وكان هذا متوافقا مع انعقاد الدورة الرابعة للمجلس. وما يحدث الآن ما هو إلا التشكيل الرابع للمجلس، وهذا أمر طبيعي ومنطقي، وسأظل موجودة في المجلس لفترة بغرض تسيير أعمال المجلس لحين استكمال التشكيل الجديد.

* كانت أخبار المجلس وأعماله تملأ صفحات الصحف يوميا قبل الثورة أين ذهب هذا بعد الثورة؟

- هناك تعمد واضح لتشويه صورة المجلس. والإعلام سن أقلامه اليوم ضدنا ولكننا طوال عام كامل لم نتوقف أبدا عن العمل. اشتغلنا على المرأة المعيلة بالقرى والريف وعملنا على مشروع القرض الدوار وإعطاء دورات في دراسات الجدوى للراغبات في إقامة مشاريع صغيرة والتعرف على الأصول السليمة للتسويق لرفع الدخل وإدماج المرأة في خطة الدولة.

* صرحت بأن الأوراق الرسمية بالمجلس القومي للمرأة سرقت قبل حرقه.. هل هذا يعني سرقة عشر سنوات من عمل المجلس؟

- كاميرات المراقبة أثبتت أن هناك أشخاصا مدربين اقتحموا المجلس يوم 28 يناير (بعد يومين من قيام ثورة 25 يناير)، وقاموا بتقسيم أنفسهم إلى فرق كل في اختصاص.. فك هارد ديسك (الأقراص الصلبة) للكومبيوترات. لم الأوراق والمستندات حتى المصاحف من على المكاتب، وتمت سرقة سيرفر المجلس (مخزن المعلومات) بالكامل.. ويقدر ثمنه بمليون دولار. وبذلك خسرنا مجهود المجلس على مدى عشر سنوات من الأبحاث والدراسات، والجهات المسؤولة عن التحقيقات لم تكشف شيئا إلى الآن، ولم توجه أصابع الاتهام لأحد.

* بماذا شعرت وقت حريق مبنى المجلس القومي للمرأة؟

- كان قلبي يحترق معه، وحتى الآن لا أستطيع النظر تجاه المبنى عندما أمر بجواره، فقد كان صرحا كبيرا للدولة. كان المبنى يضم مجلس حقوق الإنسان والمجلس الأعلى للصحافة وعدة بنوك ومؤسسة الدكتور جويلي.. صرح من صروح الدولة من فلوسنا نحن الشعب ومن أموال الضرائب. لمصلحة من ما حدث؟ لا أفهم.

* ما أسباب الهجوم الشرس على المجلس وسياساته وقوانينه بعد الثورة؟

- أشعر أن الناس مش فاهمة (لا تفهم ما يجري) وهم معذورون. وهناك من يريد هدم كل شيء يخص المرأة وليس الإساءة إلى سوزان مبارك فقط، لأن من يعمل بالمجلس منظومة كاملة من 700 سيدة ورجل على أعلى المستويات العلمية.

* لوحظ أن أغلبية المهاجمين لدور المجلس القومي قبل الثورة من الجمعيات النسائية؟

- نحن نعمل مع أكثر من 70 جمعية نسائية أهلية بالريف والمدن، وجميعها تعمل لصالح إعالة المرأة الفقيرة والنهوض بحالها. وجميع الجمعيات الكبرى مناصرة لدورنا. وما دون ذلك يمكنك سؤالهم حول أسباب هجومهم على المجلس.

* البعض أصبح يقول إن المجلس القومي كان سببا في خراب الأسرة المصرية؟

- أريد إثباتا واحدا على هذا، وليس كلاما فقط.. كل هذه الأصوات ترمي إلى تشويه صورة حرم الرئيس السابق، ولكن للأسف مَنْ يقول إننا خربنا الأسرة المصرية، أرد عليه بأن دور المجلس القومي للمرأة كان اقتراح القوانين، والحكومة من كانت تنفذ، وأي مسألة كانت تتعلق بالشريعة الإسلامية كنا نستفتي الأزهر الشريف، وكان هناك مستشارون أفاضل بالمجلس مثل تهاني الجبالي وفتحي حجاب وغيرهما كثيرون. وللأسف لليوم الناس لا تفهم طبيعة اختصاص المجلس، فدوره استشاري وليس تنفيذيا، ودور الحكومة هو التنفيذ والمجلس تخصصه وضع خطط للمرأة لإدماجها في الموازنة العامة. جميع التهم باطلة والناس تصدقها، وعندما نكتب الحق يرفض الإعلام النشر وهذا سؤال يحيرني. لماذا تعمد التشويه.

* هل تخافين على مستقبل المجلس القومي للمرأة في ظل مطالبات بإلغائه؟

- عندما يقف عضو مجلس شعب ويقول إن (قانون) الخلع (الذي يعطي المرأة حق الانفصال عن زوجها) أضر بالأسرة.. مع أنه أمر من السنة (في الدين)، ماذا أقول له بعدها.. أكرر: نحن لم نشرع قوانين.. نحن اقترحنا أفكارا، واليوم على المرأة التمسك بحقها الذي أعطاه لها الله، وأنا عندي إيمان شديد بحكم الله، فقد ساوى بيني وبين الرجل في كل شي إلا المواريث، حتى تكون القوامة للرجل. أقول لمن ينادي بالإلغاء: طبقوا شرع الله وليس شرع أي أحد آخر.. وتمسكوا بالدين، وبعدها ألغوا المجلس، فكل أب لديه بنت وولد يعمل على تعليم البنت مثل الولد دون تفرقة.

* يقول البعض إن المجلس القومي للمرأة كان يمهد لتوريث الحكم من مبارك الأب إلى جمال مبارك، وإنه سُخِّر لتحقيق رغبات قرينة الرئيس السابق؟

- غير صحيح بالمرة. ولم يكن للمجلس دور في عملية التوريث من قريب أو من بعيد. ولم يكن لا مع ولا ضد، وكانت مهمة المجلس الأولى هي النهوض بوضع المرأة وإزالة أي تمييز ضدها. وسوزان مبارك كان دورها استشاريا.. صحيح هي قوى عظمى، ولكن هناك 30 عضوا كانت تأخذ آراءهم وكانت السيادة للأغلبية.

* ولكن أغلب أعضاء المجلس القومي للمرأة كانوا من الحزب الوطني؟

- بالعكس.. لقد كانت هناك شخصيات وأسماء رنانة من خارج الحزب الوطني، منهم جابر عصفور، وأحمد كمال أبو المجد، وأمينة شفيق، والمستشار محمود غنيم، وأحمد جويلي.. أسماء لم تكن سترضى بهذا، فقد كان المجلس يضم جميع الأطياف والأحزاب وكل ممثلي الأحزاب كانوا يخلعون عباءة أحزابهم خارج المجلس.. كنا نتحدث عن المرأة وحقوقها فقط. كنا مثالا لمؤسسة حكومية لا حزبية لإدماج المرأة في الخطة العامة (للدولة) فقد كانت هناك برامج لخدمة الرجل دون المرأة وكان يجب التوازن.

* هل سيسير المجلس على نفس القوانين والاتجاهات السابقة؟

- يجب أن يسير، لأن المجلس مؤسسة حكومية ويحكمها قانون، وإذا حاد المجلس عن هذه القوانين يمكن أن يتعرض للإلغاء.. المجلس عليه عشرة تكليفات عليه الالتزام بها. يمكن أن يغير طريقة أو أسلوب التنفيذ، لأن لكل شخص أسلوبه والتغير مطلوب ربما يكون هذا..

* ما حقيقة استيلاء سوزان مبارك على أموال التبرعات المقدمة للمجلس؟

- المجلس جهة حكومية لا تتلقى تبرعات من أي جهة وخاضعة للجهاز المركزي للمحاسبات، كما أن له ميزانية من الدولة ومعروف أوجه إنفاقها وهناك مراقب مالي من وزارة المالية مقيم بالمجلس لا يترك صغيرة ولا كبيرة، بينما سوزان مبارك لا تعرف أي شيء عن الفواتير، ولكن كانت تعرض عليها تقارير العمل وطوال عمرها لم توقع على فواتير.

* هل حقا تم منعك من السفر من قبل جهاز الكسب غير المشروع؟

- بعد الثورة قدم أحدهم بلاغا ضدي في الكسب غير المشروع يزعم أن هناك تضخما في ثروتي.. واستدعيت للتحقيق، وذهبت ومعي كل الأوراق التي تؤكد شرعية ثروتي أنا وجميع أفراد عائلتي والموضوع أغلق. وبعد عدة أشهر كنت مدعوة لحضور مؤتمر دولي لتمثيل مصر وسألت في المطار هل هناك مانع؟ وكانت الإجابة لا. وفي المطار وجدت أن اسمي مدرج من قِبل الكسب غير المشروع، رغم أن التحقيق انتهى من 9 أشهر، ولكن لم آخذ براءة ذمة، ولا اتهام محدد، وأسعى لمعرفة النتيجة، لأن هذا الموضوع سبب ألما لي ولأسرتي.

* بعد عام من ثورة 25 يناير، ما رأيك فيها؟

- عذرا.. أنا لا أريد الحديث عن الثورة أو السياسة نهائيا.

* إذن كمواطنة مصرية، ما رأيك في أوضاع مصر بعد الثورة؟

- كمواطنة مصرية أنا لا أفهم شيئا (مما يجري)، وعلميا لا أستطيع إبداء رأي في أي موضوع قبل أن أفهم، ولكن ما أنا متأكدة منة أننا كلنا لدينا حالة قلق من الكبير للصغير سواء كان مع الثورة أو ضدها. هناك حالة قلق شديدة وترقب من المواطنين أتمنى أن تزول سريعا.

* كنت محسوبة على النظام السابق هل يغضبك وصف «الفلول»؟

- جميعنا كنا محسوبين على النظام ومن لم يكن محسوبا على النظام؟! وكلمة فلول بالتأكيد أزعجتني بعض الوقت ولكني على يقين من أننا شعب دمه خفيف أطلق الكلمة وكررها وهي ليست في المكان المناسب، لأن كلمة فلول في اللغة العربية تعني جيشا انهزم وانسحب من أرض المعركة. الهجوم يجب أن يوجه إلى من صنع فسادا في الحياة السياسية، وأنا كنت في الحزب الوطني ولكن لم أتدخل يوما في السياسة وكنت أغضب من القرارات الفجائية وعارضت كثيرا وصرخت: لماذا لا يؤخذ رأي الأغلبية. هل نحن مجرد منظر؟

* إذن من الذي أفسد الحياة السياسية؟

- لا أحب ذكر أسماء لأن هذا لا يجوز الآن. إننا لسنا في مجال تصفية حسابات، ولكني كنت أعارض وكان هناك العديد من المعارضين الشرفاء داخل الحزب مثل الدكتور حسام بدراوي، وقد عارضنا وزير الصحة على قانون زارعة الأعضاء وطالبنا بسد الثغرات فيه وأنا أمام الله ذمتي بريئة ولم أشارك في إفساد الحياة السياسية وكنت أرى أن الانتخابات لم تكن نزيهة منذ عام 2000.

* في رأيك هل كانت عدم نزاهة الانتخابات البرلمانية ذريعة قوية لقيام الثورة؟

- بالتأكيد. وكان رأيي قبل قيام الثورة أنه يجب أن يكون هناك إنقاذ للوضع. فقد كانت الانتخابات بمثابة هراء، وكان التزوير بشكل فج ومفضوح وغير طبيعي، وكأننا نضحك على أنفسنا. كانت التجاوزات كبيرة وأعترف أنه كان هناك أعضاء كثيرون في الحزب يرفضون هذا.

* وهل تم القضاء على الفساد بعد الثورة؟

- سلسلة الفساد كبيرة. والفساد لليوم موجود. ولا يوجد مكان بلا فساد. ولكن ليس بهذه الدرجة التي نعيشها. والثورة التي قامت للقضاء على الفساد بإذن الله ستنجح لو الناس تكاتفت وبعدت عن أغراضها الشخصية.

* بعد الثورة صرحت قائلة: «أحب سوزان مبارك ولا تستحق ما يحدث لها»؟

- نعم.. أحبها، ولا أستطيع الكذب. ولن أنافق حتى أرضي أحدا أو أركب الموجة، وللأسف الشعب المصري وجه إلى طريق وسار فيه ولا يريد سماع الحقائق.. عملت معها من قبل أن تكون حرم الرئيس ولا حتى حرم نائب الرئيس، فقد كانت طالبة دراسات عليا في الجامعة الأميركية وكنت المشرفة عليها وكان هناك مشروع من 12 سيدة لتطوير مدرسة ببولاق وكانت حريصة على إنجاز هذا المشروع. وبعدها عملت معها في اللجنة القومية للمرأة التي كانت رئيستها جيهان السادات. وبعد موت السادات لم يعد لها دور، ولا يقام لها اجتماعات، فتوجهت العضوات إلى قرينة الرئيس الجديد ترجوها أن تتقلد رئاستها لأن لا شيء في مصر يمشي دون الرئيس وقرينته.. يعني يكون معك واسطة عليا ولكن أتوقع من الشباب الواعي أن يغير هذه النظرية.

* كانت تجمعك بسوزان مبارك صداقة وكان باستطاعتك زيارتها في أي وقت. هل ما زال هذا قائما بعد الثورة؟

- كانت صداقة عمل. فقد كنت مكلفة بإدارة المجلس القومي للمرأة، وكانت الصداقة من هذا المنطلق، ولم يكن مصرحا لي الزيارة في أي وقت فقط.. كنت أتلقى دعوات في بعض المناسبات العائلية فألبي. واتصلت بها بعد الثورة لكي أخبرها بما يدور من حريق المجلس وخلافه لكن من ثاني أو ثالث يوم انقطع الاتصال، وعندما علمت أنها دخلت المستشفى لم أستطع حتى الاطمئنان عليها. وحاليا لا يوجد أي اتصال بيننا. وهناك معلومة يجب أن يعرفها الجميع وهي أن كل من كان حول قرينة الرئيس السابق كان على بعد خطوة واحدة.. أي لا يوجد من هو أقرب من الآخر، ومن يعتقد عكس هذا فهو واهم.

* هل فعلا ستصدر سوزان مبارك مذكراتها قريبا؟

- ليس لدي معلومة مؤكدة بهذا (الشأن) ولكني قرأت هذا الخبر مثل كثيرين وهذا كلام صحف، والإعلام هذه الأيام يعتمد على الإثارة، لكن كان هناك مشروع من قبل الأستاذة ليلى الحمامصي، أستاذة سوزان بالجامعة الأميركية، بإصدار كتاب عن حياتها، ولكن توفاها الله قبل أن يتم.

* بعض الإعلاميات صرحن بعد الثورة أن سوزان مبارك كانت تغير منهن أو تمنعهن من ارتداء ملابس من ماركات معينة جعلتها حكرا لها؟

- لا يوجد عاقل يصدق هذا الكلام. فهل من المعقول أن تكون زوجة رئيس الجمهورية بهذه التفاهة. والمذيعات اللاتي قلن إنها كانت تمنعهن من الشراء من ماركات معينة، باحثات عن الشهرة. والدليل أننا عندما كنا نراقب ملابسها لم يكن لها ماركة ثابتة.

* تردد أن من الخدمات التي قدمتها لك سوزان مبارك حجز مقعد دائم لك بمجلس الشورى؟

- أنا أستاذ بالجامعة الأميركية وحاصلة على دكتوراه من أميركا والتحقت بالعمل الأهلي من قبل أن أعرف سوزان مبارك.. وكنت عضوا مجلس الشعب عام 1979 وعملت في منظمات دولية قبل معرفتي بسوزان.. كل هذا هو من أهلني إلى هذا، وقد تم تعييني بمجلس الشورى من عام 1984 وكانت علاقتي بسوزان وقتها سطحية.

* هل سنراك مجددا في مجلس الشورى؟

- لا.. لأن الجيل الجديد يجب أن يأخذ فرصته، فنحن عملنا ما بوسعنا في حدود إمكانياتنا، وفي حدود المتاح لرفع شأن الدولة والحفاظ على حقوق المرأة المصرية.

* هل تسبب لك الحزب بفقدان المكانة والنفوذ بع دالثورة؟

- لم يكن لدي لا سلطة ولا نفوذ، ولكن كان لي وضع ومكانة بسبب خبراتي العلمية التي لا يستطيع أحد أن يسلبها مني، ولكني حزينة على تعبي ومجهودي في المجلس طيلة 10 سنوات وأيضا ما تعرضت له أنا وأسرتي من تحقيقات ومضايقات.

* ما مشاريعك المستقبلية؟

- سأعود إلى جامعتي التي كنت سعيدة بها ولم أتركها سوى لشعوري بحاجة المرأة المصرية إلى خبراتي ومجهودي العلمي. واليوم أنا سأظل في خدمة بلدي إلى آخر يوم في عمري.