الرئيس التونسي يدعو إلى إصدار قانون «يجرم التكفير»

طارق رمضان يعتبر ما حدث في تونس صحوة أكثر منها ثورة

TT

دعا الرئيس التونسي المنصف المرزوقي إلى إصدار قانون «يجرم التكفير»، معتبرا أن هذا الأسلوب «يهدد السلم» في البلاد.

وقال المرزوقي، في بيان نقلته وكالة «تونس أفريقيا» للأنباء، إن «استعمال هذا الأسلوب الخطير في التعبير عن الاختلافات الفكرية يمثل تهديدا للسلم بين مواطني البلد الواحد ويبث الفتنة بينهم».

ودعا الرئيس التونسي رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر وأعضاء المجلس إلى «البت في هذه المسألة عن طريق الإسراع بسن قانون يجرم التكفير، ويجعل من يستعمله عرضة للتبعات القانونية ويحفظ تعايش التونسيين».

وعبر المرزوقي عن «انشغاله الشديد بتعمد بعض الأشخاص تكفير الآخرين»، مؤكدا أنه «ليس من حق أي أحد أن يكفر مواطنا آخر بالنظر إلى أن ذلك يمكن أن يشكل مقدمة للعنف وهو أمر مرفوض ومدان».

ويأتي موقف الرئيس التونسي غداة نشر صحيفة «الصباح» التونسية الناطقة بالعربية مقابلة مع إسلامي تونسي متطرف اتهم فيها الجامعية التونسية، إقبال الغربي، التي عينت مؤخرا مديرة لإذاعة دينية بـ«الكفر».

وتعرض صحافيون ومثقفون تونسيون مؤخرا لاتهامات مماثلة من جانب سلفيين متطرفين.

إلى ذلك، قال الدكتور طارق رمضان، أستاذ الدراسات الإسلامية المعاصرة بجامعة أكسفورد البريطانية، إن ما حدث في تونس هو صحوة للشعب التونسي، وقال إنه لا يرى غير تونس في هذه الصحوة، معتبرا مع وقع في تونس «صحوة أكثر منها ثورة».

وكشف رمضان عن وجود مخطط أميركي منذ سنة 2003 لنشر«الربيع» في البلدان العربية لذلك تعمل كل الأجندات الخارجية وخاصة الأميركية على نجاح الثورة في تونس.

وحول زيارته إلى تونس وما يمكن أن تخلفه من جدل سياسي بين مختلف التيارات السياسية، قال رمضان في مؤتمر صحافي عقده في تونس الليلة قبل الماضية، إن زيارته تأتي بعد توجيه 75 دعوة للقدوم إلى تونس، وإن زيارته هي الأولى من نوعها منذ 23 سنة. وتأتي في إطار استضافة من قبل مكتبة الكتاب التونسية لتقديم آخر إصداراته «الإسلام والصحوة العربية»، ونفى أن تكون زيارته في إطار علاقة بالتيارات السياسية، في إشارة إلى حركة النهضة الفائزة في انتخابات المجلس التأسيسي الأخيرة، ونفى أن تكون للزيارة علاقة بالحسابات السياسية.

وقال رمضان، وهو حفيد حسن البنا مؤسس حركة الإخوان المسلمين، إنه يريد أن يلتقي في تونس أكبر عدد ممكن من التونسيين، ولم ينفِ وجود أسئلة كثيرة حول الوضع السياسي الحالي إلا أنه أكد في مائدة مستديرة جمعت عددا من المفكرين والمثقفين أنه منبهر بتجربة التعايش بين الإسلاميين والعلمانيين.

وبشأن زيارة الداعية المصري وجدي غنيم إلى تونس وما رافقها من ردود فعل سلبية، قال رمضان «لا تستطيعون منع دخول الأشخاص إلى تونس، لكن يجب أن لا تكونوا ضعفاء، فالديمقراطية ليست حلالا أو حراما».