الجيش السوداني يتهم دولة الجنوب بالوقوف وراء هجوم على بلدة حدودية

المتحدث باسم الحركة الشعبية: الخرطوم تبحث عن مبررات لهزيمة قواتها

TT

اتهم الجيش السوداني قوات دولة جنوب السودان بالاشتباك مع قواته في منطقة بحيرة الأبيض الحدودية، بعد أسابيع من توقيع الدولتين مذكرة تفاهم بينهما بعدم الاعتداء، بينما نفى مسؤول في جيش جنوب السودان وجود أي اشتباكات مع القوات السودانية، واعتبر أن اتهامات الخرطوم محاولة للبحث عن مبررات للهزائم التي تتعرض لها من قبل قوات الحركة الشعبية في الشمال.

وشدد المسؤول على أن المفيد للبلدين الطريق نحو السلام لا التفكير في الحرب، مع تأكيده على استعداد قواته لحسم أي اعتداء من قبل السودان، في وقت قال متحدث باسم الحركة الشعبية في الشمال إن ثوار تحالف الجبهة الثورية حسموا المعركة وطردوا القوات المسلحة السودانية منها، في ما أبلغت سفارة دولة الشمال رعاياها بتوفيق أوضاعهم عبر تسجيل أسمائهم في السفارة بجوبا.

وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش السوداني الصورامي خالد سعد في مؤتمر صحافي في الخرطوم إن جيش جنوب السودان شارك مع قوات للمتمردين في الحركة الشعبية في اشتباك مع قواته في منطقة بحيرة الأبيض الحدودية في جنوب كردفان في الثالثة من صباح أمس، معتبرا أن ذلك حرب من دولة الجنوب حديثة الاستقلال، وأضاف أن المعارك ما زالت جارية بين الطرفين، وقال إن جوبا لم تلتزم بمذكرة التفاهم التي وقعتها مع الخرطوم في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا قبل ثلاثة أسابيع بأن لا يعتدي أي طرف على الآخر.

لكن المتحدث بالرسمي باسم جيش جنوب السودان فيليب أقوير نفى لـ«الشرق الأوسط» وجود اشتباكات بين قواته مع الجيش السوداني، وقال: «ليست لدينا معارك مع القوات المسلحة السودانية، بل هي معارك بينها مع قوات الحركة الشعبية التي يقودها عبد العزيز الحلو»، معتبرا أن الخرطوم تحاول أن تجد مبررات كلما تلقت ضربات وهزائم من قوات المعارضة، وأضاف: «دائما ما تبحث الخرطوم عن أسباب خارج حدود السودان عندما يتم هزيمتها من قبل معارضيها»، وتابع: «لابد أن يكون السبب دولة جنوب السودان، وهذه الاتهامات لا جديد فيها»، وقال إن الجيش السوداني يعلم أنه في معارك مع قوات الحركة الشعبية الشمالية وليس مع دولة جنوب السودان، مشددا على أن دولته لم تعلن الحرب ضد السودان، وأضاف: «بل بالعكس، البشير أعلن منذ مايو (أيار) العام الماضي الحرب على جنوب السودان باحتلال أبيي ومواصلة قصف قواته لمواقع داخل دولتنا حتى الأسبوع الماضي»، مشيرا إلى أن الخرطوم تحشد ميليشيات في اتجاه جنوب السودان التي سبق أن أنذرت المؤسسات الحكومية والمنظمات الدولية لإخلاء مناطق بعينها، وقال: «الخرطوم التي أصبحت تمثل بوكو حرام في المنطقة، تمارس الإرهاب على دولة أخرى، ونحن مستعدون لصد أي اعتداء»، لكنه عاد وقال: «ليس هناك من سبب لخوض البلدين حربا بينهما، وإذا لم توقف الخرطوم دعمها للميليشيات فإن جيش الجنوب جاهز للدفاع عن أراضيه وسيادته، والمفيد للجميع هو السلام وليس الحرب».

من جهة أخرى قالت حركة العدالة والمساواة المتمردة في دارفور إنها سيطرت على منطقة بحيرة الأبيض في معارك مشتركة مع قوات الحركة الشعبية في شمال السودان، وأضافت أن الهجوم المشترك هو بمثابة بدء العمليات لقوات تحالف الجبهة الثورية الذي يضم حركة العدل والمساواة وحركتي تحرير السودان إلى جانب الحركة الشعبية في شمال السودان. وكانت الجبهة قد شكلت عن هيكل قيادي جديد، كما أنها أعلنت أنها تعمل على إسقاط النظام الحاكم في السودان بالقوة.

من جانبه قال المتحدث باسم الحركة الشعبية في شمال السودان ارنو لودي لـ«لشرق الأوسط» إن قوات الجبهة الثورية من الجيش الشعبي في الشمال وحركة العدل والمساواة هزمت القوات المسلحة السودانية في بحيرة الأبيض الحدودية، وأضاف: «لقد حررنا بحيرة الأبيض بالكامل من دنس المؤتمر الوطني، وعليهم أن لا يبحثوا عن جهات خارجية مثل دولة جنوب السودان»، وقال إن تصريحات المتحدث باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد يبحث عن مبررات لهزيمة قواته التي تم هزيمتها في الهجوم الصيفي الذي أعدته في جنوب كردفان، وتابع: «لن يفيد جيش المؤتمر الوطني تبرير هزيمته الساحقة وفشل الهجوم الصيفي الذي تم تشتيته تماما والهزائم التي ستلاحقهم في الفترة المقبلة»، معتبرا أن منطقة بحيرة الأبيض استراتيجية لعبور اللاجئين من جنوب كردفان إلى معسكرات اللجوء في جنوب السودان، وقال إن القوات السودانية كانت تحتجز المدنيين الفارين من القصف الحكومي المتواصل عليهم، وأضاف أن قوات الجيش الشعبي الشمالية موجودة حول كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان وتحارب من داخل السودان.

إلى ذلك أبلغت السفارة السودانية في جوبا جميع الرعايا السودانيين في دولة جنوب السودان بالمسارعة إلى توفيق أوضاعهم والشروع في تسجيل أسمائهم بالقنصلية السودانية بدءا من اليوم، وقالت إن الخطوة جاءت بعد إعلان وزارة الداخلية لكل الجاليات الأجنبية بتوفيق أوضاعهم قبل أبريل (نيسان) الماضي.

من جهة أخرى قال قائد القوات السودانية التشادية المشتركة إن بلاده ستوقع اتفاقا مع ليبيا لإنشاء قوات مشتركة بينهما في غضون الأيام المقبلة، وأضاف أن الاتفاق مشابه للاتفاق الأمني الذي وقع السودان مع دولة تشاد لتأمين 390 كلم للحدود بين البلدين، وقال إنه في حال تنفيذ الاتفاق مع طرابلس ستكون القوات المشتركة قد أمنت نصف قوس من الحدود، باعتبار أن هناك اتفاقا آخر لتأمين الحدود مع دولة إثيوبيا من ناحية الجنوب الشرقي، وتوقع أن يتم إبرام اتفاق مع دولة جنوب السودان بعد حل القضايا العالقة بين البلدين.