مراقب عام «الإخوان» لـ«الشرق الأوسط»: لن نكرر سياسة النظام ولن نقصي أحدا

ردا على رئيس أساقفة حلب للكلدان بأن المسيحيين هم الأكثر تهديدا ويحاولون الفرار من البلاد

TT

رفض مراقب عام «الإخوان المسلمين» بسوريا الدكتور رياض الشقفة، كلام رئيس أساقفة حلب للكلدان المطران أنطوان أودو بأن «المسيحيين هم الأقلية الأكثر تهديدا من جراء الحرب الأهلية، وهم يحاولون الفرار من البلاد.. وهم يشعرون بالعجز في مواجهة تصاعد العنف المستمر منذ أشهر عدة»، معتبرا أنه بالنسبة إلى أن «عددا كبيرا من المسيحيين، يمثل الهرب السبيل الوحيد للخلاص، على غرار ما يحدث في بلدان الشرق الأوسط الأخرى، وفي العراق بشكل خصوصي»، فإنه كلام يصدر على لسان من يجهل التاريخ.

وقال الشقفة لـ«الشرق الأوسط» إن «الجميع يعرف أنه عندما كان المسيحيون يضطهدون كانوا يلجأون إلى سوريا، والطائفية لم يعرفها بلدنا إلا في عهد حزب البعث»، وأكد أن هذه المخاوف غير حقيقية ولا تمت إلى الواقع بصلة، وهي من صنع النظام الذي يلعب لعبته لتخويف الطوائف من بعضها والتلويح بحرب أهلية، ولا سيما الأقليات منهم.

وفي حين لفت الشقفة إلى أن جزءا من المسيحيين - كغيرهم من الطوائف - يشاركون في الثورة، أوضح أنهم يتعرضون لضغوط كبيرة من النظام وأعوانه. وأكد الشقفة «إذا استطاعت المعارضة أن تحصل على الأكثرية في المجلس النيابي لن نكرر سياسة النظام ولن نقصي أحدا، سنتعاون مع الجميع لأن الوطن بحاجة إلى سواعد كل الأطراف في الوطن»، وتابع أن «المجلس الوطني الذي يمثل كل الطوائف خير دليل على سياستنا ونهجنا في العمل الذي نعتمده في المرحلة القادمة».

وكان المطران أنطوان أودو، قد أعلن في تصريحات لوكالة أنباء «آسيا نيوز» الكنسية، أن «المسيحيين هم الأكثر ضعفا من الجانب النفسي ومن ناحية الدفاع عن النفس، وبالنسبة للكثيرين يمثل الهرب السبيل الوحيد للخلاص، على غرار ما يحدث في بلدان الشرق الأوسط الأخرى، وفي العراق بشكل خصوصي»، وكل هذا «يلحق ضررا جسيما بالكنيسة وبالوجود المسيحي في سوريا»، مستشهدا بدعوة الحوار التي أطلقها البابا في 12 من فبراير (شباط) الحالي.

وأوضح المطران أودو أنه «رغم خوف المسيحيين، فإن بإمكانهم أن يكونوا جسرا بين مختلف الفصائل المتنازعة»، مؤكدا أن «حضورنا المتحد حول الكنيسة يساعد السكان مسلمين ومسيحيين على العمل من أجل خير البلاد، ودفعهم إلى المصالحة لا إلى الانتقام».

من جهتها، اعتبرت كاتريت التللي، عضو المجلس الوطني السوري، أن كلام المطران أودو «هو توصيف يشوه الحقيقة لصالح نظام يقتل شعبه، وهو لا يمثل واقع الطائفة المسيحية التي يشارك جزء كبير منها في الثورة السورية لإسقاط النظام». وقالت التللي لـ«الشرق الأوسط»: «هذا الكلام ليس سوى إشاعات يروجها رجال الدين، ويستخدمها النظام لصالحه لإخافة المسيحيين ولحرف الحقيقة عن مسار الثورة. وللإظهار وكأن الثورة محصورة بطائفة معينة، وكأن المسيحيين هم ضد الثورة.. والواقع هو عكس ذلك، ومن يريد أن يضعهم خارج هذه الثورة هو مخطئ».

واعتبرت التللي أن «سلوك رجال الدين الذين يخرجون عن تعاليم السيد المسيح، الذي كان يقف مع المظلوم ضد الظالم، يؤذي المسيحيين». وأكدت أن الكثير من الشخصيات المسيحية المعارضة تعرضت للاعتقال والقتل من قبل النظام الذي لا يفرق في هذا الأمر بين مسيحي ومسلم. ولفتت التللي إلى أن المسيحيين في سوريا يتعرضون أكثر من غيرهم لضغوط كبيرة من المسيحيين الموالين للنظام، بدعم من المخابرات السورية لمنعهم من إبداء آرائهم بحرية، و«يلعب رجال الدين في هذا الإطار دورا واضحا كأداة لتحقيق مصالح النظام».

وقالت التللي: «ما تعرضت له من اعتقال وضغوط وصلت إلى حد الخطر على حياتي، خير دليل على ما يتعرض له المسيحيون المعارضون.. والنظام يستخدم المسيحيين كورقة ضغط على الغرب بادعائه أنه الحامي لهم ولحقوقهم، وهذا لا يمت إلى الواقع بصلة. وأكبر دليل على ذلك القوانين التي تميز بين الطوائف، وآخرها الدستور الذي كرس هذا التمييز من خلال تحديده طائفة رئيس الجمهورية بالإسلامية».