إحراق سوق الناعورة الأثرية في حمص

ناشطون: أحرقها النظام انتقاما من تجارها الداعمين سرا للثورة الشعبية

TT

أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية، أن «القصف العنيف على مدينة حمص صباح أمس، أدى إلى إحراق معظم المحلات التجارية في سوق الناعورة التي تعد المركز التجاري الرئيسي في المدينة، وأحد الأماكن الأثرية فيها». وأشار ناشطون ميدانيون إلى أن «الحريق امتد إلى المكاتب التجارية والمنازل كما شوهدت ألسنة النيران تتصاعد من فندق قصر رغدان الشهير وصولا إلى بعض محلات سوق المسقوف المجاورة».

ونشرت صفحة الثورة السورية على «الفيس بوك» شريط فيديو يظهر سوق الناعورة في حمص وهي تحترق، كما ظهر في الشريط أحد الناشطين (أبو جعفر) وهو يتحدث بانفعال عن «الدستور الجديد الذي يترافق الاستفتاء عليه بقصف حمص وإحراق أسواقها»، كما نشر الناشطون فيديو ثانيا أظهر مبنى «السيتي سنتر» قرب سوق الناعورة وقد أضرمت النيران فيه أيضا.

وكانت سوق الناعورة التي تقع في نهاية أسواق حمص القديمة من ناحية الشرق، قد شاركت في جميع الإضرابات التي دعت إليها المعارضة السورية، فأغلقت المحلات فيها وتوقفت الحركة التجارية احتجاجا على القمع المرتكب بحق السوريين من قبل النظام الحاكم. ويشير أحد الناشطين إلى أن «قصف السوق وإحراقها أمر متعمد أراد من خلاله النظام السوري الانتقام من تجار الطبقة الوسطى الذين تنتشر محلاتهم في هذه السوق، ولأن هؤلاء التجار قاموا طوال فترة الحصار على حمص بدعم المتظاهرين، كما قدموا للعائلات المنكوبة مساعدات إغاثية واستشفائية».

ويقول أبو معن، أحد التجار الذين يعملون في بيع الألبسة القطنية ويملك متجرين في سوق الناعورة المستهدفة «لا أعرف ما هو مصير متجري، كل شيء تم تدميره وإحراقه، يريدون تركيع حمص بكل أمكنتها وشوارعها ومتاجرها وساحاتها».

وعن موقف التجار في مدينة حمص من الثورة السورية يقول أبو معن «هناك شريحة من التجار الكبار الذين يساندون نظام الحكم وأحيانا يدعمونه بالمال، وقد قام بعضهم بالتبرع بمستودعاته ليحولها الأمن إلى معتقلات وسجون، يمارس فيها التعذيب بحق الشباب والشابات الذين ينشطون في الثورة، لكن التجار الصغار أصحاب الأعمال التجارية البسيطة والمهن المتواضعة يقف معظمهم مع الثورة ويؤيدون أهدافها في إسقاط نظام بشار الأسد».