نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي: لا ندعم الأسد بصورة «أوتوماتيكية».. ونقف فقط مع «الشعب السوري»

أكد لـ«الشرق الأوسط» أن موسكو استضافت ممثلين عن المعارضة.. على رأسهم برهان غليون

TT

أكد إلياس أوماكانوف، نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي وممثل جمهورية داغستان، عدم دعم روسيا للرئيس السوري بشار الأسد بصورة «أوتوماتيكية»، مشددا على أن الدعم الروسي إنما هو مقدم «للشعب السوري».. كما أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن روسيا استضافت، وبصورة دورية، ممثلين عن المعارضة السورية، وعلى رأسهم رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون.

ونوه أوماكانوف بأن الموقف الروسي إنما يركز باختصار في البحث عن حل سلمي لمنع وقوع البلاد في حرب أهلية، مؤكدا في الوقت ذاته معارضة روسيا استغلال الأمم المتحدة كأداة لتغيير الأنظمة، واستخدام القانون الدولي كستار دخاني أمام التدخل في الشؤون الداخلية للدول، موضحا قناعته من أنه في حال تخلي روسيا عن هذا المبدأ، فلن تكون أي دولة - ولا حتى في الشرق الأوسط - بأمان من الضغوط الأجنبية أو الإملاءات الخارجية.

وكشف أوماكانوف في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، عن التقاء الجانب الروسي - وبصورة دورية - مع ممثلين لقوى المعارضة السورية، إلى جانب استقبال روسيا لقادة المعارضة السورية في موسكو؛ كان على رأسهم المعارض السوري برهان غليون رئيس المجلس الانتقالي السوري.

وأكد ممثل جمهورية داغستان في البرلمان الروسي التقاءه بصورة شخصية، ومنذ وقت قصير، عددا من المجموعات والمنظمات الممثلة للمعارضة السورية في موسكو، بمن في ذلك مؤيدون للنظام السوري، منوها بأن اللقاءات الأخيرة ما بين الجانب الروسي والمعارضة السورية، إنما تكشف عن النظرة الإيجابية للمعارضة السورية لروسيا، على الرغم من موقفها تجاه الأزمة السورية.

واستنكر الاتجاه السائد نحو سوء تفسير الموقف الروسي، الذي كان بعيدا عن الحقيقة، بحسب رأيه. وقال «تم تصوير روسيا وكأنها تقوم بحماية النظام السوري الحالي، دون الأخذ بعين الاعتبار أو الاكتراث للوقائع الحاصلة على الأرض السورية والقتلى بين أوساط الشعب السوري، الأمر الذي أظهر روسيا كعدو لكافة القوى السورية المعارضة الداعية إلى إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه الحالي».

وأكد أوماكانوف على أن روسيا مؤمنة بحق الشعب السوري في تحديد مصيره، وكشف عن أن المحادثات الروسية مع الأسد أكدت ضرورة إقرار انتخابات حرة لنقل السلطة في سوريا، الأمر الذي سيسمح للشعب السوري أن يختار رئيسه بصورة ديمقراطية وسلمية، منوها بأن أي طريقة أخرى ستسهم بشكل واضح في زيادة حدة المواجهات وبداية حرب أهلية.

واعتبر أوماكانوف أن تفسير الموقف الروسي وبطريقة غير «عادلة» هو أمر مخيب للآمال، وسلوك ساذج في أوقات أخرى، مشيرا إلى ارتباط روسيا ومنذ سنوات بعلاقات صداقة مع الشعب السوري، والتي بدأت قبل نظام حافظ الأسد، فالآلاف من السوريين تربطهم علاقات قرابة ومصاهرة للروسيين، الأمر الذي يفرض استشعار روسيا بحجم مسؤولياتها تجاه حياة، ومصير الشعب السوري.

وحول مدى تأثير الموقف الروسي من الأزمة السورية على علاقاته مع العالم الإسلامي، أكد أوماكانوف ثقته في احتفاظ العلاقات الروسية مع العالم الإسلامي بروابط قوية وعلاقات جيدة، من خلال إيجاد عدد من الاهتمامات المشتركة في المستقبل، معترفا بوجود «اختلافات في وجهات النظر حول الملف السوري»، موضحا أن «الحوارات السياسية لا تسير على الدوام بفعالية كافية، الأمر الذي تسبب في التعرف على سياسات الدول من خلال الصحف وليس اللقاءات المباشرة»، مناديا بضرورة تغيير مثل هذا النوع في التعرف على سياسات الدول الخارجية.