مردوخ يطبع 3 ملايين نسخة من العدد الأول من «صن أون صنداي»

يرغب في استعادة قراء «نيوز أوف ذي وورلد» التي أغلقها بسبب فضيحة «قرصنة الهواتف»

روبرت مردوخ يعرض النسخة الأولى من الصحيفة الأسبوعية (أ.ب)
TT

في الأمس وجد روبرت مردوخ رئيس مؤسسة «نيوز كوربوريشن»، إمبراطور الإعلام الأسترالي الأصل، في المطبعة ليشرف بنفسه على إنتاج أول نسخة من صحيفة «صن أون صنداي»، العدد الأسبوعي لصحيفة «ذي صن» الشعبية الأكثر مبيعا في بريطانيا.

وجوده في المكان جاء كنوع من التحدي لسوق الصحافة المطبوعة الذي يواجه تدهورا على المستوى العالمي. كما أنه حاول إعطاء دعم معنوي للعاملين الذين كانوا يتوقعون قبل أقل من أسبوعين، كما ذكرت بعض التقارير الإعلامية البريطانية، إغلاق أو بيع الصحيفة، كما فعل سابقا في يوليو (تموز) الماضي مع شقيقتها «نيوز أوف ذي وورلد» عندما اندلعت فضيحة التنصت، والتي أثارت زوبعة إعلامية وسياسية وأساءت إلى مؤسسة «نيوز إنترناشيونال»، الذراع البريطانية لمؤسسة «نيوز كوربوريشن» المدرجة على بورصة نيويورك.

وحضر روبرت مردوخ إلى بريطانيا قبل أيام من نيويورك واجتمع مع العاملين المحبطين في صحيفة «الصن» بعد أن قامت الشرطة بمداهمة بيوت زملاء لهم بناء على معلومات تلقتها الشرطة من داخل مؤسسة مردوخ تخص تقديم الرشاوى لرجال الشرطة. إلا أنه، وعلى عكس التوقعات، قال لهم إنه ينوي إصدار صحيفة شعبية أسبوعية قادرة على أن تستقطب العديد من الزملاء الذين خسروا وظائفهم في يوليو (تموز) الماضي عندما توقفت «نيوز أوف ذي وورلد» عن الصدور بعد 168 عاما من النشر. وحدد 26 فبراير (شباط) لهذا الإصدار الجديد.

وفي الأمس صدر العدد الأول من الصحيفة الذي طبع منه نحو ثلاثة ملايين نسخة. وتأمل الشركة بيع أكثر من مليوني نسخة، حدد سعر النسخة منها بنصف جنيه إسترليني (75 سنتا أميركيا). وقالت متحدثة باسم الصحيفة في مقابلة مع «بي بي سي» إن المبيعات جيدة ولكن «نحتاج إلى ستة شهور ليكون هناك تقييم واقعي للصحيفة يخص السوق الإعلانية والمبيعات».

كما اعترفت الصحيفة في افتتاحيتها بالأخطاء التي اقترفت سابقا، أي التنصت على خصوصيات الناس من خلال الدخول على تليفوناتهم الجوالة، وهذا يعني، كما فسره بعض المعلقين، أن الصحيفة ستفتقد إلى نوع التحقيقات الصحافية التي ميزت مطبوعات مردوخ الشعبية، إلا أنها وعدت بأنها «ستظل جريئة وصريحة ومشاكسة ومرحة». وأشرف مردوخ بنفسه على المراحل النهائية لإصدار الصحيفة.

ومن المقرر أن يشرف رئيس تحرير جريدة «الصن» اليومية دومينيك موهان على الصحيفة الأسبوعية الجديدة. وقالت صحيفة «الصن» إنه تم «طبع آلاف النسخ» لإرسالها للقوات البريطانية في الخارج حيث سيتم نقلها إلى أفغانستان وجزر فوكلاند وأماكن أخرى.

وعلقت الصحيفة في افتتاحيتها على اعتقال عشرة من العاملين الحاليين والسابقين بها بشأن «دفع رشاوى لمسؤولين» قائلة: «إنهم «أبرياء حتى تثبت إدانتهم». وكانت قد شنت الصحيفة هجوما لاذعا على الشرطة واتهمتها بأنها مارست نوعا من المداهمة التي كانت تمارسها السلطات الشيوعية سابقا في دول أوروبا الشرقية. إلا أن الشرطة ردت بأن المداهمات جاءت على هذا الشكل بسبب خطورة الاتهامات.

وفي هذا العدد التاريخي نشرت الصحيفة في صفحتها الأولى حوارا خاصا مع اماندا هولدين أحد أعضاء هيئة حكام برنامج «بريتن غوت تالنت» (برنامج المواهب البريطانية) بعد ولادة ابنتها الأولى والمتاعب التي واجهتها.

ويحاول روبرت مردوخ الاستحواذ مرة أخرى على جمهور ضخم فقدته مجموعة «نيوز كوربوريشن» عندما أغلقت صحيفة «نيوز أوف ذا وورلد» الأكثر مبيعا بسبب فضيحة القرصنة بنسخة جديدة ليوم الأحد من صحيفة «الصن» الشعبية تملأها أحاديث المجتمع والفتيات والمشاهير. وتظهر على الصفحة الأولى لصحيفة «الصن» اليومية الأكثر مبيعا في عددها الصادر أمس الأحد المصاعب التي شهدتها مقدمة برامج تلفزيونية أثناء وضعها، تحت عنوان «توقف قلبي لمدة 40 ثانية» بهدف استعادة 2.7 مليون شخص قرأوا «نيوز أوف ذا وورلد» حتى إغلاقها في يوليو (تموز) على خلفية أكبر فضيحة صحافية في بريطانيا. وأغلقت مؤسسة «نيوز إنترناشيونال»، التي تصدر أيضا صحيفة «ذا تايمز» و«صنداي تايمز»، الصحيفة الشعبية سابقا، بعد الكشف عن أن المحققين الشخصيين العاملين لديها اعترضوا البريد الصوتي لطفلة خطفت وقتلت في ظروف غامضة. القضية فتحت الباب على مصراعيه على مؤسسات مردوخ وخلقت جوا معاديا للمطبوعة ولمؤسسة مردوخ. وتبين بعد ذلك أن آلافا من الأشخاص تعرضوا لمثل هذه الخروقات الشخصية، ولم تكن محدودة فقط ببعض المشاهير وأبناء العائلة المالكة كما كان الانطباع سابقا، خصوصا بعد سجن اثنين من العاملين بعد إدانتهم بالتنصت على أبناء العائلة المالكة عام 2007. الفضيحة أجبرت مردوخ على التخلي عن صفقة «بي سكاي بي» التي قدرت بأكثر من 12 مليار دولار، وطالت العديد من السياسيين من أعلى المستويات في الحكومة.

وقامت «نيوز إنترناشيونال» بتسوية سلسلة من الادعاءات القانونية في الأشهر الأخيرة عن القرصنة الهاتفية التي قامت بها «نيوز أوف ذا وورلد» على مشاهير وساسة ودفعت عشرات الملايين من الدولارات كتعويض عما قامت به الصحيفة من خروقات. واعتقلت الشرطة أكثر من 30 شخصا في ثلاثة تحقيقات منفصلة ترتبط بالفضيحة، بينهم 10 من صحافيي «الصن» الحاليين أو السابقين للشك في رشوة موظفين عموميين للحصول على قصص.

ويمنح التدشين الفرصة لـ«نيوز إنترناشيونال» باستعادة جزء من عائداتها السنوية التي تقدر بقرابة 150 مليون جنيه إسترليني (240 مليون دولار أميركي) كانت تحصل عليها «نيوز أوف ذا وورلد» من المبيعات والإعلانات. وسيحكم على نجاح «الصن» الأسبوعية بمدى إمكانيتها في استرجاع مكانة شقيقتها السابقة «نيوز أوف ذي وورلد».