النظام السوري يواصل حربه على حمص.. ويعتقل طلابا من جامعة حلب

الأسعد: 60% من الأراضي السورية باتت خارج سيطرة قوات الأسد

سحب الدخان تتصاعد من أحد مباني حمص أول من أمس بعد قصف عنيف لقوات الجيش السوري (رويترز)
TT

لم يحل انشغال النظام السوري بإجراء الاستفتاء على الدستور الجديد دون مواصلته حملته العسكرية وقصفه المدفعي الكثيف على مدينة حمص، وتحديدا حي بابا عمرو، الذي هزته أمس انفجارات مدوية، على وقع إطلاق نار كثيف أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى. وأكد ناشطون أن قوات النظام استهدفت فجرا بقصف مدفعي وصاروخي أحياء الخالدية وعشيرة والبياضة والمدينة القديمة، إضافة إلى أحياء بابا عمرو وباب السباع والخضر والحميدية التي استهدفتها قوات الأمن. وفي حين أفادت «لجان التنسيق المحلية» في سوريا عن مقتل 30 شخصا، 21 منهم في حمص، خلال يوم أمس الذي أطلق عليه الناشطون اسم «اثنين الوفاء لأطفال درعا»، أشارت إلى أن «قوات الأمن اقتحمت مدينة القصير مدعمة بالدبابات من جهة الشرق، وسط إطلاق نار كثيف وقصف مدفعي، وإطلاق قذائف من المشفى الوطني ومبنى البلدية والحواجز كافة باتجاه المنازل». وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «انتشارا عسكريا أمنيا ترافق مع إطلاق رصاص كثيف في محيط مدينة القريتين (حمص) أدى إلى إصابة العشرات بجراح».

وكان قائد «الجيش السوري الحرّ» العقيد رياض الأسعد أعلن أمس أنّ «أكثر من ستين في المائة من الأراضي السورية هي خارج سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد»، مشيرا إلى «وجود لجان شعبية تدير الأمور في تلك المناطق بالاشتراك مع الجيش الحرّ». وذكر، في حديث إذاعي أمس، أن «معارك شرسة اندلعت بين (الجيش الحر) والقوات النظامية في عدد من المناطق، لا سيما حمص ودير الزور وإدلب ودرعا»، مشيرا إلى «تكبد القوات النظامية خسائر فادحة في المعدات والأرواح».

وفي حماه، اقتحمت قوات سوريا، ترافقها آليات عسكرية، بلدة خطاب وسط إطلاق رصاص كثيف. وقالت «لجان التنسيق» إن عناصر الأمن والجيش نفذوا حملة مداهمات وسرقة لمحتويات المنازل وإحراق بعضها، في ظل اعتقالات عشوائية، طالت عددا من المواطنين، عرف منهم الدكتور عمر خالد الشقيع، طه راكان الفنان، أنس طه الفنان وأنس راكان الفنان.

أما في العاصمة دمشق، فقد أطلقت قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع والرصاص على مظاهرة خرجت أمس لتشييع قتلى أول من أمس، بهدف تفريق المشاركين فيها. وخرجت في حي الميدان مظاهرة تضامنية مع حي كفرسوسة، وفي نهر عيشة، تمكنت مجموعة من الناشطين من قطع الطريق الدولية التي تصل بين دمشق ودرعا، على الرغم من الحصار الأمني الكثيف.

وفي ريف دمشق، قال معارضون إن قوات الأمن فتحت النار على مظاهرة لطالبات المدارس خرجت في المعظمية، كما شنت مداهمات للأماكن التي لجأت إليها الطالبات للاحتماء من الرصاص. أما في كفربطنا، فقد شنت قوات الأمن حملة اعتقالات ومداهمات للمنازل، وقامت بالاعتداء بالضرب على المارة عند حاجز الثانوية.

ومن جامعة حلب، خرجت مظاهرات طلابية عدة أمس، ردت عليها قوات الأمن و«الشبيحة»، بإطلاق رصاص عشوائي في ساحة الجامعة. وأكد اتحاد طلبة سوريا الأحرار أن أكثر من 14 طالبا على الأقل تم اعتقالهم خلال مظاهرات أمس، لافتا إلى أن «قوات النظام والشبيحة ملأت ساحة الجامعة وكليات العلوم وطب الأسنان والميكانيك والمعلوماتية والكهريائية والتقنية».

وفي مدينة عندان، أفادت صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد» على موقع «فيس بوك»، أن «رتلا من الدبابات توجه من دير جمال إلى عندان، التي تعرضت لقصف من الطيران وكتائب الأسد واشتباكات عنيفة مع الجيش الحر». وذكرت أنه «ضمن حملة استهداف الإعلاميين في سوريا لتغطية الحقيقة، وكما قاموا باستهداف الإعلاميين في حمص منذ أيام عدة، فقد قاموا أمس باستهداف الناشطين في ريف في عندان، حيث قامت قوات الأسد باستهداف عضو المكتب الإعلامي للمجلس الثوري في ريف حلب محمد عيد».

وفي إدلب، تعرضت مدينة سراقب لقصف عشوائي بالمدفعية الثقيلة، في ظل حركة نزوح من الأحياء الغربية والشمالية إلى داخل المدينة، بسبب الوضع الأمني المتوتر. وذلك في موازاة قيام قوات الأمن باعتقال عدد من الأشخاص، عرف منهم الشقيقان أحمد ومحمد محمود حسون، ومنهل محمد حسون، باسل علي المحمد وقاسم عبد الخالق المحمد. وفي معرة النعمان، استهدفت قوات الأمن سوق الخضار بقذيفة وقعت في جواره، مما أدى إلى مقتل مواطن يدعى أكرم خشان وجرح أربعة أشخاص آخرين.

وفي ريف درعا، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «قوات الأمن نفذت حملة مداهمات واعتقالات في بلدتي الصنمين وناحتة بحثا عن مطلوبين، أسفرت عن اعتقال تسعة مواطنين». وشهدت بلدة طفس انتشارا عسكريا كثيفا، حيث تجولت الدبابات والمدرعات في شوارعها، وخصوصا في الحي الغربي، قبيل تشييع أحد القتلى.