روسيا تحث إيران على تبديد المخاوف وباريس تدين «عدم تعاونها»

وزير الخارجية السويدي: المفاوضات مع طهران قد تبدأ قريبا

رغم العقوبات المفروضة على إيران فإن سلسلة مطاعم الوجبات السريعة «كنتاكي» افتتحت فرعا في مدينة كرج بمحافظة البورز الإيرانية أمس (إ.ب.أ)
TT

مع صدور تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوم الجمعة الماضي، حول إيران، الذي شدد على أن الجمهورية الإسلامية تواصل نشاطاتها في المجال النووي منتهكة قرارات مجلس الأمن ومجلس حكام وكالة الطاقة، حثت روسيا طهران على الرد على كل الأسئلة المطروحة حاليا من جانب الوكالة حول ملفها النووي، لتبديد مخاوف الغرب من مساع إيرانية لإنتاج أسلحة نووية.

وفي غضون ذلك، أدانت باريس بشدة موقف إيران «غير المتعاون» في المجتمع الدولي.

وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس، إن بلاده تتوقع من إيران الرد على كل الأسئلة المطروحة حاليا من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول برنامجها النووي المثير للجدل.

ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الروسية عن لافروف قوله للصحافيين في موسكو: «من المهم للغاية أن يؤكد الجميع بقوة، ومن دون أي تحفظات، على أنه في حال بددت إيران كل المخاوف الحالية التي تنتاب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإنها ستتمتع بكل الحقوق التي تتمتع بها الدول الموقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي، بما في ذلك حق تخصيب اليورانيوم لإنتاج الوقود»، وأضاف أن روسيا تريد «التأكد» من أن البرنامج النووي الإيراني «ذو بعد سلمي بحت». وهددت إيران بإغلاق مضيق هرمز، وهو ممر مائي استراتيجي على طول شريطها الساحلي تمر من خلاله 20 في المائة من شحنات النفط العالمية، في الوقت الذي زادت فيه الدول الغربية من ضغطها على الجمهورية الإسلامية.

كما فرض الاتحاد الأوروبي حظرا على واردات النفط الإيراني اعتبارا من يوليو (تموز) المقبل، فيما تفرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة على طهران.

وفي باريس، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، أمس، عن أن فرنسا «تدين بشدة» مواصلة إيران لنشاطاتها النووية وتستنكر «موقفها غير المتعاون» مع المجتمع الدولي، في تعليق على التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأعلن مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية، رومان نادال، أن التقرير الفصلي للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي نشر الجمعة يشدد على أن «إيران تواصل نشاطاتها (في المجال النووي) التي تنتهك قرارات مجلس الأمن ومجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ودون أي شق مدني ذي مصداقية» لبرنامجها النووي. وتابع نادال: «ندين بشدة مواصلة إيران لنشاطاتها (النووية) ونطالبها بالتعاون دون إبطاء مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمجتمع الدولي»، وأضاف: «ندين بشدة موقف إيران غير المتعاون الذي يناقض النوايا التي أعلنتها في رسالة (كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي سعيد) جليلي في 15 فبراير (شباط)»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وكان جليلي وجه رسالة إلى وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، أبدى فيها رغبة بلاده في استئناف المفاوضات حول الملف النووي الإيراني مع مجموعة «5+1»، التي تضم (الولايات المتحدة الأميركية والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا)، عشية إعلان طهران عن تحقيق تقدم كبير في البرنامج النووي الإيراني.

وأشارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرها إلى المأزق الذي وصلت إليه في مفاوضاتها مع إيران، باعترافها بوجود «خلافات كبيرة» مع طهران بشأن توضيح برنامجها النووي، الذي يشتبه الغرب في أنه يخفي شقا عسكريا.

وأعلن نادل أن محتوى هذا التقرير «يؤكد صوابية القلق الفرنسي حيال البرنامج النووي الإيراني. وهو يبين أن إيران رفضت السماح للوكالة بالدخول إلى موقع بارشين العسكري على الرغم من الطلبات المتكررة بهذا الشأن».

وبدوره، وصف وزير الخارجية السويدي، كارل بيلت، أمس، عرض جليلي باستئناف المفاوضات، بأنه أمر «مرض في الأساس»، وأن المحادثات مع القوى العالمية بشأن برنامج طهران النووي يمكن أن تبدأ قريبا.

وحتى الآن لم ترد ست قوى كبرى تمثلها كاثرين أشتون، مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، على العرض الإيراني باستئناف المفاوضات النووية. وقال بيلت للصحافيين قبل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي: «تلقينا خطابا من الإيرانيين كان مرضيا في الأساس»، وأضاف: «الآن المسألة هي توقيت هذه المحادثات.. لا أدري لكنني لا أظن أن الأمر سيستغرق وقتا طويلا».

وبينما تحدثت تقارير عن أن الولايات المتحدة تسعى لإثناء الحكومة الإسرائيلية عن شن هجوم على منشآت إيران النووية، أعلن مكتب إيهود باراك، وزير الدفاع الإسرائيلي، عن توجه الأخير أمس إلى الولايات المتحدة في زيارة تستغرق يومين لإجراء مشاورات مع مسؤولي الإدارة الأميركية حول الوضع في الشرق الأوسط وإيران خصوصا.

وذكر المكتب أن باراك يعتزم إجراء محادثات مع كل من جو بايدن، نائب الرئيس الأميركي، ونظيره الأميركي، ليون بانيتا، ومستشار الأمن القومي، توم دونيلون، بالإضافة إلى مسؤولين في أجهزة الاستخبارات والأمن. وتأتي زيارة باراك للولايات المتحدة قبل نحو أسبوع من الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن. وكان دونيلون أجرى محادثات في إسرائيل الأسبوع الماضي حول هذا الأمر.