«ويكيليكس» ينشر 5 ملايين وثيقة لوكالة «ستراتفور» الاستخباراتية تشير إلى دفع رشاوى

«ستراتفور» ترفض التعليق وتتهم الموقع بانتهاك الخصوصية ودس معلومات مزيفة

TT

بدأ موقع «ويكيليكس» الاثنين نشر أكثر من 5 ملايين برقية سرية عن وكالة ستراتفور الأميركية التي تعمل في مجال الاستخبارات والتحليل الاستراتيجي. وتكشف الوثائق والبرقيات عن رسائل بالبريد الإلكتروني بين الوكالة وشبكة المخبرين التابعة لها، وتوضح وسائل استخدمتها الوكالة لجمع المعلومات وتشمل دفع الرشاوى وتبييض الأموال وأساليب نفسية.

وقال موقع «ويكيليكس» إن البرقيات تغطي الفترة من يوليو (تموز) 2004 إلى ديسمبر (كانون الأول) 2011. وتكشف الوثائق أن وكالة ستراتفور كانت تعمل لجمع معلومات وتحليلها بطلب من هيئات حكومية مثل وزارة الخارجية ووزارة الأمن القومي الأميركية وقوات مشاة البحرية (المارينز) ووكالة الاستخبارات لشؤون الدفاع. ونشر «ويكيليكس» أن ستراتفور لديها اتصالات مع الاستخبارات الباكستانية والجيش الباكستاني ولديها اتفاقات رسمية مع موظفي الصحف والوكالات الإخبارية لتبادل المعلومات، ومنها مجلة «رولينج ستون» الأميركية وصحيفة «هندو» و«ريبوبليكا» الإيطالية بلوس أنجليس.

كما تعمل ستراتفور لحساب كبرى الشركات مثل «لوكهيد مارتن» و«نورثروب غرومان» و«رايثيون» وشركة الصناعات الحربية «رايتيون» ومجمع «داو كيميكال».

وتوضح الرسائل الإلكترونية المتبادلة معلومات حول طلبات هذه الشركات والوسائل التي يتم بها جمع المعلومات من خلال شبكة من العملاء والمخبرين. وتشير إحدى الرسائل إلى أن فريدمان أحد كبار مديري بنك غولدمان ساكس خطط لتأسيس شركة استشارات مالية تعتمد على معلومات داخلية جمعتها وكالة ستراتفور بوسائل استخباراتية وهي ما يطلق عليها في وسائل الإعلام الأميركية استخبارات الظل.

وتشير رسالة إلكترونية بين المدير التنفيذي لستراتفور جورج فريدمان إلى المحلل بالوكالة ريفا بهالا مؤرخة بتاريخ 6 ديسمبر إلى كيفية استغلال مخبر بالاستخبارات الإسرائيلية لجمع معلومات عن الحالة الصحية للرئيس الفنزويلي هوغو شافيز. ويقول نص الرسالة «.. يجب أن تسيطر عليه والسيطرة تعني ماليا أو جنسيا أو سيطرة نفسية.. وهذا يهدف أن نبدأ محادثات للمرحلة التالية». فيما تشير رسالة أخرى إلى مخاوف رئيس ستراتفور عن الآثار المحتملة لدفع رشاوى نقدية للمخبرين بالخارج.

كما تشير بعض الوثائق إلى محاولات للحكومة الأميركية لجمع ما يمكن أن يدين جوليان أسانج مؤسس «ويكيليكس» وعرقلة عمله. وتقول «ويكيليكس» إن هناك أكثر من 4 آلاف رسالة بالبريد الإلكتروني تتناول المحاولات لإيقاف وتخريب عمل «ويكيليكس».

وقد سارعت وكالة ستراتفور إلى نشر رسالة عبر موقعها الإلكتروني وبثته شبكة «سي إن إن» الأميركية قالت فيه «إن نشر 5 ملايين من الرسائل الإلكترونية للوكالة هي خطوة غير قانونية وبعض الرسائل ربما تم تزييفها أو تغييرها لتتضمن معلومات غير دقيقة، وبعض الرسائل قد تكون مدسوسة، وقد يكون بعضها حقيقيا». ووصفت الوكالة نشر «ويكيليكس» للوثائق على صفحتها على الـ«فيس بوك» بأنه «أمر يرثى له، وانتهاك مؤسف وغير قانوني للخصوصية». وأضافت شركة ستراتفور «أن هذه الرسائل كتبت للاستخدام الداخلي ولن نوضح المغزى من استخدامها ولن نعترف بأي من هذه الوثائق سواء كانت مزيفة أو حقيقية. ونؤكد أن خصوصياتنا قد تم انتهاكها ونحن لن نكون في موقع الضحية ولن نحاول التبرير».