مصادر في حمص تكشف سر إصرار الناشطين على دخول الصليب الأحمر

ناشط سوري مصاب في حمص لـ«الشرق الأوسط»: اعتقال مصابين خرجوا عبر الهلال الأحمر

TT

كشف عدد من النشطاء السوريين عن أن 3 من النشطاء المصابين الذين خرجوا من حي بابا عمرو، المحاصر في دمشق، بداية الأسبوع عبر سيارات الهلال الأحمر السوري، تم اعتقالهم بعد ساعات قليلة من خروجهم من المدينة، يأتي هذا بينما أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن سيارات الهلال الأحمر السوري دخلت مدينة حمص أمس لإخراج المصابين، لكن نشطاء محاصرين في حمص أوضحوا أن عشرات المصابين رفضوا تماما فكرة الخروج عبر سيارات الهلال الأحمر خشية اعتقالهم والتنكيل بهم.

وقال عدد من النشطاء إن 3 من زملائهم، الذين خرجوا من المدينة يوم الجمعة الماضي عبر سيارات الهلال الأحمر، تم اعتقالهم بعد ساعات قليلة من خروجهم من المدينة، بينما أشار نشطاء آخرون إلى أنهم ربما تم اعتقالهم فور الوصول للمستشفى.

وأكدت مصادر مقربة من اللجنة الدولية الصليب الأحمر خبر اعتقال النشطاء الذين خرجوا عبر الهلال الأحمر السوري، لكن المصدر، الذي تحدث شريطة عدم ذكر اسمه، قال: «تم اعتقال ناشط واحد فقط وليس ثلاثة كما يتردد».

وأضاف المصدر أن مفاوضات الصليب الأحمر مع النظام السوري مستمرة على الرغم من تعثرها، خاصة مع إصرار النظام السوري على أن يكون الهلال الأحمر السوري طرفا في عملية إجلاء المصابين.

وقال المصدر: إن النظام السوري يرفض تماما استخدام الصليب الأحمر لسيارات خاصة به لنقل المصابين خارجها، وهو ما يؤكد مخاوف النشطاء الذين يرفضون الخروج عبر الهلال الأحمر خشية اعتقالهم. وقال ناشط سوري مصاب ومحاصر في حمص لـ«الشرق الأوسط» في اتصال عبر الإنترنت: «الصليب الأحمر أبلغنا مباشرة عدم قدرته على حمايتنا بسبب الوضع الأمني». وأضاف الناشط، الذي أصيب خلال قصف المدينة يوم الأربعاء الماضي في ساقه اليمنى: «لا أثق في الهلال الأحمر، ولن أخرج من خلاله حتى لو مت هنا بآلامي».. قبل أن يضيف بتحدٍّ: «لن أخرج سوى عبر الصليب الأحمر».

وقالت شبكة أخبار النشطاء، من مقرها في القاهرة: إن النشطاء المحاصرين في حمص يطلبون إدخال المساعدات الإنسانية والطبية فقط دون إخراجهم من المدينة، ذلك على الرغم من تأكيد الشبكة أن عددا كبيرا من الناشطين مصابون بإصابات بالغة جرَّاء القصف المتواصل منذ بداية شهر فبراير (شباط) الحالي.

وقدمت أمس شبكة أخبار النشطاء (ANA) اعتراضا رسميا على طريقة تعامل الصليب الأحمر مع القضية، وقال مصدر بالشبكة لـ«الشرق الأوسط»: «الصليب الأحمر لا يمارس أي ضغوط على النظام السوري من أجل سرعة إخراج المصابين في حمص.. الأمور تعكس عدم جديتهم في تناول القضية».

وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن سيارات تابعة للهلال الأحمر السوري دخلت حمص الحاصرة منذ 3 أسابيع أمس، لكن الشبكة قالت إن قصف المدينة تواصل خلال فترة وجود الهلال الأحمر في المدينة. وقال الناشط السوري، وليد فارس، الذي يقيم في حي الخالدية في شمال حمص، في اتصال مع «الشرق الأوسط» عبر الإنترنت من حمص: إن عدد الشهداء في حمص منذ بدء الحصار والقصف في بداية شهر فبراير الحالي وصل إلى نحو ألف، وفقا لقسم الأرشيف بمجلس الثورة في حمص، موضحا أن عدد المصابين يصل إلى ثلاثة أضعاف هذا الرقم.. وأضاف فارس أن جدران منزله في شمال حمص تهتز مع قصف حي بابا عمرو في أقصى جنوب المدينة.

يأتي هذا بينما انقطعت أخبار الصحافيين الأجانب المصابين والمحاصرين في حمص، الصحافية الفرنسية إديث بوفييه، والمصور البريطاني بول كونروي، بشكل كبير بسبب تواصل القصف الصاروخي على المدينة وعدم قدرة النشطاء على الوصول إليهم في البيت الذي يعالجان به. ويقبع الصحافيان في بيت يعتقد النشطاء أنه آمن في حي بابا عمرو، ولا توجد به أي أجهزة إلكترونية حتى لا يتم تحديد مكانه، ويعتقد فارس أن نحو 30 صحافيا أجنبيا لا يزالون محاصرين بداخل الحي.