الهيئة العليا للإغاثة تطلب أطباء وممرضين لنقلهم إلى حمص

طبيب أسنان يقوم بعمليات جراحية في بابا عمرو ويعالج أكثر من 200 يوميا

TT

«من لا يموت جراء قذيفة تفتت منزله وجسده، ومن ينجو من رصاص القناصة الجاهزين لاستهداف أي جسم يتحرك، هو ومن دون أدنى شك يموت من الجوع أو بسبب جراح أصيب بها لم يكن هناك من يداويها». هكذا يختصر أحد الناشطين في بابا عمرو الوضع المأساوي الذي يعيشونه هناك منذ أكثر من 22 يوما، ما دفع بالهيئة العليا للإغاثة السورية إلى رفع الصوت عاليا طلبا لأطباء وجراحين وممرضين متطوعين من جميع أنحاء العالم لدخول حمص عموما وبابا عمرو على وجه الخصوص.

الهيئة التي تؤكد استعدادها الكامل لتأمين نقل المستجيبين للنداء إلى الداخل السوري والتكفل بدفع مصاريفهم ورواتبهم بعد تأمين وصولهم إلى المشافي الميدانية لتقديم خدماتهم الطبية والإسعافية للجرحى والمصابين، عممت رقمي هاتف عبر موقع «فيس بوك»، الأول لبناني والثاني تركي، يسمحان بالتواصل مع القيمين على الموضوع.

«عار على الأطباء السوريين المنتشرين في الخارج أن يبقوا في عياداتهم وهم يسمعون أن طبيب أسنان يجري عمليات جراحية في حمص وبالتحديد في بابا عمرو لافتقارنا إلى الطاقم الطبي المخول القيام بعمليات كهذه»، هذا ما يقوله وبغصة كبيرة أبو رائد مدير مكتب الهيئة العليا للإغاثة السورية في لبنان. هو يتحدث لـ«الشرق الأوسط» عن «مئات المصابين يوميا الذين لا يجدون من يشفي جراحهم فيموت معظمهم بعد أيام»، ويضيف: «اليوم لا يتوفر في بابا عمرو إلا طبيبان يعالجان يوميا نحو 400 مصاب في غرفة صغيرة في ملجأ تحت الأرض تفتقر إلى أكياس الدم وإلى المواد الطبية الأساسية لعدم القدرة على توفيرها، لأن النظام يقتل كل من يحاول الدخول إلى بابا عمرو».

ويكشف أبو رائد أن «طبيبين دخلا مؤخرا إلى سوريا وهما على أهبة الاستعداد للتوجه إلى بابا عمرو في حال أصيب أي من الطبيبين العاملين هناك»، رافضا الحديث عن «طريقة إدخالهما وسبل إدخال المواد الطبية إلى حمص»، واصفا «الموضوع بالسري للغاية وإلا وضع النظام يده على المنفذ الأخير إلى هناك».

ويقول أبو رائد: «تلقينا عددا من الاتصالات من أطباء سوريين في الخارج يرغبون في الدخول إلى حمص لإغاثة المصابين والجرحى، ونحن ننسق معهم في هذا الإطار، ولكن لا شيء رسميا حتى الساعة».

أبو رائد الذي ينسق من مدينة طرابلس في شمال لبنان عمليات نقل الجرحى من الحدود السورية إلى الداخل اللبناني، يوضح أن العشرات يصلون يوميا من القصير وتل كلخ لتتم معالجتهم في لبنان.