«الجيش الحر» يرصد تزايد الانشقاقات الفردية والجماعية عن الجيش السوري النظامي وآخرها في حلب

المقدم المظلي خالد الحمود لـ«الشرق الأوسط»: النظام يقوم بتصفية كل عنصر يشتبه في تعاطفه مع الثورة

TT

أكد المقدم المظلي المنشق خالد الحمود، الذي يتولى عملية الإشراف على العمليات الميدانية التي يقوم بها «الجيش السوري الحر» داخل الأراضي السورية، لـ«الشرق الأوسط» أمس أن «عمليات الانشقاق في صفوف الجيش النظامي آخذة في الازدياد في الفترة الأخيرة»، معلنا انشقاق «400 عنصر من القطع العسكرية كافة في ريف حلب، وهم موجودون في مكان آمن بانتظار تشكيل كتيبة خاصة بهم وتسمية الضابط المسؤول عنهم».

وأشار الحمود إلى أن «انشقاقات فردية كثيرة تحصل يوميا، حيث تتكرر مؤخرا ظاهرة إقدام عناصر الحواجز الأمنية على قتل الضابط المسؤول عنهم وإعلان انشقاقهم جميعا وانضمامهم إلى (الجيش الحر)»، موضحا أن «قيادة (الجيش الحر) تتحفظ عن الإعلان عن عمليات انشقاق لضباط أمنيين ذوي رتب عالية حتى تتأكد من أنهم أصبحوا في مكان آمن». وقال إن «مناطق إدلب ودرعا تشهد حركة انشقاقات واسعة بسبب التواصل القائم بين الأهالي وعناصر الجيش، وتسهيل عملية انشقاقهم»، موضحا أن «غالبية الكتائب التابعة (للجيش الحر) موجودة في ريف حلب وإدلب».

ويؤكد أحد الضباط المنشقين لـ«الشرق الأوسط» أن «انشقاقات واسعة تحصل على كامل التراب السوري وفي الوحدات كافة، وخصوصا إثر المواجهات التي تحصل بين عناصر (الجيش الحر) والجيش النظامي، حيث ينضم جنود إلى صفوف الثورة والجيش الحر عندما تسنح الفرصة لهم». وأوضح أن «غالبية الضباط في الجيش النظامي والمخولين بإعطاء الأوامر هم من الطائفة العلوية، فيما غالبية العناصر والجنود ينتمون للطائفة السنية»، وقال: «بمجرد أن يهمس عنصران برغبتهما في الانشقاق، يكون الثالث قد أبلغ عنهما، فإما أن يقتلا أو يعتقلا». وأكد أن «عناصر كثرا ينشقون بعد مغادرتهم خدمتهم في إجازات، ويلجأون إلى أقرب مجموعة لـ(الجيش الحر)»، مشددا على أن «عامل الخوف يلعب دورا كبيرا في تردد الجنود قبل اتخاذ قرارهم بالانشقاق، إذ يعتبر كل جندي نفسه مراقبا من قبل زملائه، الأمر الذي يخلق حالة عدم ثقة بين العناصر الأمنية».

وكان متحدثون باسم «الجيش الحر» أكدوا في وقت سابق، إعطاء ضباط سوريين الأوامر «بتصفية عدد من الجنود عند تلكؤهم عن إطلاق النار على المتظاهرين، أو لمجرد الشك في تخطيطهم للانشقاق». وذكر المقدم الحمود في هذا السياق أنه عند اقتحام مدينة الرستن، تم اعتقال والدة أحد الضباط المنشقين وقتلها على مرأى جميع الجنود في إحدى الثكنات العسكرية بهدف ترهيب العناصر. ولفت إلى «أننا نعثر دائما على جثث جنود قتلوا برصاص من الخلف، كما أن النظام يعمد منذ بدء التحركات الشعبية إلى تصفية كل من يشتبه بوجود ميول لديه أو بتعاطفه مع الثورة»، موضحا أن «أحد الضباط برتبة لواء ويدعى فؤاد حمودي أقدم على إعدام ثمانية جنود رميا بالرصاص في إدلب مؤخرا لمجرد شكه بتلكؤهم في إطلاق النار».

وفي حين تتفاوت التقديرات بشأن أعداد العناصر المنضوين في صفوف «الجيش الحر»، يؤكد الحمود أن «قرابة 2000 جندي برتب مختلفة معتقلون في سجن صيدنايا وسجون سورية أخرى».