المجلس الأعلى الإسلامي يحذر من استمرار الصراع بين مرجعية السيستاني ومقلدي الصرخي

أستاذ في الحوزة الدينية لـ «الشرق الأوسط»: هناك أطراف تطبل لاستمرار الأزمة

TT

حذر المجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم من الآثار السلبية التي يمكن أن تترتب على استمرار الصراع بين مقلدي المرجعية الشيعية العليا بمدينة النجف ممثلة في آية الله علي السيستاني، ومقلدي المرجع الديني محمود الحسني الصرخي، الذي تفجر مؤخرا في المدن الجنوبية من العراق ذات الغالبية الشيعية.

وقال القيادي البارز في المجلس ورئيس لجنة العلاقات العربية والدولية في البرلمان العراقي، همام حمودي، في بيان له حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن «ما دار في بعض المحافظات من اعتداء على وكلاء المرجعية أمر مدان يتطلب حزما أكثر من الجهات الأمنية ووعيا من الشعب لما يحاك ضده». واعتبر أن «القصد من وراء ذلك جر المجتمع العراقي إلى خلافات ومعارك جانبية تعيق عملية التقدم السياسي والاقتصادي التي تعيشها البلاد». وأوضح حمودي أن «عملية التقدم يشوبها الكثير من المعوقات، لكن الإصرار والتحدي سيزيلان هذه المعوقات».

من جانبه، اعتبر أستاذ في الحوزة العلمية ومقرب من المرجعية الشيعية العليا في النجف أن «هذه الأزمة تصب في النهاية في مصلحة الصرخي». وقال حيدر الغرابي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على خلفية استمرار الأزمة الشيعية - الشيعية: «إن ما يجري الآن يصب للأسف في مصلحة الصرخي، وليس في مصلحة المرجعية الدينية العليا، لأن الصرخي غير معروف، وكان وجوده داخل الحوزة لفترة قصيرة من الزمن ومن ثم اختفى»، معتبرا أن «بروزه الآن والعمل على تأكيد دوره وعرضه كمنافس أو ند للمرجعية أمر غير صحيح ولا يستقيم مع المنطق، ذلك أن هذا الرجل رجل أزمات ولا يستطيع أن يعيش إلا في ظل الأزمات». وأشار إلى أن «هناك جهات معينة تدفع باتجاه استمرار هذه الحالة، التي لا أستطيع تسميتها صراعا أو نزاعا، لأن النزاع أو الصراع يتطلب أن يكون المتنافسان ندين لبعضهما، أو أن هناك أرضية حقيقية لأوجه الصراع الفكري أو الاجتماعي بينهما، وهذا أمر غير موجود».

وأوضح الغرابي أن «المرجعية الدينية العليا المعروفة بالنجف ويمثلها المراجع الكبار الأربعة لا يمكن أن تجر إلى أي نزاع من هذا النوع»، مشيرا إلى أن «سلطة المرجعية لا تقوم على القوة، وإنما على النفوذ بين الأتباع والمقلدين، وهو أمر لن يتأثر بهذه المسائل من قبل أناس هم خارجون على تقاليد الحوزة وعن إرادتها». واعتبر أن «الصرخي يريد أن يشوّه الصورة المعروفة للمرجعية في أذهان الجمهور، وأن هناك من يدق الطبول بهذا الاتجاه لغايات وأغراض معروفة».

وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الذي يعتبر الصرخي امتدادا لمرجعية والده الراحل محمد محمد صادق الصدر، قد وصف في بيان له، أول من أمس، الصراع بين الطرفين بـ«الخزعبلات»، وهو أقسى وصف لصراع داخل المذهب الواحد. ودعا الصدر في بيانه «مقلدي السيد السيستاني، والسيد الصرخي للابتعاد عن الاعتداءات المتبادلة»، قائلا «أنصح الجميع بعدم التدخل في مثل هذه الخزعبلات»، حسب قوله. وأضاف «اللهم احفظ العراق وأهله، واحفظ مراجعنا الأعلام، واحفظ العراق من مدعي الاجتهاد والمرجعية ظلما وعدوانا، واحفظ العراق من كل معتد أثيم».

وكان وكيل المرجع الديني محمود الحسني الصرخي في ذي قار اتهم مجلس المحافظة بنقض العهد وعدم التفاوض مع الصرخيين، بشأن إعادة جامع محمد باقر الصدر. وقال علي الساري في تصريح إن «مجلس محافظة ذي قار نقض العهد ولم يتفاوض مع الصرخيين بشأن إعادة جامع محمد باقر الصدر، الذي كانت تقام فيه شعائر الجمعة». وأضاف الساري أن «الوقف الشيعي، وعلى أثر تصادمات قديمة، حسم الأمر لنا»، معتبرا أن هناك «جهات دينية ضاغطة على الرغم من قرار المحكمة والوقف الشيعي».