الغنوشي لـ «الشرق الأوسط»: أمهلوا حكومة الجبالي 100 يوم

دعا إلى دستور لا يتصادم مع الإسلام

TT

اتهم راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة ذات التوجه الإسلامي, جهات تونسية بالعمل على الدفع إلى التصادم والاستقطاب بين النهضة والمنظمة العمالية والنهضة والحكومة، وطالب بإمهال حكومة حمادي الجبالي مدة مائة يوم للحكم على أدائها مثلما يتم في أعتى الديمقراطيات، على حد قوله. وأضاف الغنوشي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن عمل الحكومة حتى الآن إيجابي، مشيرا إلى أنها قامت بأدوار مهمة على أكثر من صعيد سواء في تعاملها مع الملفات الدبلوماسية أو معالجة مخلفات الكوارث الطبيعية.

وانتقد الغنوشي انتقادات أطراف سياسية في المعارضة لعمل حكومة الجبالي، معتبرا أن الفترة التي قضتها حتى الآن لا يمكن من خلالها الحكم عليها، وقال إن «تقييم عملها في الوقت الحاضر سابق لأوانه».

وبشأن الهزات التي تعترض الائتلاف الثلاثي الحاكم، ومحاولة التفريق بين مكوناته، والتأثير على مواقفها الداعمة لموقف حركة النهضة التي تقود البلاد، قال الغنوشي إن «الترويكا» خيار أساسي واستراتيجي، وهو قرار اتخذ قبل الانتخابات المجلس التأسيسي، وهو من بين أهم النقاط المكونة لرأسمال الثورة التونسية، على حد تعبيره.

وقال الغنوشي إن الحكومة الحالية ليست حكومة حزب واحد كما تروج لذلك الأقلية المعارضة بل هي مكونة من تيارات سياسية تقاتلت، على حد تعبيره، مدة فاقت نصف قرن، وهي اليوم تؤمن بالتعايش بينها لقيادة البلاد دون خلق مناخ للتصادم، معتبرا إياها جزءا من الرأسمال الرمزي للثورة، وقال إن الائتلاف الثلاثي يحرص على توسيع تلك التجربة.

ودافع الغنوشي عن الحركات السلفية قائلا إن التيارات الإسلامية هي في نهاية الأمر سلفية تقدس ما ورد في الكتاب والسنة. وهناك ضمنها من يتبنى العنف سبيلا للتغيير، وهناك أطراف تسعى إلى تكفير غيرها، وتتوسل بالعنف لنصرة أفكارها مهما كانت تلك الأفكار. وانتقد طريقة تعامل تلك الفئات مع الواقع السياسي التونسي، وقال إنها طريقة خاطئة، والسلفيون لا يتبنون كلهم العنف، وأفضل طريقة للتعامل معهم هي التحاور ومجادلتهم في مواضيع الساعة.

وفيما يخص الإعلام والانتقادات الموجهة له، انضم الغنوشي إلى «الساخطين» على الإعلام وطالبه بالموضوعية والالتزام بالضوابط والأخلاقيات المهنية. وقال إن التونسيين لا يطلبون من الإعلام أن يكون إعلام تمجيد فهذا النوع أنهته الثورة، ولكن التونسيين لا يريدون أن يتحول ذاك الإعلام إلى منبر هجاء لكل شيء. ودعا الإعلاميين إلى وصف الأشياء على حقيقتها «الأبيض أبيض والأسود أسود».

وبشأن اعتماد الشريعة في الدستور التونسي الجديد، قال الغنوشي إن حركة النهضة ما زالت تتساءل مع التونسيين إن كان كافيا الاعتماد على الفصل الأول من الدستور الذي ينص على أن تونس «بلد عربي دينه الإسلام ولغته العربية» أم من الضروري إضافة بعض المواد الأخرى للتأكيد على أن الشريعة مصدر أساسي أو مصدر وحيد للتشريع. ودعا إلى دستور لا يتصادم مع الإسلام.